موسى راكان
نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي حواراً مفتوحاً مساء الثلاثاء مع د.يوسف النشابة حول "صناعة السفن في البحرين" وما يصاحبها من معتقدات شعبية، مؤكداً أن للقلافين لغة خاصة بهم.
وبدأ مدير الحوار الأديب إبراهيم سند، بالتعريف بشخص يوسف النشابة مواليد 1948 والباحث في التراث المنتمي إلى عائلة توارثت حرفة صناعة السفن أبا عن جد، مشيراً إلى بحوثه المنشورة في كذا مجلة ثقافية منها "البحرين الثقافية"، والعضو الفعال في جمعية التاريخ و الآثار، والعضو المؤسس لجمعية خزافي البحرين.
وقال النشابة، إن خشب الساج الذي يدخل في صناعة السفن كان يأتي به من الهند، وأن المسمار كان حتى فترة قريبة غير مستعمل في صناعة السفن وبدلاً منه كانت تستعمل ألياف جوز الهند.
وقال النشابة: "في العادة 3 أشخاص فقط يعملون في صناعة السفينة الواحدة، لكن في المرحلة النهائية "الكلفات" يأتي كل القلافيف في المنطقة للمعاونة أو ما يسمى "الفزعة".
وأضاف: "أول ما يبدأون به في صناعة السفينة هو "البيس" والذي يمثل العامود الفقري للسفينة، وكان هناك إعتقاد أن المرأة إن قفزت 7 مرات على البيس تزداد فرصتها بالإنجاب، إلا أن قفز المرأة على البيس كان بالنسبة للقلافية نذير شؤم، لذا كان يعين حراسة ليلية كي يمنع النساء من القفز على البيس، إلا أن النساء كن يتحايلن كما أن الحارس كان يتساهل ويغض الطرف".
وشدد النشابة على أن "القلافين" لم يكن عندهم أوراق أو مقاييس معيارية أو تخطيطات يعتمدون عليها، لكنهم كانوا أصحاب مهارة وخبرة فائقتين، وعند القياس كانو يلجؤون لقطعة من الحطب يسمونها "سلاتة" .
وأضاف: "من عادات القلافين أنه وقت العمل لا يتكلم ولا يتوقف إلا عند ثلاث للصلاة وفي حضور الطعام وقضاء الحاجة، وعند الطعام إن قام القلاف فلا يرجع حتى وإن لم يأكل شيئاً، وكان الطعام في العادة يأتي من بيت "الأستاذ" وهو رئيس القلافين".
وأشار النشابة إلى أن للقلافين لغة خاصة بهم لا يعرفها إلا هم، فمرة كتب لي والدي رسالة أنا في الغربة لم أفهم منها شيئاً إذ كتبها بلغة القلافين.
وقال: "كان القلافين يعاملون السفينة بنوع من التقديس إذ لم يكن من المسموح دخول السفينة بالنعال، والذي يركب السفينة بنعليه تضرب نعاله بمسامير".