* غليان عربي إسلامي وتحركات دبلوماسية لمواجهة قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس
* بدء التحضيرات لنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المقدسة
* مخاوف من تأجيج العنف واندلاع تظاهرات غاضبة وتحذيرات من انتفاضة فلسطينية ثالثة
* عباس: القرار الأمريكي لن يغير واقع القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية
* منظمة التحرير: موقف ترامب من القدس يدمر حل الدولتين
* "حماس": الرئيس الأمريكي يفتح أبواب جهنم في المنطقة
* إسرائيل: قرار ترامب تاريخي وشجاع وعادل
غزة - عزالدين أبو عيشة، وكالات
في قرار يتحدى مشاعر العرب والمسلمين حول العالم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل في قرار تاريخي يطوي صفحة عقود من السياسة الأمريكية، ومن المتوقع أن يثير موجة جديدة من الاحتجاجات والتظاهرات في الشرق الأوسط، وفي الدول العربية والإسلامية، وسط توقعات باندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة.
وأثار القرار موجة من الاستنكار عبرت عنها منظمة التحرير الفلسطينية ومصر والأردن وتركيا وفرنسا والأمين العام للأمم المتحدة.
وأمر ترامب من جهة ثانية ببدء التحضيرات لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو إجراء عمد الرؤساء الأمريكيون إلى إرجائه منذ عام 1995، تاريخ إقرار الكونغرس بأن القدس هي عاصمة إسرائيل وإصداره قرارا ملزما بنقل السفارة إليها.
وقال وزير الخارجية ريكس تيلرسون إن تطبيق القرار سيبدأ "على الفور".
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الترحيب بإعلان ترامب، بينما اعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية أن القرار يبعد الطرف الأمريكي عن القيام بدور الوسيط في العملية السلمية. وقالت حركة حماس إنه سيفتح "أبواب جهنم" في المنطقة.
وقال ترامب في كلمة ألقاها من البيت الأبيض "آن الأوان للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وأضاف أنه أصدر الأمر إلى وزارة الخارجية ببدء التحضيرات لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، مشيرا إلى أن القرار يعكس "نهجا جديدا" إزاء النزاع العربي الإسرائيلي.
ويكون ترامب بذلك تجاهل كل التحذيرات الدولية والعربية من مغبة اتخاذ القرار وتداعياته المحتملة على المنطقة.
ووعد الرئيس الأمريكي في كلمته ببذل قصارى جهده من أجل الإيفاء بالتزام بلاده بالتوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدا أن الولايات المتحدة تؤيد "حل الدولتين".
كما دعا إلى "الهدوء" و"التسامح"، مشيرا إلى أن نائبه مايك بنس سيتوجه إلى الشرق الأوسط "خلال الأيام القليلة المقبلة".
وقال "اليوم ندعو إلى الهدوء وإلى الاعتدال ولكي تعلو أصوات التسامح على أصوات الكراهية".
ورحب نتنياهو على الفور بقرار ترامب، واصفا إياه بأنه "تاريخي" وبأنه "قرار شجاع وعادل".
وتعهد نتنياهو بعدم إجراء أي تغييرات على "الوضع القائم" في الأماكن المقدسة في القدس، مؤكدا أن القرار الأمريكي لن يغير أي شيء في ما يتعلق بوضع الأماكن المقدسة للأديان السماوية الثلاثة.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن القرار الأمريكي لن يغير من واقع أن القدس "عاصمة دولة فلسطين الأبدية".
وقال عباس إن هذا القرار "يمثل إعلانا بانسحاب" الولايات المتحدة من رعاية عملية السلام.
واعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية أن قرار ترامب حول القدس "يدمر" أي فرصة لحل الدولتين.
وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات "للأسف، قام الرئيس ترامب بتدمير أي إمكانية لحل الدولتين" موضحا "أعتقد أن الرئيس ترامب هذه الليلة أبعد الولايات المتحدة عن القيام بأي دور في أي عملية سلام".
وقال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان لصحافيين إن القرار من شأنه أن "يفتح أبواب جهنم على المصالح الأمريكية في المنطقة"، داعيا الحكومات العربية والإسلامية إلى "قطع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الإدارة الأمريكية وطرد السفراء الأمريكيين لإفشاله".
وشارك آلاف الغاضبين في تظاهرات في مدينة غزة مساء الأربعاء قبل بدء ترامب إلقاء كلمته.
وانطلقت التظاهرات من مساجد مدينة غزة باتجاه ساحة الجندي المجهول في غربها. وردد المتظاهرون الغاضبون هتافات تؤكد أن القدس "عاصمة فلسطين"، و"الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا".
وأحرق متظاهرون أعلاما أمريكية وإسرائيلية.
واعتبر الأردن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل خرقا للشرعية الدولية والميثاق الأممي.
