عواصم - (وكالات): حكمت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بالسجن المؤبد على الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش المعروف بلقب "جزار البلقان"، و"جزار البوسنة"، الاربعاء بعد ادانته بارتكاب جرائم ابادة وجرائم حرب وضد الانسانية.
وبذلك تُطوى صفحة من التاريخ بالنسبة ليوغوسلافيا السابقة، شهدت محاكمة أهمّ مرتكبي الجرائم فيها ومثولهم أمام القضاء الدولي.
ووقفت نساء فقدن ازواجا وأبناء واقارب وهن يبكين في الساحة امام المحكمة حيث عرضت صور 300 رجل قتلوا بايدي قوات ملاديتش تحت اعين اسرهم وصحافيين اتوا من مختلف انحاء العالم.
لكن رئيسة جمعية امهات سريبرينيتسا أعربت عن "رضا جزئي. فالحكم اكبر مما صدر على "رادوفان" كرادجيتش لكنهم لم يدينوه بالابادة في العديد من القرى".
وبعد اكثر من 20 عاما على الحرب "1992-1995" التي اوقعت اكثر من مئة الف قتيل و2.2 مليون نازح، ادين ملاديتش "74 عاما" بعشر تهم من بينها ارتكاب ابادة في سريبرينيتسا حيث قتل 8 الاف رجل وفتى مسلمين لكن تمت تبرئته من تهمة الابادة في العديد من القرى.
وصرح القاضي الفونس اوريه ان "المحكمة تحكم على ملاديتش بالسجن مدى الحياة لارتكابه هذه الجرائم"، مضيفا ان "الجرائم التي ارتكبت تصنف بين الاسوأ في البشرية"، ومعتبرا ان الظروف المخففة التي اشار اليها الدفاع من بينها تراجع القدرة العقلية للمتهم "لا وزن لها" في الحكم.
وقال سيرج براميرتز المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية التي اسست في 1993 لمحاكمة المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب خلال النزاع في البلقان ان الحكم يشكل "مرحلة مهمة في تاريخ المحكمة وبالنسبة الى القضاء الدولي".
ورحبت مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان الاربعاء بالحكم بالسجن المؤبد على راتكو ملاديتش الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة معتبرة انها انتصار مهم للعدالة".
وصرح زيد رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الانسان ان "ملاديتش تجسيد للشر". وكان زيد عضوا في قوة الحماية التابعة للامم المتحدة في يوغوسلافيا السابقة بين 1994 و1996 ان "الحكم انذار لمرتكبي مثل هذه الجرائم بانهم لن يفلتوا من العدالة ايا كان نفوذهم ومهما طال الزمن. سيحاسبون جميعا".
في المقابل، دعا الرئيس الصربي الكسندر فوسيتش مواطنيه الى "التطلع نحو المستقبل" والى التفكير في "اولادنا والسلام والاستقرار في المنطقة".
وقبل لحظات على ادانته، أُخرج ملاديتش من القاعة بعد ان نهض وراح يصرخ في وجه القضاة بانهم يكذبون. وكان القاضي رفض قبلها طلبا من الدفاع بتعليق الجلسة بسبب ارتفاع ضغط الدم لدى المتهم.
وعند وصوله الى قاعة المحكمة رفع ملاديتش الذي ارتدى بدلة قاتمة وربطة عنق حمراء قانية، ابهامه مبتسما للمصورين. ورفض بعدها الوقوف عند دخول القضاة وحيا أسرته وخصوصا نجله داركو ملاديتش.
ورفض القاضي طلبا تقدم به الدفاع لتعليق الجلسة بسبب الضغط المرتفع للمتهم. وصاح ملاديتش "انهم يكذبون انتم تكذبون. لست بخير". وتم اصطحابه بعدها الى غرفة ملاصقة استمع فيها لصدور الحكم.
وعلقت كلمة داتوفيتش عند خروجها من القاعة ان هذا السلوك "جبان" و"مؤسف". وكانت عانت من الجوع والبرد خلال اعتقالها في معسكر شمال غرب البوسنة في 1992 بينما كانت حاملا بابنتها البالغة ست سنوات.
ولا يزال ملاديتش يثير انقساما في البوسنة بين الذين يعتبرونه "بطلا" والذين يرون فيه "جزارا".
