واصل الطيران الإسرائيلي الليلة الماضية غاراته على أهداف متفرقة في قطاع غزة مستهدفا عددا من المواقع التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين اقتحمت قوات الاحتلال جامعة بيرزيت وبعض المدن والبلدات الفلسطينية استمرارا لحملة اعتقالاتها الواسعة.  وأفادت مصادر فلسطينية بإطلاق عدة صواريخ على أربعة مواقع تدريب تابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس شرقي مدينة غزة وشمال القطاع. وحسب المصادر أسفرت إحدى الغارات عن إصابة شخص بجروح متوسطة. وقالت مصادر محلية إن طائرات الاحتلال قصفت بصاروخ واحد موقع تونس التابع لكتائب القسام في حي الزيتون شرق مدينة غزة، حيث سمع دوي انفجار كبير في المكان دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. وأضافت المصادر أن طائرات الاحتلال قصفت موقعاً للمقاومة في مدينة الشيخ زايد شمال القطاع، قبل أن تقصف موقع أبو جراد التابع لكتائب القسام وسط القطاع. وأكدت المصادر أن الطائرات الإسرائيلية تحلق بكثافة في أرجاء القطاع كافة، ما ينذر بوقوع المزيد من الغارات. وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق عن سقوط قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، موضحا أن إحداهما سقطت في منطقة مفتوحة، فيما ألحقت الثانية ضررا في منزل مهجور دون وقوع إصابات. وكانت طائرات الاحتلال شنت خلال الأيام الثلاثة الماضية 18 غارة استهدفت منشآت مدنية ومواقع للمقاومة في أرجاء متفرقة من القطاع مما تسبب بوقوع أربع إصابات، وإلحاق دمار كلي وجزئي بست منشآت مدنية، وتدمير 25 دفيئة زراعية، والتسبب بأضرار لعيادة صحية. اقتحام جامعة من جهة أخرى، اقتحمت قوات كبيرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي حرم جامعة بيرزيت شمال رام الله فجر اليوم بالتزامن مع اعتصام لعدد من طلبة الكتلة الإسلامية (الذراع الطلابي لحركة حماس)، ضد سياسة الاعتقال السياسي في سجون السلطة الفلسطينية. وقالت مراسلة الجزيرة نت ميرفت صادق إن قوات الاحتلال فشلت في اعتقال نحو عشرة طلاب كانوا معتصمين منذ ثمانية أيام ولا يغادرون مبنى الجامعة احتجاجا على اعتقال عدد من زملائهم على يد الأجهزة الأمنية الفلسطينية خلال مسيرات التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام. وقال شهود عيان للجزيرة نت إن أكثر من عشرين دورية عسكرية تحمل ضباطا برتب عالية، بالإضافة إلى طواقم صحفية إسرائيلية اقتحمت الجامعة واحتجزت طاقم أمن الجامعة، كما منعت رئيس مجلس الأمناء حنا ناصر من دخولها. ودهمت قوات الاحتلال مخازن وقاعات لأنشطة الكتل الطلابية وصادرت كافة محتويات مخزن الكتلة الإسلامية من رايات خضراء وملصقات لشهداء وأسرى وكذلك مجسمات تستخدم في الدعاية الانتخابية. كما اقتحم عشرات الجنود مبنى كلية العلوم وقاموا بتفتيشه قبل انسحابهم. وذكر طالبان ممن كانوا معتصمين للجزيرة نت إن الاحتلال فشل في اعتقال أي منهم رغم مطاردتهما. وفي هذه الأثناء اندلعت مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال عند المدخل الرئيس للجامعة أطلق خلالها الاحتلال قنابل الغاز والرصاص المعدني بكثافة. كما نصبت قوات الاحتلال حواجز وشرعت بتفتيش السيارات المارة قرب الجامعة. وأدان رئيس مجلس أمناء جامعة بيرزيت حنا ناصر اقتحام الحرم الجامعي، وقال إن هذه الأعمال غير مستغربة من الاحتلال الإسرائيلي. اعتقالات واسعة وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت عشرات الفلسطينيين بينهم نحو خمسين من الأسرى المحررين. وشهدت الليلة الماضية موجة اعتقالات جديدة استمرارا للحملة التي يشنها جيش الاحتلال على حركة حماس في الضفة الغربية منذ إعلان الحكومة الإسرائيلية عن تعرض ثلاثة مستوطنين للاختطاف قبل ستة أيام. وشملت الحملة نحو 300 فلسطيني خلال الأيام الستة الماضية معظمهم من قيادات ومناصري حركة حماس وبينهم 51 أسيرا محررا. واقتحم قوات الاحتلال الليلة الماضية مدينة نابلس وقرية برقة المجاورة ورام الله وبلدة الرام شمال القدس المحتلة ومدينة قلقيلية شمال الضفة. كما اعتقلت عددا من الشبان في مدينة بيت لحم وقرى حوسان وزعترة بالمحافظة، وثلاثة شبان من بلدة سلواد شرق رام الله جميعهم أسرى محررون. عباس ينتقد من جهته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الحكومة الإسرائيلية وجدت في قضية فقدان الشبان الإسرائيليين الثلاثة قرب إحدى المستوطنات في الخليل فرصة لتبطش بالفلسطينيين وتضيق عليهم. وفي كلمة له -خلال افتتاح اجتماع وزاري لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة أمس- قال عباس "من قام بهذا العمل يريد أن يدمرنا، ولذلك سيكون لنا معه حديث آخر أيا كان من قام بهذه العملية، لأننا لا نستطيع أن نحتمل مثل هذه العملية". وأضاف "نحن ننسق معهم (إسرائيل) من أجل الوصول إلى هؤلاء الشباب لأنهم أولا وأخيرا هم بشر ونحن نريد أن نحمي أرواح البشر". وقال عباس "من مصلحتنا أن يكون هناك تنسيق أمني مع إسرائيل لحمايتنا، وأقول بكل صراحة لن نعود إلى انتفاضة أخرى تدمرنا كما حدث في الانتفاضة الثانية". واعتبر أن "التنسيق الأمني مع إسرائيل ليس معيبا". ونددت حركة حماس بشدة بتصريحات عباس بشأن التنسيق الأمني مع إسرائيل للبحث عن المستوطنين الثلاثة. وقال المتحدث باسم حماس في غزة سامي أبو زهري في بيان إن هذه التصريحات حول التنسيق الأمني غير مبررة وضارة بالمصالحة الفلسطينية، وهي مخالفة لاتفاق القاهرة وللإجماع الوطني الفلسطيني وتمثل إساءة إلى نفسيات آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون للموت البطيء في سجون الاحتلال. بدورها، أدانت حركة الجهاد الإسلامي أيضا موقف عباس، وقال المتحدث باسم الحركة داود شهاب في بيان "إن التنسيق الأمني أشبه بكأس السم الذي تجرعناه على يد من ارتكبوا إثم التوقيع على اتفاق أوسلو المشؤوم وتوابعه".