حضرت مؤخراً مؤتمراً دولياً عربياً تم فيه استعراض مدى قدرة الشباب على استثمار التكنولوجيا الحديثة في تنظيم مؤتمر مبتكر. في البداية كانت توقعاتي، أن هذا المؤتمر كغيره من المؤتمرات التقليدية في تنظيمها، والتي يتشوق الزائر المشارك لها في أول ثلاثة ساعات، ومن ثم سيخرج لشرب الشاي وبعدها يطبق مقولة «خرج ولم يعد»! إلا أن هذا المؤتمر كان سابقة في الابتكار والتميز. فهذا المؤتمر سمح لفئة الشباب بالخوض في صف واحد لتنظيم المؤتمر، سواسية مع الخبراء والأكاديميين والرؤساء وغيرهم. استخدم المؤتمر أسلوب التقنية الخضراء في طريقة فعلية على أرض الواقع، فلم تكن هناك أوراق أو جداول أعمال توزع بالآلاف على المشاركين ومن ثم تأخذ مجراها لسلة المهملات، وذلك كما يتم في المؤتمرات التقليدية التي تنادي في رؤيتها ورسالتها باتباع السياسة الخضراء، في حين تطبق ما يخالفها على أرض الواقع. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كانت أيضاً غرف، ومصابيح المؤتمر التي تعمل وفق السياسة الخضراء، وموقع قاعة المؤتمرات أيضاً، بحيث تم اعتماد تقنية السياسة الخضراء في كل شيء.
لم تكن هناك كتب أو مجلات توزع في المؤتمر! بل كان كل شيء يدار ببرنامج تم ابتكاره من قبل الشباب، بحيث تتابع جلسات المؤتمر من خلال البرنامج، وتتابع أوقات الاستراحات، والجلسات، فضلاً عن أوراق العمل التي ترسل بالبريد الإلكتروني في سرعة فائقة. في حين لا ترى ذلك في المؤتمرات التقليدية – بعضها وليس أغلبها – التي تطلب فيها أوراق العمل، مع تعهد إدارة المؤتمر بإرسالها لك في أقرب فرصة بعد انتهاء المؤتمر، وبعد انتهاء المؤتمر تصبح في خبر كان!
كان المؤتمر يضم نخبة من المتحدثين الجدد، وليس المعتادين الذين تعودنا حضورهم في كل مؤتمر! وكأن المؤتمرات والعروض أصبحت مقتصرة على 6 أو 7 أشخاص في المجتمع، ولا مجال لإتاحة الفرصة لغيرهم. لم يكن جميعهم من ذوي المناصب العليا، بل تنوع المؤتمر في استدعاء أشخاص من ذوي المناصب العادية المختلفة والذين لم تحالفهم الحظوظ لتوليها بالرغم من كفاءاتهم العليا. حيث ليس كل شخص يتولى المناصب العليا هو كفء، فقط يكون بموجب الحظ الجميل، الذي جعلهم يتولون الكرسي ومكتباً مجهزاً بأحدث أجهزة الكمبيوتر - الذي لا يفتحه ولا يعرف على هوى داره - في حين لا يعرفون شيئاً غير سياسة الإشراف والترغيب والترهيب.
ربما والأكيد بأن هنا تكمن المشكلة. تعودنا في مجتمعاتنا على سياسة التعود على شيء وعدم تغييره، وإن قمت باقتراح التغيير تصبح أنت المختلف! بحيث توضع عليك X لاحقاً لفهم الموضوع على أساس أنه شخصي وليس موضوعياً! وإن كان هدفك هو فقط التغيير وكسر روتين الشيء التقليدي الموجود. وللحديث بقية.
