واجه رئيس لجنة حقوق الإنسان النائب أحمد الساعاتي، سفير الولايات المتحدة لدى البحرين توماس كراجيسكي، بما كشفته الوثيقة السرية الأمريكية عن دعم واشنطن لأفراد ومؤسسات بهدف تغيير النظام السياسي في المملكة، فيما نفى كراجيسكي وجود وثيقة سرية حول مخططات أمريكية ضد النظام البحريني، لافتاً إلى أن المعلومات المنشورة بالصحافة عبارة عن برامج تنظمها بلاده بموافقة الحكومة البحرينية.واعتبر الساعاتي خلال اللقاء أمس، المخططات الأمريكية ـ المتضمنة بالوثيقة ـ مساساً بسيادة البحرين وتهديداً لأمنها الوطني، وقال «في حال ثبوت صحة المعلومات فإنها تشكل صدمة وطعنة في الظهر للشعب البحريني»، بينما أبدى كراجيسكي استعداده للتعاون مع أي لجنة تحقيق برلمانية ورحب بتشكيل لجنة التحقيق الحكومية، مؤكداً ثقته بعدم توصلها لأي مشروع سري مدعوم من السفارة. وأبلغ الساعاتي، كراجيسكي أن العلاقات الثنائية بين البلدين مرت في شد وجزر منذ قدومه إلى المملكة، مستدركاً «ما كشف من معلومات مؤخراً يضع مستقبل العلاقات على المحك»، في حين لم ينفِ كراجيسكي وجود اتصالات مستمرة مع الجمعيات السياسية المعارضة أسوة باتصالاته بالمسؤولين الحكوميين، مؤكداً التزام بلاده بحماية البحرين.واستوضح الساعاتي، من كراجيسكي حول ما نشر في الصحافة عن وثيقة سرية أمريكية تتضمن معلومات عن دعم أمريكي لعدد من الأفراد والمؤسسات في البحرين خلال السنوات الماضية بهدف تغيير النظام السياسي في البلاد.وأبلغ الساعاتي، السفير أنه في حالة ثبوت صحة هذه المعلومات المنشورة، فإنها تشكل صدمة شديدة وطعنة في الظهر للشعب البحريني، لأنه يعد الولايات المتحدة من الدول الحليفة والصديقة للبحرين ولسنوات طويلة.وأكد أنه لا يوجد أي تفسير أو مبرر لتقدم واشنطن عبر سفارتها في المنامة على مثل هذه الأعمال الواردة في الوثيقة تحت دعاوى الإصلاح السياسي والديمقراطية وحقوق الإنسان، لأن البحرين كانت من أوائل دول المنطقة التي بادرت وبمحض إرادتها ومن منطلق مصلحتها الوطنية، بتدشين مشروع إصلاحي طموح منذ تولي جلالة الملك المفدى الحكم في عام 1999.واعتبر الساعاتي المخططات الأمريكية المذكورة في الوثيقة، مساساً بسيادة البحرين وتهديداً لأمنها الوطني وتتعارض مع القوانين الدولية، لافتاً إلى أن هناك استياء شعبياً كبيراً وغضباً من المعلومات المنشورة عبر الصحافة نقلاً عن الوثيقة الأمريكية، ما ينعكس بشكل سلبي على العلاقات بين البلدين.وأبلغ الساعاتي، كراجيسكي أن العلاقات الثنائية بين البلدين مرت في شد وجزر منذ قدومه إلى البحرين، مستدركاً «ما تكشفت عنه من معلومات مؤخراً يضع مستقبل هذه العلاقات على المحك».وقال إن هناك ضغوطاً ومطالبات شعبية متزايدة بمراجعة مجمل العلاقات مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن دعم واشنطن لـ«الفوضى الخلاقة» في المنطقة العربية في الأعوام الأخيرة، عاد بالضرر عليها بالدرجة الأولى، لأنها شجعت بروز تيارات راديكالية متطرفة لا تؤمن بالديمقراطية والحريات السياسية والمدنية وتهدد المصالح الأمريكية في المنطقة.من جانبه، نفى كراجيسكي رداً على الاتهامات الموجهة إلى بلاده، وجود أي وثيقة سرية حول مخططات أمريكية ضد النظام في البحرين، لافتاً إلى أن المعلومات المنشورة عبر الصحافة هي عبارة عن برامج تنظمها الولايات المتحدة منذ عشرات السنين وبموافقة وتعاون مباشرين من قبل الحكومة البحرينية على حد قوله.وأضاف أن هذه المعلومات منشورة على شبكة الإنترنت، وقال «شارك في هذه البرامج مسؤولون حكوميون من مختلف وزارات الدولة، وأعضاء من الجمعيات السياسية ومن مجلسي النواب والشورى ورجال أعمال وعاملون في قطاع الصحافة والإعلام وسيدات من الجمعيات النسائية».ونفى السفير وجود أي برامج سرية خلاف ذلك سواء مع أفراد أو مؤسسات بحرينية، مبدياً استعداده للتعاون مع أي لجنة تحقيق برلمانية في هذا الصدد.ورحب كراجيسكي بتشكيل لجنة التحقيق الحكومية في هذه المعلومات، معلناً ثقته بعدم توصلها لأي مشروع سري مدعوم من قبل السفارة.وأكد وجود اتصالات مستمرة بينه وبين الجمعيات السياسية المعارضة أسوة باتصالاته بالمسؤولين الحكوميين والشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني، في إطار عمله الدبلوماسي للاستماع لمختلف قطاعات الدولة والتعاون معها لخدمة مصلحة بلاده والعلاقات مع البحرين. وقال السفير الأمريكي إن واشنطن حريصة ومهتمة بالاستقرار السياسي في البحرين، نافياً بشدة ما تردد عن سعيها لتغيير النظام السياسي فيها.وأضاف أن البحرين دولة حليفة وصديقة ويمتد التعاون المشترك معها لعشرات السنين، ولا توجد مصلحة واحدة في تغيير نظامها السياسي الذي وصفه بأنه منفتح ويقوم بإصلاحات جيدة.وذكر أن بلاده ملتزمة بحماية البحرين بفضل وجود قاعدتها البحرية فيها، وتتعاون وتقدم الدعم الفني للوزارات وبمقدمتها وزارات الدفاع والداخلية والعدل وغيرها من الوزارات والمؤسسات الرسمية.وتساءل السفير عن الطرف المستفيد من تسميم العلاقة بين المنامة وواشنطن،