إيهاب أحمد - أبوظبي
أوصى الملتقى الرابع لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة "السلم العالمي والخوف من الإسلام" بتأسيس مرصد دولي للإسلاموفبيا والكراهية يتولى دراسة أسباب انتشار الخوف من الإسلام ويقترح حلولاً.
ودعا البيان الختامي لتأسيس برامج علمية ومنح دراسية في جامعات العالم الإسلامي والجامعات المعنية بتدريس الأديان في الغرب إضافة لتخصيص جائزة سنوية لأفضل الدراسات الإسلامية والإنسانية والاجتماعية في موضوعات التعايش والتعارف كما أوصوا بإطلاق ميثاق شرف إعلامي.
وأكدوا أن تنامي خطاب الكراهية وسياسات التمييز في الغرب يرفد التطرف في الضفة الأخرى بأسباب يتمسك بها في اكتساب نوع من الشرعية الموهومة ويمده بأوعية متجددة لتجنيد المزيد من الأتباع والدماء الجديدة.
وقال البيان "إن المرعب في واقعنا اليوم سواء تعلق بالتطرف الديني والمذهبي العقائدي، أو تعلق بظاهرة الخوف من الإسلام؛ أنه يواكب فترة زمنية تمتلك فيها البشرية أسلحة دمار شامل في إطار نظام عالمي قائم على توازن الرعب مع غياب الضمانات الكافية لعدم استعمالها؛ وخروج بعضها عن مراقبة الدول وسلطتها".
وأرجع البيان تعاظم ظاهرة الإسلاموفبيا إلى نقصان التكاثف والتواصل بين العقلاء والحكماء لقطع الطريق على خطاب الكراهية والتطرف وصيانة الأفراد والمجتمعات من الإرهاب المادي والمعنوي.
وقال :"إن هذه الظاهرة تكشف عن تخادم نوعين من التطرف: أحدهما يركب على مفاهيم دينية يعزلها من سياقها ليحارب بها العالم ويدمر وشائج التعارف والتعايش بين بني البشر، والثاني يوظف نفس المفاهيم المحرفة ليتهم دينا وأمة بالعنف والدموية واستحالة التوافق مع قيم العصر ومشتركات الإنسانية".
واقترح البيان لعلاج الخوف من الإسلام "إعادة ترتيب البيت الإسلامي
عبر إبراز المناهج الصحيحة والمآخذ السليمة في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة وأكد على الحوار مع الآخر وتبني قيم مشتركة مع الآخرين تقود إلى الانسجام والتعاون معهم والتصرف بإيجابية إزاء التحديات المشتركة
وشدد البيان على أهمية التحالف مع أهل الأديان ومحبي الإنسان لاقتراح حلول إبداعية تستثمر فيها مشتركات العدل والتنمية الاقتصادية والسلم الاجتماعي في أقصى الحدود.
وقال البيان " إن المنتدى يتطلع إلى مقاربة جديدة في علاقات المسلمين بغيرهم -بل وفي العلاقات بين الثقافات والأديان عموما- قوامها القبول بالاختلاف بدل النقد والاتهام المتبادل وتحالف الجميع لخدمة الإنسان على هذه الأرضليبادر الجميع إلى الفعل في الوقت المناسب؛ لأنه يخشى أن تصبح الأجيال المقبلة أسيرة سيرورات ليس لها عليها سلطانٌ كالنمو السكاني والتدهور البيئي والتفاوت بين الشمال والجنوب أو التمييز الاجتماعي"
وطالب البيان بـ "إشاعة قيم السلم والتعايش والمحبة بين الأديان وبين بني الإنسان في مختلف منابر التأثير والتنشئة وخاصة تلك الموجهة إلى الطفولة والشباب، مع مزيد عناية بالجوانب الرمزية والإبداعية وبشبكات التواصل الاجتماعي لسهولة استعمالها واتساع نطاقها وفاعليتها".
وأكد على الحاجة ماسة إلى مراجعة المناهج الدراسية في المجتمعات المسلمة في ضوء قيم الإسلام الأصيلة بما تضمنته من تسامح واحترام لبقية الأديان والثقافات والحث على حسن المعاملة مع معتنقيها وبما تختزنه التجربة التاريخية للمجتمعات المسلمة في هذا المجال من ثراء وعطاء".مؤكدا الحاجة لهذه المراجعة على المستوى الدولي للتحقق من مدى استجابة المناهج الدراسية عموما لمقتضيات العيش المشترك وإشاعة قيم احترام الاختلاف والتعارف والتسامح والتضامن.
ولفت للحاجة الماسة لميثاق شرف إعلامي عالمي ينضم إليه المؤمنون بهذا التوجه ويسعون إلى توسيع أنصاره وتضييق شقة الخلاف بينهم وبين معارضيه لمصلحة التعايش والسلم بين البشر.