لن يهدأ عملاء إيران في البحرين ومن يساندهم في تضليلهم الإعلامي من خلايا إرهابية نائمة في منطقة الخليج العربي من إعادة طرح وتكرار ملف حقوق الطفل في البحرين، سنجدهم في كل مرة يعاودون طرحه بشكل مغاير وبأسلوب جديد عن طريق خلط الأوراق ببعضها البعض أو دمج هذه القضية مع ملفات حقوقية أخرى، وهدفهم في ذلك كسب تعاطف الرأي العام الإقليمي والدولي، فهذا هو المهم في النهاية وزبدة سعيهم الباطل.
لذا لم يكن مستغرباً الحملة الإلكترونية التي أطلقوها مؤخراً تزامناً مع يوم الطفل العالمي الذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام لمخاطبة دكاكين حقوق الإنسان تحت شعار «الاعتراف_تحت_التعذيب»، ودعموها بقصص غير حقيقية، عما يتعرض له أطفال البحرين، دون التطرق لإجرام آبائهم وقادة الإرهاب لدينا وكيف يدفعونهم لارتكاب الأعمال الإجرامية والإرهابية معرضين حياتهم للخطر دون الاكتراث بمستقبلهم الدراسي، وهم يشجعونهم على التسرب من المدارس والهروب لأجل رمي الزجاجات الحارقة وزرع القنابل في المناطق الحيوية واستهداف الأبرياء ورجال الأمن بالتفجير والقتل، كما شجعوهم في فترة ما على تخريب وحرق المدارس وتعطيل الحياة المدرسية عن الطلبة، فعملاء إيران في البحرين معروف أنهم دائماً ما يلجؤون لتجزئة الحقائق أو نقل نصف الحقيقة التي لا تكشف واقع القضايا الأمنية في البحرين، فهذا ديدنهم منذ أيام أزمة البحرين الأمنية في 2011.
كنا قد طرحنا في أحد المقالات السابقة مقترح إنشاء معسكر وطني لإعادة تأهيل الأطفال والأحداث المدانين بالإرهاب في مملكة البحرين عن طريق أن يكون هذا المعسكر الوطني التربوي أشبه بمركز إصلاح وتأهيل لترسيخ مفاهيم الولاء والانتماء والمحبة وبذر قيم المواطنة الصالحة عوضاً عن المفاهيم الخاطئة التي قام أولياء أمورهم بتربيتهم عليها، خاصة وأن كثيراً من هؤلاء الأطفال والأحداث لايزالون في عمر من الممكن تدارك ما غرس بداخلهم من قناعات وتعديل أفكارهم الخاطئة وتصحيح مسارات أهدافهم للمجتمع والوطن وإصلاحهم نفسياً وتربوياً وإعادتهم عن دروب التغرير الذي مورس عليهم.
نتمنى أن تقوم الجهات المعنية بالدولة وعلى رأسها وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومراكز الإصلاح والتأهيل بالشروع في تأسيس هذا المشروع الذي سيقطع الطريق أمام الحملات الإعلامية والإلكترونية التي يقوم بها عملاء إيران كل فترة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فهذا المشروع بالتأكيد سيلفت أنظار العالم نحو تجربة البحرين الرائدة في احتواء الأطفال والأحداث المغرر بهم إرهابياً وإعادة تأهيلهم وإصلاحهم ليكونوا مواطنين منتجين وفاعلين في مجتمعاتهم، ومن الممكن أن تكون هذه التجربة نموذجاً يحتذى به ويستشهد به في المحافل الإقليمية والدولية ويأتي ضمن منهجية البحرين الإصلاحية.
ما نود إضافته أنه من الممكن أن تشمل برامج المعسكر الوطني التربوي هذا فكرة إنشاء وتصميم المشاريع الوطنية لتعمير وبناء البحرين وحمايتها من الإرهاب بحيث يعمل عليها ويطرحها وينشغل في إعدادها والقيام بها هؤلاء الأطفال والأحداث المغرر بهم طيلة فترة تواجدهم داخل هذا المعسكر، ومن الممكن أيضاً إيجاد مسابقة لأفضل مشروع وطني مع تخصيص جائزة ودعم معنوي ومالي لتنفيذه وتشجيع من قام به عن طريق منحه لقباً خاصاً يعود لمسمى الجائزة نفسها تحت إشراف عدد من الأخصائيين والتربويين والقادة المؤثرين والملهمين وحتى لو تخللت خلال برنامج دعمهم ومتابعتهم زيارات للشخصيات المؤثرة في المجتمع والمشاهير عند فئة الأطفال والمراهقين.