واستنكرت مصر الاعتراف مؤكدة أنها ترفض أية آثار مترتبة عليه، حسب بيان لوزارة الخارجية المصرية التي قالت إن "اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال".
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو على تويتر "نحن ندين الإعلان غير المسؤول الصادرعن الإدارة الأمريكية (...) هذا القرار يتعارض مع القانون الدولي ومع قرارات الأمم المتحدة".
وعبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريح من الجزائر على الفور عن أسفه، داعيا إلى "تجنب العنف بأي ثمن".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأربعاء إن وضع القدس لا يمكن أن يحدد إلا عبر "تفاوض مباشر" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مذكرا بمواقفه السابقة التي تشدد على "رفض أي إجراء من طرف واحد" ومؤكدا بأنه "لا يوجد بديل عن حل الدولتين" على أن تكون "القدس عاصمة لإسرائيل وفلسطين".
واعتبرت تركيا قرار ترامب حول القدس "غير مسؤول".
وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من أن هذه الخطوة تشكل "استفزازا غير مبرر لمشاعر" العرب.
وتقدم الأردن والفلسطينيون الأربعاء بطلب عقد اجتماع طارىء على المستوى الوزاري لجامعة الدول العربية لمناقشة القرار الأمريكي حول القدس.
وكانت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية أعلنت أيام الأربعاء والخميس والجمعة، "أيام غضب شعبي" تحسبا لقرار أمريكي مماثل.
ودعت القوى إلى مسيرة مركزية الخميس في مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وحذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية من أن نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس سيشكل "تجاوزا لكل الخطوط الحمر".
ورغم أن قرار الكونغرس ملزم، لكنه يتضمن بندا يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة 6 أشهر لحماية "مصالح الأمن القومي".
وقام الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بصورة منتظمة بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنويا، معتبرين أن الظروف لم تنضج لذلك بعد. وهذا ما فعله ترامب في يونيو الماضي.
وكان ترامب تعهد في حملته الانتخابية بنقل السفارة، ولكنه قام بالتأجيل من أجل "إعطاء فرصة" أمام السلام.
ومنعت الولايات المتحدة الموظفين الحكوميين الأمريكيين من التوجه بشكل شخصي إلى البلدة القديمة في القدس.
ومنعتهم أيضا من التوجه إلى الضفة الغربية المحتلة، بحسب إعلان من الخارجية الأمريكية، ولا يسمح بالتوجه إلى هناك بشكل رسمي إلا في حال اتخاذ تدابير أمنية إضافية.
* بدء التحضيرات لنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المقدسة
* مخاوف من تأجيج العنف واندلاع تظاهرات غاضبة وتحذيرات من انتفاضة فلسطينية ثالثة
* عباس: القرار الأمريكي لن يغير واقع القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية
* منظمة التحرير: موقف ترامب من القدس يدمر حل الدولتين
* "حماس": الرئيس الأمريكي يفتح أبواب جهنم في المنطقة
* إسرائيل: قرار ترامب تاريخي وشجاع وعادل
غزة - عزالدين أبو عيشة، وكالات
في قرار يتحدى مشاعر العرب والمسلمين حول العالم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل في قرار تاريخي يطوي صفحة عقود من السياسة الأمريكية، ومن المتوقع أن يثير موجة جديدة من الاحتجاجات والتظاهرات في الشرق الأوسط، وفي الدول العربية والإسلامية، وسط توقعات باندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة.
وأثار القرار موجة من الاستنكار عبرت عنها منظمة التحرير الفلسطينية ومصر والأردن وتركيا وفرنسا والأمين العام للأمم المتحدة.
وأمر ترامب من جهة ثانية ببدء التحضيرات لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو إجراء عمد الرؤساء الأمريكيون إلى إرجائه منذ عام 1995، تاريخ إقرار الكونغرس بأن القدس هي عاصمة إسرائيل وإصداره قرارا ملزما بنقل السفارة إليها.
وقال وزير الخارجية ريكس تيلرسون إن تطبيق القرار سيبدأ "على الفور".
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الترحيب بإعلان ترامب، بينما اعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية أن القرار يبعد الطرف الأمريكي عن القيام بدور الوسيط في العملية السلمية. وقالت حركة حماس إنه سيفتح "أبواب جهنم" في المنطقة.
وقال ترامب في كلمة ألقاها من البيت الأبيض "آن الأوان للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وأضاف أنه أصدر الأمر إلى وزارة الخارجية ببدء التحضيرات لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، مشيرا إلى أن القرار يعكس "نهجا جديدا" إزاء النزاع العربي الإسرائيلي.
ويكون ترامب بذلك تجاهل كل التحذيرات الدولية والعربية من مغبة اتخاذ القرار وتداعياته المحتملة على المنطقة.
ووعد الرئيس الأمريكي في كلمته ببذل قصارى جهده من أجل الإيفاء بالتزام بلاده بالتوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدا أن الولايات المتحدة تؤيد "حل الدولتين".
