لم يكن أشد طرافة من إعلان تأسيس أول نادٍ للضحك في البحرين لنشر هرمون السعادة وتنشيط الذاكرة، إلاَّ أن تضطلع دولة ما بهذا الدور في المجتمع الدولي، وجزى الله طهران ألف خير على تلك المبادرة القيمة التي أضحكتنا حد البكاء، بل ونشطت ذاكرتنا بالفعل بما يكفي لأن نضحك مراراً وتكراراً على النكتة التي أطلقتها مؤخراً عبر رئيسها الطريف «روحاني» عندما صرّح بأن طهران جاهزة لاستئناف العلاقات مع السعودية شريطة قطع علاقاتها مع إسرائيل!
يدفعني ذلك للوقوف مراراً وتكراراً على الاستغلال الإيراني للقضية الفلسطينية مجدداً، فطهران لم تفوت فرصة بهذا الشأن إلاَّ واستغلتها بما يسوق لمصالحها في المنطقة، ولذلك نجد «ربة السلام الإقليمي» تطالب السعودية بقطع ما زعمت أنه «العلاقة» مع إسرائيل من أجل القدس، ومن أجل ماذا؟! لتتفضل طهران بدورها بقبول استئنافها للعلاقات مع المملكة العربية السعودية، استئنافاً مشروطاً، ولا أدري من ذاك الذي طلب من طهران إعادة العلاقات معها أو خطب ودها. ولا أدري كيف تجرؤ على الحديث بصيغة الطرف الأقوى المتنازل وكانت السعودية في العام المنصرم هي من اتخذ قرار قطع العلاقات مع طهران وطرد دبلوماسييها إثر اقتحام سفارتها هناك على خلفية إعدام «نمر النمر».
لنقف برهة.. فقط لنتأكد من تصريح روحاني لعل ثمة خطأ ما لم نتنبه له.. هل قال روحاني «العلاقات مع إسرائيل؟» عجباً كيف رمتني بدائها وانسلت..!! عن أي علاقات مع إسرائيل تتحدث طهران وهي صاحبة التاريخ الطويل في زواج المصلحة السري مع الكيان الصهيوني قبل الثورة الخمينية وبعدها؟! وأرشيف الذاكرة الذي نشطته تلك النكتة سرعان ما فتح ملفات فضائحية نحو «إيران غيت» و«كونترا- إيران» وبيع طهران أسرار ومعدات عسكرية إسرائيلية تمكنها من صنع سلاح كيماوي في أواخر التسعينيات من القرن المنصرم، وقبل ذلك هناك تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق ديفيد كيمحي حول الحرب العراقية الإيرانية ذكر فيه أن «العراق دولة عربية تسعى لتحلّ مكان (....) باعتبارها رائدة التطلعات العربية، ولذا كان لدينا تخوّف هائل من العراق ومن نتيجة حربه مع إيران. أمن إسرائيل كان مهددًا وشعرنا أننا قد نفعل كل شيء لمنع العراق من الانتصار في الحرب ضد إيران، وكنا على يقين أنّ الأسلحة المقدمة من جانبنا لإيران لا يمكن أن تستخدم يومًا ضد إسرائيل».
* اختلاج النبض:
في حمام الدم وصراعات المنطقة المتصاعدة، كنا بحاجة ماسة لمن يفعل فينا هرمون السعادة، وليست ثمة ما يسعد أكثر من أن إيران «ربة السلام الإقليمي» تطلب السلام وتدعونا إليه..!!
يدفعني ذلك للوقوف مراراً وتكراراً على الاستغلال الإيراني للقضية الفلسطينية مجدداً، فطهران لم تفوت فرصة بهذا الشأن إلاَّ واستغلتها بما يسوق لمصالحها في المنطقة، ولذلك نجد «ربة السلام الإقليمي» تطالب السعودية بقطع ما زعمت أنه «العلاقة» مع إسرائيل من أجل القدس، ومن أجل ماذا؟! لتتفضل طهران بدورها بقبول استئنافها للعلاقات مع المملكة العربية السعودية، استئنافاً مشروطاً، ولا أدري من ذاك الذي طلب من طهران إعادة العلاقات معها أو خطب ودها. ولا أدري كيف تجرؤ على الحديث بصيغة الطرف الأقوى المتنازل وكانت السعودية في العام المنصرم هي من اتخذ قرار قطع العلاقات مع طهران وطرد دبلوماسييها إثر اقتحام سفارتها هناك على خلفية إعدام «نمر النمر».
لنقف برهة.. فقط لنتأكد من تصريح روحاني لعل ثمة خطأ ما لم نتنبه له.. هل قال روحاني «العلاقات مع إسرائيل؟» عجباً كيف رمتني بدائها وانسلت..!! عن أي علاقات مع إسرائيل تتحدث طهران وهي صاحبة التاريخ الطويل في زواج المصلحة السري مع الكيان الصهيوني قبل الثورة الخمينية وبعدها؟! وأرشيف الذاكرة الذي نشطته تلك النكتة سرعان ما فتح ملفات فضائحية نحو «إيران غيت» و«كونترا- إيران» وبيع طهران أسرار ومعدات عسكرية إسرائيلية تمكنها من صنع سلاح كيماوي في أواخر التسعينيات من القرن المنصرم، وقبل ذلك هناك تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق ديفيد كيمحي حول الحرب العراقية الإيرانية ذكر فيه أن «العراق دولة عربية تسعى لتحلّ مكان (....) باعتبارها رائدة التطلعات العربية، ولذا كان لدينا تخوّف هائل من العراق ومن نتيجة حربه مع إيران. أمن إسرائيل كان مهددًا وشعرنا أننا قد نفعل كل شيء لمنع العراق من الانتصار في الحرب ضد إيران، وكنا على يقين أنّ الأسلحة المقدمة من جانبنا لإيران لا يمكن أن تستخدم يومًا ضد إسرائيل».
* اختلاج النبض:
في حمام الدم وصراعات المنطقة المتصاعدة، كنا بحاجة ماسة لمن يفعل فينا هرمون السعادة، وليست ثمة ما يسعد أكثر من أن إيران «ربة السلام الإقليمي» تطلب السلام وتدعونا إليه..!!