تعودنا على أن هناك 6 أو 7 أشخاص لا غيرهم هم الذين نراهم وجوها مكررة، محاضرين في كل المؤتمرات وورش العمل، وليس ذلك فحسب، بل وإن الأعظم – على صعيد الوظائف العليا – أن تجد الشخص عضواً في أكثر من وظيفة، وفي أكثر من مجلس إدارة جهة حكومية كانت أو مستقلة. لم لا يتم التنويع؟ وترك المجال للشباب الواعد أيضاً في أخذ عضوية أحد مجالس الإدارة للمؤسسات الحكومية أو المستقلة؟ لم لا يتم فتح المجال لبعض الوجوه الجديدة الملهمة في المجتمع لتولي المناصب القيادية، بناء على كفاءاتها؟ لم لا يتم إعطاء الفرصة للشباب القيادي الذي لا يمتلك «الواو» لتولي تلك المناصب القيادية، كفرصة وتدريب في نفس الوقت؟
لم تكن هناك كتب أو مجلات توزع في المؤتمر! بل كان كل شيء يدار ببرنامج تم ابتكاره من قبل الشباب، بحيث تتابع جلسات المؤتمر من خلال البرنامج، وتتابع أوقات الاستراحات، والجلسات، فضلاً عن أوراق العمل التي ترسل بالبريد الإلكتروني في سرعة فائقة. في حين لا ترى ذلك في المؤتمرات التقليدية – بعضها وليس أغلبها – التي تطلب فيها أوراق العمل، مع تعهد إدارة المؤتمر بإرسالها لك في أقرب فرصة بعد انتهاء المؤتمر، وبعد انتهاء المؤتمر تصبح في خبر كان!
كان المؤتمر يضم نخبة من المتحدثين الجدد، وليس المعتادين الذين تعودنا حضورهم في كل مؤتمر! وكأن المؤتمرات والعروض أصبحت مقتصرة على 6 أو 7 أشخاص في المجتمع، ولا مجال لإتاحة الفرصة لغيرهم. لم يكن جميعهم من ذوي المناصب العليا، بل تنوع المؤتمر في استدعاء أشخاص من ذوي المناصب العادية المختلفة والذين لم تحالفهم الحظوظ لتوليها بالرغم من كفاءاتهم العليا. حيث ليس كل شخص يتولى المناصب العليا هو كفء، فقط يكون بموجب الحظ الجميل، الذي جعلهم يتولون الكرسي ومكتباً مجهزاً بأحدث أجهزة الكمبيوتر - الذي لا يفتحه ولا يعرف على هوى داره - في حين لا يعرفون شيئاً غير سياسة الإشراف والترغيب والترهيب.
ربما والأكيد بأن هنا تكمن المشكلة. تعودنا في مجتمعاتنا على سياسة التعود على شيء وعدم تغييره، وإن قمت باقتراح التغيير تصبح أنت المختلف! بحيث توضع عليك X لاحقاً لفهم الموضوع على أساس أنه شخصي وليس موضوعياً! وإن كان هدفك هو فقط التغيير وكسر روتين الشيء التقليدي الموجود. وللحديث بقية.
تعودنا على أن هناك 6 أو 7 أشخاص لا غيرهم هم الذين نراهم وجوها مكررة، محاضرين في كل المؤتمرات وورش العمل، وليس ذلك فحسب، بل وإن الأعظم – على صعيد الوظائف العليا – أن تجد الشخص عضواً في أكثر من وظيفة، وفي أكثر من مجلس إدارة جهة حكومية كانت أو مستقلة. لم لا يتم التنويع؟ وترك المجال للشباب الواعد أيضاً في أخذ عضوية أحد مجالس الإدارة للمؤسسات الحكومية أو المستقلة؟ لم لا يتم فتح المجال لبعض الوجوه الجديدة الملهمة في المجتمع لتولي المناصب القيادية، بناء على كفاءاتها؟ لم لا يتم إعطاء الفرصة للشباب القيادي الذي لا يمتلك «الواو» لتولي تلك المناصب القيادية، كفرصة وتدريب في نفس الوقت؟