من الناحية النفسية هؤلاء الأحداث المغرر بهم وفي هذا العمر عادة ما يكونون في مرحلة البحث عن الذات والهوية، وتأكيد الذات والرغبة في لفت الانتباه وصولاً إلى مرحلة إثبات الذات والبروز، فالمراهق دائماً وهو يبحث عن ذاته وهويته في المجتمع يطرح على نفسه باستمرار أسئلة مفادها «من أنا؟ ماذا أريد؟ ولمن أنتمي؟»، ولعل البيئة المنزلية الحاضنة للإرهاب هي من أوجدت خللاً لديه في تركيبته الوطنية والنفسية، فهو بالنهاية طفل مغرر به وضحية لتربية فاسدة، ومن هنا تكمن الحاجة في ترسيخ مفاهيم انتماءاتهم الوطنية والمجتمعية من خلال برامج تزرع فيهم قيم المواطنة الصالحة وتعالجهم تربوياً وتحملهم مسؤولية أنهم جزء من مستقبل البحرين المشرق.
تحميل هؤلاء المغرر بهم مسؤولية تصميم وإنتاج وطرح مشاريع وطنية تحمي مجتمعهم البحريني من الإرهاب والتطرف والكراهية والعدائية والطائفية والشروع في تنفيذها حسب محيط هذا الحدث والطفل سيبذر بداخلهم الشعور بالانتماء للبحرين بدلاً من الانتماء إلى عصابات الإرهاب، وإيجاد نوع من التحدي والصراع بين الخير والشر عنده سيجعله يسخر طاقته وتركيزه لمحاربة أعداء وطنه بدلاً من أن يكون أحدهم أو ضمن جموعهم.
فلنتخيل أن هؤلاء انشغلوا بإيجاد مشاريع تدعم الحب والتعايش المذهبي والتسامح والتلاحم بين كافة مكونات المجتمع البحريني، بل واجتهدوا في إيجاد خارطة الطريق التي من شأنها أن تحقق هذا المشروع على أرض الواقع بكل حماس، نحن هنا حولنا مراهقاً أو حدثاً مداناً في جرائم إرهابية إلى مواطن صالح يفكر في كيفية بناء مجتمعه، بدلاً من هدمه، ومنشغل في إعداد مشروعه الخاص به بل وحمايته من الفشل، وكذلك نجحنا في تحميله جزءاً من مسؤولية وطنه بل والشعور بأن هناك مسؤوليات على عاتقه كونه مواطناً لهذا الوطن، وهنا عززنا جانب الوقاية أكثر من العلاج لديه، لذا فعندما يخرج من السجن لاحقاً ويتعرض لمحاولات تغرير هنا سيرى من يحاول تغريره أنه مجرم وعدو له ومن الواجب التصدي له لا التجاوب معه.
لذا لم يكن مستغرباً الحملة الإلكترونية التي أطلقوها مؤخراً تزامناً مع يوم الطفل العالمي الذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام لمخاطبة دكاكين حقوق الإنسان تحت شعار «الاعتراف_تحت_التعذيب»، ودعموها بقصص غير حقيقية، عما يتعرض له أطفال البحرين، دون التطرق لإجرام آبائهم وقادة الإرهاب لدينا وكيف يدفعونهم لارتكاب الأعمال الإجرامية والإرهابية معرضين حياتهم للخطر دون الاكتراث بمستقبلهم الدراسي، وهم يشجعونهم على التسرب من المدارس والهروب لأجل رمي الزجاجات الحارقة وزرع القنابل في المناطق الحيوية واستهداف الأبرياء ورجال الأمن بالتفجير والقتل، كما شجعوهم في فترة ما على تخريب وحرق المدارس وتعطيل الحياة المدرسية عن الطلبة، فعملاء إيران في البحرين معروف أنهم دائماً ما يلجؤون لتجزئة الحقائق أو نقل نصف الحقيقة التي لا تكشف واقع القضايا الأمنية في البحرين، فهذا ديدنهم منذ أيام أزمة البحرين الأمنية في 2011.
كنا قد طرحنا في أحد المقالات السابقة مقترح إنشاء معسكر وطني لإعادة تأهيل الأطفال والأحداث المدانين بالإرهاب في مملكة البحرين عن طريق أن يكون هذا المعسكر الوطني التربوي أشبه بمركز إصلاح وتأهيل لترسيخ مفاهيم الولاء والانتماء والمحبة وبذر قيم المواطنة الصالحة عوضاً عن المفاهيم الخاطئة التي قام أولياء أمورهم بتربيتهم عليها، خاصة وأن كثيراً من هؤلاء الأطفال والأحداث لايزالون في عمر من الممكن تدارك ما غرس بداخلهم من قناعات وتعديل أفكارهم الخاطئة وتصحيح مسارات أهدافهم للمجتمع والوطن وإصلاحهم نفسياً وتربوياً وإعادتهم عن دروب التغرير الذي مورس عليهم.
