ودع المنتخب الاسباني، حامل اللقب منافسات كاس العالم من الدور الأول، في أكبر مفاجآت مونديال البرازيل حينما خسر ثاني مبارياته في المجموعة أمام تشيلي بهدفين دون رد. وظهر الماتادور بأداء سيئ للغاية يشبه الذي قدمه أمام هولندا حينما خسر بخماسية قاسية في افتتاح مبارياته بالمونديال، ليعود رجال فيسينتي ديل بوسكي إلى مدريد مبكرا. وعلى الرغم من التشكيلة المثالية التي دخل بها المدرب العجوز البطولة واكتمال صفوف المنتخب الاسباني، لم يتمكن حامل اللقب من المحافظة على بطولته التي حققها للمرة الأولى في جنوب أفريقيا عام 2010 أو حتى يتخطى الدور الأول. وباتت مواجهة الاسبان مع استراليا في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة مجرد تحصيل حاصل، بعدما تأهلت منتخبات تشيلي وهولندا عن تلك المجموعة حيث سيحددا معا المركزين الأول والثاني في مباراتهما الأخيرة. ـ مثلث الرعب.. تُشكل أندية ريال مدريد وبرشلونة واتليتكو مدريد أكثر من 90% من قائمة المنتخب الاسباني التي خاض بها مونديال البرازيل، ولم يظهر لاعبا واحدا من تلك الأندية بمستوى جيد أو حتى معقول، والسبب في ذلك يعود للموسم الشاق جدا الذي خاضته الأندية الثلاثة محلي في صراع الليجا أو أوروبيا بدوري أبطال أوروبا. اتليتكو حسم الدوري الاسباني في الجولة الأخيرة أمام برشلونة على ملعب الاخير، وريال مدريد ظفر بعاشر دوري أبطال أوروبا بعدما هزم الروخي بلانكوس في لشبونة بعد مباراة ماراثونية، وبرشلونة قدم موسما غير جيد على مستوى الألقاب، إلا أنه كان متواجدا في المنافسة بشكل عام اضف إلى ذلك تقدم أعمار أهم لاعبيه تشافي وانييستا وعدم ظهور ألبا وبوسكيتس وبيدرو نهائيا خلال أكثر من 180 دقيقة. ـ الاصرار على كاسياس.. لا يوجد حارس مرمى لمنتخب اسبانيا من وجهة نظر ديل بوسكي سوى كاسياس، حارس الريال الذي جلس احتياطيا لدييجو لوبيز أكثر مما لعب هذا الموسم تسبب في أكثر من نصف الأهداف التي مُنيت بها الشباك الاسبانية، كان يجب الدفع بحارس آخر خاصة أن المدرب ذو الشارب الأبيض يمتلك من الحراس المميزين ما يجعله غير قلق اذا قرر ابقاء القديس بجواره. ـ صدمة البداية.. الهزيمة التي لحقت بالمنتخب الاسباني أمام هولندا كانت كانت قاسية، الطاحونة انتقمت شر انتقام، خمسة أهداف حقا شيئ كبير على حامل اللقب، فقد الماتادور هيبته ونزف كثيرا، فخاض المباراة الثانية ومازات جراحه لم تلتئم فكانت الخسارة ثم الخروج المدوي. ـ ترتيب المباريات.. كان يمكن لاسبانيا وبهذا المستوى أن تعبر للدور الثاني اذا ما حظيت بقرعة أفضل سواء في المجموعة ذاتها أو في ترتيب المباريات، لو واجهت استراليا في البداية ثم تشيلي وأخيرا هولندا، لتمكن لاعبوها من التقاط أنفاسهم ودخول المباريات الأصعب بنفسية أفضل فالفوز على الكانغارو يبقى في المتناول!. ـ راموس وبيكيه.. قدم قلبي دفاع المنتخب الاسباني مباراتين هما الأسوأ لهما على الاطلاق، بيكيه متذبذب المستوى من أول الموسم، غير أن مستوى مدافع ريال مدريد كان مفجعا بحق، منظره وهو يركض خلف روبين في المباراة الأولى كان كارثيا، ونظرته لكرة فارغاس وهي تسكن شباك ايكر كاسياس في مباراة تشيلي كانت مليئة باليأس والاستسلام، وهو ما لم يتعود عليه الاسبان اذا ما كان الحديث عن راموس بالذات. ـ كوستا.. دائما ما تغلب ديل بوسكي على معضلة عدم وجود رأس حربة قوي خلال سنوات اسبانيا الأعظم من خلال عدم اللعب بمهاجم صريح، وحينما وُجد مهاجم اتليتكو الذي فضل القميص الاحمر على الأصفر لم يقدم المستوى المأمول على الاطلاق، ويبدو أن قدر اسبانيا أن تلعب دون رأس حربة حتى إن تواجد مهاجم تشيلسي الجديد في التشكيل. ـ لعنة حامل اللقب الأوروبي!. خرجت فرنسا من مونديال 2002 من الدور الأول بعدما حملت كأس عام 1998، وقلدتها ايطاليا وخرجت من نفس الدور عام 2006 بعدما رفع فابيو كانافارو كأس الذهب في ألمانيا، وها هي اسبانيا تعود لعاصمتها مبكرا ومن الدور الأول بالذات حينما ظفرت بأول ألقابها الذي أقيم لأول مرة في التاريخ على أراضي أفريقيا السمراء!.