يؤكد القائد المسؤول عن حماية المدخل الشمالي لمدينة بغداد، وهو يتفقد عملية حفر خنادق على طريق رئيسي، ان قواته جاهزة لمواجهة محتملة مع مجموعات من المسلحين تحاول منذ ايام الزحف نحو العاصمة من محاور عدة.وقال العقيد عبد الجبار الاسدي متحدثا لوكالة فرانس برس عند نقطة تفتيش التاجي (25 كلم شمال بغداد) ان "الوضع الامني مستقر، وليس هناك اي تهديد يدعو للقلق، لكن قواتنا ستكون مستعدة لاي طارىء".واضاف الاسدي "تعرضت نقطة التفتيش هذه الى هجومين ارهابيين في السابق اصبت في احدهما بجروح بليغة اذ تحطمت اسناني وكسرت يدي (...) ورغم ذلك رفضت مغادرة نقطة التفتيش هذه، ولن اغادرها".ويشهد العراق منذ مساء الاثنين هجوما كبيرا لعناصر تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" وجماعات مسلحة اخرى الى جانب عناصر في حزب البعث المنحل، تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة من شمال البلاد.وبلغ المقاتلون الذين غالبا ما يتحركون بسيارات مكشوفة رباعية الدفع رافعين راياتهم السوداء فوقها، مناطق تبعد حوالى 100 كلم عن شمال العاصمة في محافظة صلاح الدين بعدما سيطروا على مركزها، تكريت.ودخل المسلحون مؤخرا الى محافظة ديالى شمال شرق العاصمة، ليضيفوا بذلك محورا ثالثا في زحفهم نحو بغداد حيث باتوا يحاولون التقدم من صلاح الدين في الشمال وديالى في الشرق فيما تتواصل سيطرتهم على مدينة الفلوجة في الغرب.ورغم اقتراب المسلحين من مشارف العاصمة، بدت الحياة في المناطق الشمالية من بغداد تسير بشكل طبيعي، في موازاة الاستعدادات العسكرية والامنية الواضحة والخجولة في بعض اجزاء هذه المناطق، ومنها التاجي.وعند نقطة التفتيش في هذه الناحية الحيوية والرئيسية، التي تمر عبرها معظم البضائع الاتية من شمال البلاد، انهمك عدد من عناصر القوة التي يقودها الاسدي في حفر خنادق عند الطريق الرئيسي استعدادا لاي معركة محتملة مع المسلحين.واحتشدت عند نقطة التفتيش اعداد كبيرة من السيارات التي يحمل بعضها عائلات وينقل بعضها الاخر بضائع، فيما كانت تمر شاحنات تحمل على متنها مئات المتطوعين الشباب لمقاتلة المسلحين وهم يرددون اناشيد تمجد العراق، متوجهين نحو مركز تدريب قريب.وكان ضباط الشرطة والجنود المنتشرون في الموقع يؤدون واجباتهم في تفتيش السيارات بشكل طبيعي.وقال حسين التميمي احد القادة المحليين لقوات الصحوة السنية التي تقاتل تنظيم القاعدة والمتطرفين "قواتنا تقف صفا واحدا الى جانب الجيش والشرطة وتنتشر في مناطق حزام بغداد بشكل متواصل".واضاف هذا المقاتل الذي يتولى قيادة اكثر من ثلاثة الاف عنصر "اين هم؟ نحن بانتظارهم ونبحث عنهم. نريد ان يأتوا لنقضي عليهم".من جهته اكد الشيخ ضياء علي التميمي احد وجهاء منطقة التاجي ان "اهلنا هنا يقفون جميعا الى جانب قواتنا الامنية لان يجب على الجميع حماية الارض والوطن وهذا شرف لكل عراقي".وتابع "الحياة طبيعية تماما في مناطقنا ولا ترعبنا هجمات هؤلاء الارهابيين".وفي منطقة الكاظمية الواقعة في اقصى شمال العاصمة، والتي تحوي مرقدا شيعيا يزوره مئات الالاف سنويا، كانت حركة الشارع طبيعية، والازدحام اليومي عند نقطة التفتيش الرئيسية ظل على حاله.وقال ابو خضر (43 عاما) وهو صاحب محل تجاري على طريق رئيسي في الكاظمية ان "الوقوف بوجه الارهاب واجب وطني على كل انسان في العالم وليس في العراق فقط. نحن لا نخاف هؤلاء ابدا. هل نخاف اعداء الله"؟ .وتابع "الناس هنا تعيش بشكل طبيعي تماما ولم تغادر اي عائلة منزلها".وكان تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" دعا الاربعاء مقاتليه الى مواصلة "الزحف" جنوبا نحو العاصمة بغداد ومدينتي كربلاء والنجف الشيعيتين.ومنذ ذلك الحين، تسود اجواء من التوتر والترقب بغداد حيث قلت حركة السيارات في الشارع، بينما فضل بعض اصحاب المحلات ابقاءها مغلقة.وفي هذا السياق، وضعت السلطات العراقية خطة امنية جديدة تهدف الى حماية بغداد من اي هجوم محتمل، وتشمل نشر قوات اضافية من الجيش والشرطة، بحسب ما افاد الجمعة المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن وكالة فرانس برس.وبعدما دعت المرجعية الشيعية العراقيين الى حمل السلاح ومقاتلة المسلحين السنة، بدأت تبرز في بعض مناطق العاصمة مظاهر تسلح علني، في عودة الى ايام النزاع الطائفي بين عامي 2006 و2008 حين كانت الميليشيات تحكم الشارع.وقال المحلل السياسي احسان الشمري "هناك خطر كبير بسبب الانهيار الامني الذي حدث في الموصل (350 كلم شمال بغداد)، لكن لا اتوقع دخولهم الى بغداد ونهايتهم (المسلحون) ستكون بعيدة عن العاصمة".وتابع "في حال دخولهم، ستكون هناك حرب شوارع، والمسؤولية لن تكون على عاتق القوات الامنية فقط، بل على عاتق العراقيين جميعا".
International
حزام بغداد الشمالي يستعد لمعركة محتملة مع المسلحين
14 يونيو 2014