كاظم السعيد

الحديث عن " تمكين " يعنى حديث عن شيء مميز ومتميز، له أثر وحضور فاعلان فى المجتمع البحرينى، يكفى التمعن وبنظرة منصفة إلى الثمرات والإنجازات التى تحققت بفضل "تمكين" وعلى أكثر من صعيد، والتى ما كان يمكن تحقيقها لو لم تكن هناك رؤية ورسالة وأهداف واضحة.

وإذا كان علينا الإقرار بأن ذلك وحده ليس كافياً، فهناك الكثير من الهيئات والمؤسسات التى وضعت لها رؤى وأهداف، ولكن بقى دورها وإنجازاتها فى إطار محدد ومحدود الأثر، ولكن بالنسبة لـ"تمكين كان عملها المؤسساتى الواضح، وإدارتها التى تحرص على العمل بشفافية ومهنية، والأهم حرصها على أن تكون شريكاً إيجابياً مع من تتعامل معه، وهذه نقطة لابد من التوقف عندها، لأنها تجعل من هذه المؤسسة الوطنية نموذجاً مختلفاً بكل المقاييس يتسق مع توجه الدولة بشأن خطط وبرامج وتنمية سوق العمل التنمية الاقتصادية، مؤسسة لا نبالغ فى القول بأنها تزداد عناداً فى تحمل مسؤولياتها.

كثر بل مئات من أصحاب الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة استفادوا من دعم وخدمات واستشارات "تمكين" ، وبالقدر ذاته هناك مئات من رواد الأعمال، وطلاب، وباحثين عن عمل ممن اختاروا مسيرة ريادة الأعمال كخيار مستقبلى بديلاً عن التوظيف، وربات المنازل، وطلبة وطالبات، كل هؤلاء وغيرهم استفادوا بصورة أو بأخرى من هذه المؤسسة ، عبر برامج صممت بدعم كل تلك الأطراف.

تكفى الإشارة إلى أن المؤسسات فى طور التأسيس مثلت %30 من إجمالى عدد المؤسسات التى حظيت بدعم "تمكين" من خلال برنامج تطوير الأعمال فى النصف الأول من 2017، وعلاوة على ذلك نذكر دعم تمكين لأكثر من 8000 مواطن بحرينى عبر تزويدهم بالمهارات والشهادات الأساسية التى يحتاجونها للدخول فى سوق العمل، إلى جانب برنامج التمويل متناهي الصغر ، وبرامج أخرى عديدة ، كلها تدل على دور ومكانة تمكين فى خدمة الاقتصاد والمجتمع البحرينى.

ولا بد من التنويه بجهود كفاءات بحرينية وقفت ولاتزال وراء الإنجازات والمكانة التى حققتها "تمكين" بدءاً من رئيس مجلس إدارتها الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة، فهو متمكن من القيام بمسؤولياته كما يجب، وقام بدور حيوى فى وضع ركائز عمل ومسار هذه المؤسسة الوطنية، المهم فى هذه الركائز أنها انطلقت باعتبارها أحد أعمدة المشروع الاصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مروراً بمن تعاقبوا على مسؤولية إدارة هذه المؤسسة، وانتهاء برئيسها التنفيذي الحالى د.إبراهيم جناحى القادم من خلفية أكاديمية مرموقة، ما أضفى على عمل "تمكين" بُعداً جديداً يعزز من دورها التنموى ومكّنها من فتح آفاق جديدة فى مسيرتها وعطاءاتها.

ألفت الانتباه الى نقطة مهمة قد تكون غائبة عن كثيرين وهى سمة الشراكة فى علاقة "تمكين" والأطراف التى تتعامل معها، والمستفيدة من برامج الدعم والمساندة وخدمات التى تقدمها لتلك الأطراف، وبطبيعة الحال فإن العلاقة التشاركية هى مفتاح النجاح لأي مشروع، فهى تعكس درجة عالية من التفاهم والتعاون والتجاوب والفهم العميق وحسن فى الأداء والمخرجات، وهذا يعنى أن الشراكة أصبحت اليوم هدفاً استراتيجياً لانها بالنهاية تحقق ما يشكل عنواناً مضيئاً من عناوين النجاح والتفوق والإنجاز، ونشكر "تمكين" لحرصها على ديمومة هذا الهدف.

رجل الأعمال ..كاظم السعيد