حتى الأمس، كانت هناك تسريبات لمصادر سرية نشرتها وكالة «رويترز» العالمية، تفيد بأن السلطات الأمريكية خاطبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتخبرها بنية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «التريث» في موضوع اعتبار «القدس الشريف» عاصمة للكيان الصهيوني المحتل.
وبغض النظر عن ذلك، والذي يبدو بأنه جاء -لو صحت تسريبات المصادر- بعد الغضب العارم الذي اكتسى به العالم العربي والإسلامي، وتشاركت فيه قوى عالمية ترى في سياسة الولايات المتحدة سياسة «القطب الأوحد» المرفوضة، فإن «السهم قد خرج من القوس»، وهذه المرة ترجمت النوايا الأمريكية القديمة الداعمة بقوة لإسرائيل على شكل اعتراف صريح ومباشر.
ندرك تماماً بأن أغلب دول العالم ومن ضمنها دول المنطقة ترتبط مع الولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات صداقة قائمة على المصالح المشتركة، وأن لديها تعاوناً مستمراً في المجال العسكري والتسلح إضافة إلى الملفات الاقتصادية والاستثمار وغيرها، لكن كل هذا لا يجب أن ينسينا قضيتنا المصيرية الأولى، وهي فلسطين المحتلة.
تغير الزمن، تغيرت الوجوه، تغيرت الإدارات، وتباينت المواقف، إلا أن الثابت الذي لا يجب أن ننساه هنا، والتاريخ خير معلم، أنه بالفعل جاء احتلال فلسطين عبر «صك بريطاني» مفاده «وعد بلفور»، إلا أن الوصاية على إسرائيل وتأمين حمايتها ودعمها اللامحدود كان ولا يزال وسيظل قادماً من الولايات المتحدة الأمريكية، حتى لو تغيرت وجوه ساكني البيت الأبيض. ودائماً ما كنا نصف الكيان الصهيوني الغاصب بأنه «ربيب» واشنطن، وهو بالفعل كذلك.
علاقاتنا مع الولايات المتحدة تأتي في أطر معينة محددة، وفي هذه المسألة لا مأخذ يحسب، ولا حرج يسجل، لكن المأخذ والحرج يكون أن تكون هذه الأمور مبرراً لأن نتنازل -في أسوأ الاحتمالات- أو أقلها نقبل بأن نسلم بأمر القدس على أنها «ضاعت» و«ذهبت» لأحضان الكيان الذي لا تقوم الساعة إلا حينما يقاتله المسلمون وينتصرون عليه، كما أخبر رسولنا الكريم صلوات الله عليه.
الأمتان العربية والإسلامية ليستا اليوم في وضعية الدخول في حرب مفتوحة صريحة مع العدو الرئيس لها، وهذا واقع مرير لابد من الإقرار به وتجرع سمه بصراحة، رغم أن ما يناقضه وجود القدرة الكبيرة والقوة الضاربة التي لا تضاهى لو اتحد المسلمون والعرب على كلمة سواء.
لكن مع ذلك، لا يقبل هنا السكوت إطلاقاً، ولا يبرر التسليم ولا تمرير الموضوع وكأنه ليس حدثاً جللاً، إذ لابد وأن تدرك الولايات المتحدة الأمريكية أنها بهذا التوجه قد «غدرت» بالعرب والمسلمين، وغلبت طرفاً عليهم بشكل فج، وأنها أعلنت نفسها «طرفاً منحازاً» يعمل ضد أية مبادرات للسلام أو التهدئة، سموها ما شئتم.
القدس عاصمة فلسطين، وفلسطين بحد ذاتها محتلة ومغتصبة أراضيها، هذا ثابت لا يجب نسيانه أبداً، ومهما طال الزمان أو قصر قضيتنا واضحة، تحرير هذه الأرض، وتحرير أهلها الصامدين المقاومين من أصغرهم إلى أكبرهم.
هل أقبل على نفسي اليوم أن أنسى رصاصات الإجرام الصهيوني وهي تأخذ روح الطفل البطل الصغير الشهيد محمد الدرة؟! هل أقبل القول بأن روحك الطاهرة يا محمد ذهبت هدراً؟!
هل أستوعب بأن قتل رضيعة في مهدها مثل إيمان حجو وغيرها كثيرون سيمضي بهدوء دون غضب أو حراك ينتصر لدماء الفلسطينيين العرب؟!
والله إنها غصة في القلب، وموقف يقهر الرجال، وعليه لابد من وقفة الرجال اليوم، بكلمة واحدة وموقف واحد، لتعرف الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها بأن فلسطين بالنسبة لنا قضية أصيلة، وأن القدس الشريف مسرى رسولنا «خط أحمر» لا نقبل بأن يدنس أو يسرق.
لابد من فعل وموقف متوحد، فالكلام بات لا ينفع في هذا الزمن، وكم تكلمنا وكم قلنا وكم شجبنا وكم استنكرنا، فكانوا يستمعون ولا يأبهون، وفي النهاية يمضون لاغتصاب المزيد من أرض فلسطين، ويسفكون دماء المزيد من أبناء أهلها الصامدين إلى يوم الدين.