كما دعا إلى "الهدوء" و"التسامح"، مشيرا إلى أن نائبه مايك بنس سيتوجه إلى الشرق الأوسط "خلال الأيام القليلة المقبلة".
وقال "اليوم ندعو إلى الهدوء وإلى الاعتدال ولكي تعلو أصوات التسامح على أصوات الكراهية".
ورحب نتنياهو على الفور بقرار ترامب، واصفا إياه بأنه "تاريخي" وبأنه "قرار شجاع وعادل".
وتعهد نتنياهو بعدم إجراء أي تغييرات على "الوضع القائم" في الأماكن المقدسة في القدس، مؤكدا أن القرار الأمريكي لن يغير أي شيء في ما يتعلق بوضع الأماكن المقدسة للأديان السماوية الثلاثة.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن القرار الأمريكي لن يغير من واقع أن القدس "عاصمة دولة فلسطين الأبدية".
وقال عباس إن هذا القرار "يمثل إعلانا بانسحاب" الولايات المتحدة من رعاية عملية السلام.
واعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية أن قرار ترامب حول القدس "يدمر" أي فرصة لحل الدولتين.
وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات "للأسف، قام الرئيس ترامب بتدمير أي إمكانية لحل الدولتين" موضحا "أعتقد أن الرئيس ترامب هذه الليلة أبعد الولايات المتحدة عن القيام بأي دور في أي عملية سلام".
وقال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان لصحافيين إن القرار من شأنه أن "يفتح أبواب جهنم على المصالح الأمريكية في المنطقة"، داعيا الحكومات العربية والإسلامية إلى "قطع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الإدارة الأمريكية وطرد السفراء الأمريكيين لإفشاله".
وشارك آلاف الغاضبين في تظاهرات في مدينة غزة مساء الأربعاء قبل بدء ترامب إلقاء كلمته.
وانطلقت التظاهرات من مساجد مدينة غزة باتجاه ساحة الجندي المجهول في غربها. وردد المتظاهرون الغاضبون هتافات تؤكد أن القدس "عاصمة فلسطين"، و"الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا".
وأحرق متظاهرون أعلاما أمريكية وإسرائيلية.
واعتبر الأردن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل خرقا للشرعية الدولية والميثاق الأممي.
واستنكرت مصر الاعتراف مؤكدة أنها ترفض أية آثار مترتبة عليه، حسب بيان لوزارة الخارجية المصرية التي قالت إن "اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال".
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو على تويتر "نحن ندين الإعلان غير المسؤول الصادرعن الإدارة الأمريكية (...) هذا القرار يتعارض مع القانون الدولي ومع قرارات الأمم المتحدة".
وعبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريح من الجزائر على الفور عن أسفه، داعيا إلى "تجنب العنف بأي ثمن".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأربعاء إن وضع القدس لا يمكن أن يحدد إلا عبر "تفاوض مباشر" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مذكرا بمواقفه السابقة التي تشدد على "رفض أي إجراء من طرف واحد" ومؤكدا بأنه "لا يوجد بديل عن حل الدولتين" على أن تكون "القدس عاصمة لإسرائيل وفلسطين".
واعتبرت تركيا قرار ترامب حول القدس "غير مسؤول".
وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من أن هذه الخطوة تشكل "استفزازا غير مبرر لمشاعر" العرب.
وتقدم الأردن والفلسطينيون الأربعاء بطلب عقد اجتماع طارىء على المستوى الوزاري لجامعة الدول العربية لمناقشة القرار الأمريكي حول القدس.
وكانت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية أعلنت أيام الأربعاء والخميس والجمعة، "أيام غضب شعبي" تحسبا لقرار أمريكي مماثل.
ودعت القوى إلى مسيرة مركزية الخميس في مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وحذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية من أن نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس سيشكل "تجاوزا لكل الخطوط الحمر".
ورغم أن قرار الكونغرس ملزم، لكنه يتضمن بندا يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة 6 أشهر لحماية "مصالح الأمن القومي".
وقام الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بصورة منتظمة بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنويا، معتبرين أن الظروف لم تنضج لذلك بعد. وهذا ما فعله ترامب في يونيو الماضي.
وكان ترامب تعهد في حملته الانتخابية بنقل السفارة، ولكنه قام بالتأجيل من أجل "إعطاء فرصة" أمام السلام.
ومنعت الولايات المتحدة الموظفين الحكوميين الأمريكيين من التوجه بشكل شخصي إلى البلدة القديمة في القدس.
ومنعتهم أيضا من التوجه إلى الضفة الغربية المحتلة، بحسب إعلان من الخارجية الأمريكية، ولا يسمح بالتوجه إلى هناك بشكل رسمي إلا في حال اتخاذ تدابير أمنية إضافية.