فبينما اتهم في لاهاي بانه "العقل المدبر لمقتل الاف الاشخاص"، لا يزال يعتبر "بطلا" في الجمهورية الصربية الكيان الصربي في البوسنة.
وبعد أيام على مقتل نحو 8 آلاف رجل وشاب في سريبرينيتسا شمال البوسنة، وجهت اليه في 25 يوليو 1995 تهمة ارتكاب مجزرة.
كما اتهم بقيادة حملة "تطهير عرقي" في جزء من البوسنة لاقامة دولة صربية عظمى نقية عرقيا. وقد وجهت اليه تهم ارتكاب جرائم ابادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وقعت خلال حرب البوسنة "1992-1995"، واسفرت عن سقوط اكثر من مئة الف قتيل ونزوح 2.2 مليون شخص.
كان القائد العسكري الصربي السابق آخر المتهمين البارزين امام هذه المحكمة التي أنشئت عام 1993 لمحاكمة من يُشتبه بارتكابهم جرائم حرب خلال حرب البلقان. ويعتبر المدعي سيرج براميرتس "أنه أحد أول الملفات التي بررت إنشاءها".
بعدما حاكمت خلال السنتين الأخيرتين راتكو ملاديتش وحكمت على رفيقه السياسي رادوفان كرادجيتش بالسجن 40 عاما، تغلق المحكمة الدولية أبوابها نهائيا في 31 ديسمبر بعدما مثل امامها 161 متهما.
ولوحق ملاديتش ايضا لدوره في حصار ساراييفو الذي دام 44 شهرا وقتل خلاله 10 الاف شخص معظمهم مدنيون ولاحتجاز مئتي جندي ومراقب تابعين للامم المتحدة عام 1995.
وكان الادعاء طالب بانزال عقوبة السجن المؤبد والفاع بتبرئة ملاديتش. ويقول الدفاع ان القائد العسكري السابق لم يعترف يوما بذنب اقترفه حتى ولو عبر عن "أسفه لمقتل كل بريء في جميع المعسكرات، ومن كل القوميات في يوغوسلافيا السابقة".
واعتقل ملاديتش في 2011 بعد تواريه لأكثر من 10 سنوات، في منزل أحد أفراد عائلته في صربيا ونقل الى لاهاي ليمثل للمرة الأولى أمام المحكمة بعد أيام.
وبذلك تُطوى صفحة من التاريخ بالنسبة ليوغوسلافيا السابقة، شهدت محاكمة أهمّ مرتكبي الجرائم فيها ومثولهم أمام القضاء الدولي.
ووقفت نساء فقدن ازواجا وأبناء واقارب وهن يبكين في الساحة امام المحكمة حيث عرضت صور 300 رجل قتلوا بايدي قوات ملاديتش تحت اعين اسرهم وصحافيين اتوا من مختلف انحاء العالم.
لكن رئيسة جمعية امهات سريبرينيتسا أعربت عن "رضا جزئي. فالحكم اكبر مما صدر على "رادوفان" كرادجيتش لكنهم لم يدينوه بالابادة في العديد من القرى".
وبعد اكثر من 20 عاما على الحرب "1992-1995" التي اوقعت اكثر من مئة الف قتيل و2.2 مليون نازح، ادين ملاديتش "74 عاما" بعشر تهم من بينها ارتكاب ابادة في سريبرينيتسا حيث قتل 8 الاف رجل وفتى مسلمين لكن تمت تبرئته من تهمة الابادة في العديد من القرى.
وصرح القاضي الفونس اوريه ان "المحكمة تحكم على ملاديتش بالسجن مدى الحياة لارتكابه هذه الجرائم"، مضيفا ان "الجرائم التي ارتكبت تصنف بين الاسوأ في البشرية"، ومعتبرا ان الظروف المخففة التي اشار اليها الدفاع من بينها تراجع القدرة العقلية للمتهم "لا وزن لها" في الحكم.
وقال سيرج براميرتز المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية التي اسست في 1993 لمحاكمة المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب خلال النزاع في البلقان ان الحكم يشكل "مرحلة مهمة في تاريخ المحكمة وبالنسبة الى القضاء الدولي".
ورحبت مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان الاربعاء بالحكم بالسجن المؤبد على راتكو ملاديتش الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة معتبرة انها انتصار مهم للعدالة".