وبغض النظر عن ذلك، والذي يبدو بأنه جاء -لو صحت تسريبات المصادر- بعد الغضب العارم الذي اكتسى به العالم العربي والإسلامي، وتشاركت فيه قوى عالمية ترى في سياسة الولايات المتحدة سياسة «القطب الأوحد» المرفوضة، فإن «السهم قد خرج من القوس»، وهذه المرة ترجمت النوايا الأمريكية القديمة الداعمة بقوة لإسرائيل على شكل اعتراف صريح ومباشر.
ندرك تماماً بأن أغلب دول العالم ومن ضمنها دول المنطقة ترتبط مع الولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات صداقة قائمة على المصالح المشتركة، وأن لديها تعاوناً مستمراً في المجال العسكري والتسلح إضافة إلى الملفات الاقتصادية والاستثمار وغيرها، لكن كل هذا لا يجب أن ينسينا قضيتنا المصيرية الأولى، وهي فلسطين المحتلة.
تغير الزمن، تغيرت الوجوه، تغيرت الإدارات، وتباينت المواقف، إلا أن الثابت الذي لا يجب أن ننساه هنا، والتاريخ خير معلم، أنه بالفعل جاء احتلال فلسطين عبر «صك بريطاني» مفاده «وعد بلفور»، إلا أن الوصاية على إسرائيل وتأمين حمايتها ودعمها اللامحدود كان ولا يزال وسيظل قادماً من الولايات المتحدة الأمريكية، حتى لو تغيرت وجوه ساكني البيت الأبيض. ودائماً ما كنا نصف الكيان الصهيوني الغاصب بأنه «ربيب» واشنطن، وهو بالفعل كذلك.
علاقاتنا مع الولايات المتحدة تأتي في أطر معينة محددة، وفي هذه المسألة لا مأخذ يحسب، ولا حرج يسجل، لكن المأخذ والحرج يكون أن تكون هذه الأمور مبرراً لأن نتنازل -في أسوأ الاحتمالات- أو أقلها نقبل بأن نسلم بأمر القدس على أنها «ضاعت» و«ذهبت» لأحضان الكيان الذي لا تقوم الساعة إلا حينما يقاتله المسلمون وينتصرون عليه، كما أخبر رسولنا الكريم صلوات الله عليه.
الأمتان العربية والإسلامية ليستا اليوم في وضعية الدخول في حرب مفتوحة صريحة مع العدو الرئيس لها، وهذا واقع مرير لابد من الإقرار به وتجرع سمه بصراحة، رغم أن ما يناقضه وجود القدرة الكبيرة والقوة الضاربة التي لا تضاهى لو اتحد المسلمون والعرب على كلمة سواء.
لكن مع ذلك، لا يقبل هنا السكوت إطلاقاً، ولا يبرر التسليم ولا تمرير الموضوع وكأنه ليس حدثاً جللاً، إذ لابد وأن تدرك الولايات المتحدة الأمريكية أنها بهذا التوجه قد «غدرت» بالعرب والمسلمين، وغلبت طرفاً عليهم بشكل فج، وأنها أعلنت نفسها «طرفاً منحازاً» يعمل ضد أية مبادرات للسلام أو التهدئة، سموها ما شئتم.
القدس عاصمة فلسطين، وفلسطين بحد ذاتها محتلة ومغتصبة أراضيها، هذا ثابت لا يجب نسيانه أبداً، ومهما طال الزمان أو قصر قضيتنا واضحة، تحرير هذه الأرض، وتحرير أهلها الصامدين المقاومين من أصغرهم إلى أكبرهم.
هل أقبل على نفسي اليوم أن أنسى رصاصات الإجرام الصهيوني وهي تأخذ روح الطفل البطل الصغير الشهيد محمد الدرة؟! هل أقبل القول بأن روحك الطاهرة يا محمد ذهبت هدراً؟!
هل أستوعب بأن قتل رضيعة في مهدها مثل إيمان حجو وغيرها كثيرون سيمضي بهدوء دون غضب أو حراك ينتصر لدماء الفلسطينيين العرب؟!
والله إنها غصة في القلب، وموقف يقهر الرجال، وعليه لابد من وقفة الرجال اليوم، بكلمة واحدة وموقف واحد، لتعرف الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها بأن فلسطين بالنسبة لنا قضية أصيلة، وأن القدس الشريف مسرى رسولنا «خط أحمر» لا نقبل بأن يدنس أو يسرق.
لابد من فعل وموقف متوحد، فالكلام بات لا ينفع في هذا الزمن، وكم تكلمنا وكم قلنا وكم شجبنا وكم استنكرنا، فكانوا يستمعون ولا يأبهون، وفي النهاية يمضون لاغتصاب المزيد من أرض فلسطين، ويسفكون دماء المزيد من أبناء أهلها الصامدين إلى يوم الدين.