كل الدول التي تعتمد على عوائد النفط في موازناتها تأثرت من انخفاض سعر برميل النفط، والأكيد أن كل دول المنطقة تأثر اقتصادها بسبب التطورات غير العادية والمتسارعة التي تشهدها المنطقة والتي تتطلب منها أن تكون مستعدة لأي طارئ، هذه الظروف الضاغطة من الطبيعي أنها تؤثر سلباً على موازنات كل الدول. ولأن دولاً مثل البحرين تحرص -رغم كل شيء- على عدم تعطيل المشاريع التنموية وتهتم بجعل هامش تأثر المواطنين في أضيق الحدود لذا فإن من الطبيعي أن تعاني موازناتها من بعض الصعوبات. في وضع كهذا من الطبيعي أيضاً أن تعمد المؤسسات الدولية ذات العلاقة إلى الحديث عن مدى تضرر البلدان مما يحدث وتناقش كل الاحتمالات المتعلقة بقيمة العملة والديون وفوائد الديون والتصنيف الائتماني، وما إلى ذلك، أما غير الطبيعي والمرفوض فهو أن يتحدث من يعتبر نفسه «وطنياً وثائراً من أجل الوطن والمواطنين» بلغة الشماتة والتشفي ويعتبر ذلك انتصاراً له وشهادة على أنه هو الصح. ورغم أن هذا أمر متوقع ويعبر عن مستوى تفكير هذا النوع من «الوطنيين الثوار» إلا أنه مستهجن ومرفوض، فأي وطنية وثورية هذه التي يدعيها مثل هذا وهو يعتبر تضرر الاقتصاد وتأثر المواطنين انتصاراً له وهزيمة للحكومة؟
في الشهور الأخيرة برز عديدون اهتموا بإجراء المقارنات بين الوضع الاقتصادي للبحرين والوضع الاقتصادي لدول في العالم معروف أنها فقيرة وتعاني من صعوبات معيشية، وهذا أمر وإن كان مقبولاً من الناحية المنطقية كونه توظيفاً للعلم إلا أن الطريقة التي تم ويتم تقديمها بها مرفوضة كونها مليئة بالشماتة والتشفي، ولأن أصحاب تلك المقارنات يعتبرون أن ما قاموا به عمل وطني ويعتبرون أنه بهذا انتهى دورهم.
لعل الصورة الآن بدت أوضح، فهؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» لا يهدفون من وراء هذا الذي يستعرضونه توصيل معلومات وآراء مفيدة للحكومة وإنما توصيل رسالة مفادها أنهم هم الذين يفهمون وأن غيرهم لا يفهم وأنه إذا أرادت الحكومة أن تخرج من هذا المأزق فإن عليها أن تستعين بهم!
هؤلاء ينسون أن الجميع في مركب واحد، وينسون أن تضرر الاقتصاد الوطني يعني تأثر الجميع بهذا الضرر من دون استثناء، وينسون أيضاً أن الواجب يحتم عليهم أن يشاركوا بآرائهم وبعلمهم ليسهموا ولو بالقليل في تجاوز المرحلة. لم نسمع طوال الفترة التي انخفض فيها سعر برميل النفط وتضرر الاقتصاد عن جمعية سياسية قدمت دراسة للحكومة ضمنتها آراءها وتوقعاتها، ولم نسمع عن اقتصادي من الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» تحدث في هذا الموضوع بعيداً عن لغة الشماتة والتشفي.
الوطنية ليست في هذا الذي يقولونه ويفعلونه وليست في الاجتهاد في إحراج الحكومة أو الانتقام منها، ولا في التشمت والتشفي، الوطنية هي في قيام هؤلاء -كونهم يمتلكون الأدوات والمعلومات التي تعينهم على التوصل إلى استنتاجات معينة وتصورات للخروج من الوضع الذي صارت فيه البلاد بسبب تأثر سعر برميل النفط وغير هذا من أسباب- بتوفير ما يتوصلون إليه للمعنيين في الحكومة لعلهم يستفيدون منها.
