تحتفل البحرين في الحادي من ديسمبر من كل عام بيوم المرأة البحرينية، بمبادرة كريمة من قرينة عاهل البلاد المفدى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، ويمثل هذا اليوم فرصة مناسبة لتسليط الضوء على تميز المرأة في مختلف المجالات ومن بينها المجال الرياضي الذي شهد تألقاً كبيراً للمرأة البحرينية في هذا الميدان.

الرياضة النسائية البحرينية قطعت شوطا طويلا في مجال التفوق الرياضي، انعكاسا لإيمان القيادة الرشيدة بحق المرأة في ممارسة الرياضة حيث دخلت رياضة المرأة على الخط بقوة في السنوات الأخيرة للحاق بقطار النهضة المنطلق في كافة مناحي الحياة بالمملكة، وانطلقت الفتاة البحرينية في هذا المجال بدعم لا محدود من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة وبمساندة واهتمام كبير من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للمرأة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية والذي عزز وجود المرأة البحرينية على الساحة الرياضية لتفرض نفسها بقوة جنباً إلى جنب مع الرجل سواء على مستوى الأندية أو الاتحادات الرياضية.

المجلس الأعلى للمرأة كان له دور فعال في احتلال المرأة البحرينية لمكانتها اللائقة، حيث إن الاهتمام والدعم المتواصل لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة مهد الطريق أمامها لتكون سباقة في خدمة الوطن ورفع رايته بمختلف المحافل الرياضية الخارجية كما أن الجهود الرائدة لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في دعم رياضة المرأة ساهم في بناء منظومة رياضية متينة وفتح الفرصة للنهوض برياضة المرأة، حتى باتت المرأة البحرينية نموذجا يحتذى به في المنطقة.

على مستوى الإنجازات الرياضية حازت المرأة البحرينية مكانة مرموقة وكانت شريكا اساسياً في تحقيق العديد من النجاحات التي عززت مكانة البحرين على خارطة الرياضة العالمية، فلازالت المرأة البحرينية تتربع على عرش أكبر إنجاز رياضي في المملكة بعد تحقيق عداءة ألعاب القوى "روث جيبيت" أول ميدالية ذهبية لمملكة البحرين بأولمبياد ريو 2016 اثر فوزها بالمركز الأول في سباق 3 آلاف موانع للسيدات، وفي نفس المحفل الأولمبي تمكنت زميلتها "ايونيس كيروا" من تحقيق الميدالية الفضية لماراثون السيدات.

ويعد الإنجاز الذي حققته بطلة ذوي الإعاقة فاطمة عبدالرزاق صفر بفوزها بالميدالية الذهبية لدفع الجلة في دورة الألعاب البارالمبية التي أقيمت في ريو 2016 نموذج رائع على ما تتحلى به الفتاة البحرينية من روح العزيمة والإصرار والرغبة في تمثيل الوطن بأفضل صورة متغلبة على جميع التحديات والعقبات التي تعترض طريقها.

وتزخر لوحة الشرف الخاصة بإنجازات الرياضة البحرينية بالعديد من النتائج الرائعة لفتيات البحرين في رياضة ألعاب القوى والتايكوندو والبولينج وكرة الطاولة والكرة الطائرة وكرة السلة والرماية وكرة القدم وكرة اليد وذوي الإعاقة والترايثلون والفروسية والمبارزة والعديد من الألعاب الأخرى سواء على المستوى الأولمبي أو العالمي أو الآسيوي أو العربي والخليجي.

ولم تكتف المرأة البحرينية باعتلاء منصات التتويج، حيث فرضت نفسها بقوة لتصبح مدربة وإدارية وحكمة، وأصبحت هناك قاعدة جيدة من الفتيات بمختلف الأندية والاتحادات الوطنية في ظل وجود دوريات نسائية متخصصة فتحت المجال أمام الفتاة البحرينية لخوض تلك التجارب ليبدعن في ميدان التدريب والتحكيم والإدارة على غرار تفوقهن كلاعبات ساهمن في رفعة وعلو وطنهن بما حققنه من إنجازات رائعة.

إن ما تحقق من مكتسبات للمرأة البحرينية في المجال الرياضي منذ بداية المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد يعكس الإرادة السياسية الجادة والصادقة لتمكين المرأة، ودعم وصولها لمواقع صنع القرار، وضمان تكافؤ فرصها لبناء المستقبل الواعد الذي ينشده الجميع لهذا الوطن، حيث تفتخر مملكة البحرين بما حققته المرأة من إنجازات في المجال الرياضي حظيت من خلاله بالتقدير والرعاية الملكية في عدة مناسبات مضت وهو ما يعطي مؤشر واضح وجلي على حجم الدعم والمكانة التي باتت تتبوؤها المرأة البحرينية لتصبح ركيزة أساسية في بناء ونهضة وطننا الغالي.