وصرح زيد رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الانسان ان "ملاديتش تجسيد للشر". وكان زيد عضوا في قوة الحماية التابعة للامم المتحدة في يوغوسلافيا السابقة بين 1994 و1996 ان "الحكم انذار لمرتكبي مثل هذه الجرائم بانهم لن يفلتوا من العدالة ايا كان نفوذهم ومهما طال الزمن. سيحاسبون جميعا".
في المقابل، دعا الرئيس الصربي الكسندر فوسيتش مواطنيه الى "التطلع نحو المستقبل" والى التفكير في "اولادنا والسلام والاستقرار في المنطقة".
وقبل لحظات على ادانته، أُخرج ملاديتش من القاعة بعد ان نهض وراح يصرخ في وجه القضاة بانهم يكذبون. وكان القاضي رفض قبلها طلبا من الدفاع بتعليق الجلسة بسبب ارتفاع ضغط الدم لدى المتهم.
وعند وصوله الى قاعة المحكمة رفع ملاديتش الذي ارتدى بدلة قاتمة وربطة عنق حمراء قانية، ابهامه مبتسما للمصورين. ورفض بعدها الوقوف عند دخول القضاة وحيا أسرته وخصوصا نجله داركو ملاديتش.
ورفض القاضي طلبا تقدم به الدفاع لتعليق الجلسة بسبب الضغط المرتفع للمتهم. وصاح ملاديتش "انهم يكذبون انتم تكذبون. لست بخير". وتم اصطحابه بعدها الى غرفة ملاصقة استمع فيها لصدور الحكم.
وعلقت كلمة داتوفيتش عند خروجها من القاعة ان هذا السلوك "جبان" و"مؤسف". وكانت عانت من الجوع والبرد خلال اعتقالها في معسكر شمال غرب البوسنة في 1992 بينما كانت حاملا بابنتها البالغة ست سنوات.
ولا يزال ملاديتش يثير انقساما في البوسنة بين الذين يعتبرونه "بطلا" والذين يرون فيه "جزارا".
فبينما اتهم في لاهاي بانه "العقل المدبر لمقتل الاف الاشخاص"، لا يزال يعتبر "بطلا" في الجمهورية الصربية الكيان الصربي في البوسنة.
وبعد أيام على مقتل نحو 8 آلاف رجل وشاب في سريبرينيتسا شمال البوسنة، وجهت اليه في 25 يوليو 1995 تهمة ارتكاب مجزرة.
كما اتهم بقيادة حملة "تطهير عرقي" في جزء من البوسنة لاقامة دولة صربية عظمى نقية عرقيا. وقد وجهت اليه تهم ارتكاب جرائم ابادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وقعت خلال حرب البوسنة "1992-1995"، واسفرت عن سقوط اكثر من مئة الف قتيل ونزوح 2.2 مليون شخص.
كان القائد العسكري الصربي السابق آخر المتهمين البارزين امام هذه المحكمة التي أنشئت عام 1993 لمحاكمة من يُشتبه بارتكابهم جرائم حرب خلال حرب البلقان. ويعتبر المدعي سيرج براميرتس "أنه أحد أول الملفات التي بررت إنشاءها".
بعدما حاكمت خلال السنتين الأخيرتين راتكو ملاديتش وحكمت على رفيقه السياسي رادوفان كرادجيتش بالسجن 40 عاما، تغلق المحكمة الدولية أبوابها نهائيا في 31 ديسمبر بعدما مثل امامها 161 متهما.
ولوحق ملاديتش ايضا لدوره في حصار ساراييفو الذي دام 44 شهرا وقتل خلاله 10 الاف شخص معظمهم مدنيون ولاحتجاز مئتي جندي ومراقب تابعين للامم المتحدة عام 1995.
وكان الادعاء طالب بانزال عقوبة السجن المؤبد والفاع بتبرئة ملاديتش. ويقول الدفاع ان القائد العسكري السابق لم يعترف يوما بذنب اقترفه حتى ولو عبر عن "أسفه لمقتل كل بريء في جميع المعسكرات، ومن كل القوميات في يوغوسلافيا السابقة".
واعتقل ملاديتش في 2011 بعد تواريه لأكثر من 10 سنوات، في منزل أحد أفراد عائلته في صربيا ونقل الى لاهاي ليمثل للمرة الأولى أمام المحكمة بعد أيام.