في مثل هذه الظروف والأحوال تختبر وطنية من يعتبرون أنفسهم «معارضة»، فإن ابتعدوا عن تلك اللغة البذيئة ووضعوا ما توصلوا إليه بشكل علمي بين يدي المعنيين ارتفع رصيدهم الوطني، أما إذا استمروا في اعتبار ما يتوصلون إليه هزيمة للحكومة وانتصاراً لهم فإن هذا يعني أساساً أنهم لا يستحقون أن يكونوا جزءاً من الكل.
هذا لا يعني أن الحكومة بحاجة إليهم، فلدى الحكومة من الخبرات والخبراء الكثير الذي يعينها على استيعاب المرحلة والخروج منها بسلام. الحديث هو عن مدى وطنية أولئك ليس إلا.
في الشهور الأخيرة برز عديدون اهتموا بإجراء المقارنات بين الوضع الاقتصادي للبحرين والوضع الاقتصادي لدول في العالم معروف أنها فقيرة وتعاني من صعوبات معيشية، وهذا أمر وإن كان مقبولاً من الناحية المنطقية كونه توظيفاً للعلم إلا أن الطريقة التي تم ويتم تقديمها بها مرفوضة كونها مليئة بالشماتة والتشفي، ولأن أصحاب تلك المقارنات يعتبرون أن ما قاموا به عمل وطني ويعتبرون أنه بهذا انتهى دورهم.
لعل الصورة الآن بدت أوضح، فهؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» لا يهدفون من وراء هذا الذي يستعرضونه توصيل معلومات وآراء مفيدة للحكومة وإنما توصيل رسالة مفادها أنهم هم الذين يفهمون وأن غيرهم لا يفهم وأنه إذا أرادت الحكومة أن تخرج من هذا المأزق فإن عليها أن تستعين بهم!
هؤلاء ينسون أن الجميع في مركب واحد، وينسون أن تضرر الاقتصاد الوطني يعني تأثر الجميع بهذا الضرر من دون استثناء، وينسون أيضاً أن الواجب يحتم عليهم أن يشاركوا بآرائهم وبعلمهم ليسهموا ولو بالقليل في تجاوز المرحلة. لم نسمع طوال الفترة التي انخفض فيها سعر برميل النفط وتضرر الاقتصاد عن جمعية سياسية قدمت دراسة للحكومة ضمنتها آراءها وتوقعاتها، ولم نسمع عن اقتصادي من الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» تحدث في هذا الموضوع بعيداً عن لغة الشماتة والتشفي.
الوطنية ليست في هذا الذي يقولونه ويفعلونه وليست في الاجتهاد في إحراج الحكومة أو الانتقام منها، ولا في التشمت والتشفي، الوطنية هي في قيام هؤلاء -كونهم يمتلكون الأدوات والمعلومات التي تعينهم على التوصل إلى استنتاجات معينة وتصورات للخروج من الوضع الذي صارت فيه البلاد بسبب تأثر سعر برميل النفط وغير هذا من أسباب- بتوفير ما يتوصلون إليه للمعنيين في الحكومة لعلهم يستفيدون منها.
في مثل هذه الظروف والأحوال تختبر وطنية من يعتبرون أنفسهم «معارضة»، فإن ابتعدوا عن تلك اللغة البذيئة ووضعوا ما توصلوا إليه بشكل علمي بين يدي المعنيين ارتفع رصيدهم الوطني، أما إذا استمروا في اعتبار ما يتوصلون إليه هزيمة للحكومة وانتصاراً لهم فإن هذا يعني أساساً أنهم لا يستحقون أن يكونوا جزءاً من الكل.
هذا لا يعني أن الحكومة بحاجة إليهم، فلدى الحكومة من الخبرات والخبراء الكثير الذي يعينها على استيعاب المرحلة والخروج منها بسلام. الحديث هو عن مدى وطنية أولئك ليس إلا.