نتمنى أن تقوم الجهات المعنية بالدولة وعلى رأسها وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومراكز الإصلاح والتأهيل بالشروع في تأسيس هذا المشروع الذي سيقطع الطريق أمام الحملات الإعلامية والإلكترونية التي يقوم بها عملاء إيران كل فترة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فهذا المشروع بالتأكيد سيلفت أنظار العالم نحو تجربة البحرين الرائدة في احتواء الأطفال والأحداث المغرر بهم إرهابياً وإعادة تأهيلهم وإصلاحهم ليكونوا مواطنين منتجين وفاعلين في مجتمعاتهم، ومن الممكن أن تكون هذه التجربة نموذجاً يحتذى به ويستشهد به في المحافل الإقليمية والدولية ويأتي ضمن منهجية البحرين الإصلاحية.
ما نود إضافته أنه من الممكن أن تشمل برامج المعسكر الوطني التربوي هذا فكرة إنشاء وتصميم المشاريع الوطنية لتعمير وبناء البحرين وحمايتها من الإرهاب بحيث يعمل عليها ويطرحها وينشغل في إعدادها والقيام بها هؤلاء الأطفال والأحداث المغرر بهم طيلة فترة تواجدهم داخل هذا المعسكر، ومن الممكن أيضاً إيجاد مسابقة لأفضل مشروع وطني مع تخصيص جائزة ودعم معنوي ومالي لتنفيذه وتشجيع من قام به عن طريق منحه لقباً خاصاً يعود لمسمى الجائزة نفسها تحت إشراف عدد من الأخصائيين والتربويين والقادة المؤثرين والملهمين وحتى لو تخللت خلال برنامج دعمهم ومتابعتهم زيارات للشخصيات المؤثرة في المجتمع والمشاهير عند فئة الأطفال والمراهقين.
من الناحية النفسية هؤلاء الأحداث المغرر بهم وفي هذا العمر عادة ما يكونون في مرحلة البحث عن الذات والهوية، وتأكيد الذات والرغبة في لفت الانتباه وصولاً إلى مرحلة إثبات الذات والبروز، فالمراهق دائماً وهو يبحث عن ذاته وهويته في المجتمع يطرح على نفسه باستمرار أسئلة مفادها «من أنا؟ ماذا أريد؟ ولمن أنتمي؟»، ولعل البيئة المنزلية الحاضنة للإرهاب هي من أوجدت خللاً لديه في تركيبته الوطنية والنفسية، فهو بالنهاية طفل مغرر به وضحية لتربية فاسدة، ومن هنا تكمن الحاجة في ترسيخ مفاهيم انتماءاتهم الوطنية والمجتمعية من خلال برامج تزرع فيهم قيم المواطنة الصالحة وتعالجهم تربوياً وتحملهم مسؤولية أنهم جزء من مستقبل البحرين المشرق.
تحميل هؤلاء المغرر بهم مسؤولية تصميم وإنتاج وطرح مشاريع وطنية تحمي مجتمعهم البحريني من الإرهاب والتطرف والكراهية والعدائية والطائفية والشروع في تنفيذها حسب محيط هذا الحدث والطفل سيبذر بداخلهم الشعور بالانتماء للبحرين بدلاً من الانتماء إلى عصابات الإرهاب، وإيجاد نوع من التحدي والصراع بين الخير والشر عنده سيجعله يسخر طاقته وتركيزه لمحاربة أعداء وطنه بدلاً من أن يكون أحدهم أو ضمن جموعهم.
فلنتخيل أن هؤلاء انشغلوا بإيجاد مشاريع تدعم الحب والتعايش المذهبي والتسامح والتلاحم بين كافة مكونات المجتمع البحريني، بل واجتهدوا في إيجاد خارطة الطريق التي من شأنها أن تحقق هذا المشروع على أرض الواقع بكل حماس، نحن هنا حولنا مراهقاً أو حدثاً مداناً في جرائم إرهابية إلى مواطن صالح يفكر في كيفية بناء مجتمعه، بدلاً من هدمه، ومنشغل في إعداد مشروعه الخاص به بل وحمايته من الفشل، وكذلك نجحنا في تحميله جزءاً من مسؤولية وطنه بل والشعور بأن هناك مسؤوليات على عاتقه كونه مواطناً لهذا الوطن، وهنا عززنا جانب الوقاية أكثر من العلاج لديه، لذا فعندما يخرج من السجن لاحقاً ويتعرض لمحاولات تغرير هنا سيرى من يحاول تغريره أنه مجرم وعدو له ومن الواجب التصدي له لا التجاوب معه.