في هدية جميلة قدمتها مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» العربية في عددها الأخير، تناولت الطرق التي خلدت بها دول متفرقة في العالم ذكرى شهدائها، إذ طرحت بدايةً تاريخ فكرة تشييد نصب تذكاري يخلد ذكرى شهداء الوطن التي انطلقت من الدنمارك، إذ أقامت أول نصب عالمي لها على الإطلاق عام 1858 ببلدة «فريدريكا»، في أعقاب حرب «سكيلسفيغ الأولى» التي دامت لثلاث سنوات ضد ألمانيا. بعد ذلك وفي عام 1864 تحديداً أقامت الولايات المتحدة الأمريكية «مقبرة أرلينغتون الوطنية» تكريماً لجنودها الذين قتلوا خلال الحرب الأهلية، وكتب على اللوحة الرئيسة للمقبرة عبارة «هنا يرقد، في مجدٍ وشرف، جندي أمريكي لا يعرفه إلا الله».
وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى، في 11 نوفمبر 1920، نقلت فرنسا جثمان أحد جنودها مجهولي الهوية ودفنته تحت مبنى «قوس النصر» في قلب العاصمة باريس تكريماً للتضحية التي قدمها زهاء 1.4 مليون عسكري فرنسي، وحفرت فوق الضريح عبارة «هنا يرقد جندي فرنسي مات في سبيل الوطن»، كما أضيئت في المكان شعلة بقيت متقدة منذ ذلك التاريخ. ومن ثم توالت النصب التذكارية في دول عدة أجنبية وعربية، فأخذت عن تلك التجارب مصر وسوريا والعراق والجزائر، ومؤخراً في الخليج العربي الإمارات العربية المتحدة التي افتتحت «واحة الكرامة» في نوفمبر 2016 بصفتها رمزاً للبطولة والفخر والشجاعة والوحدة.
وكنت في مطلع هذا العام، ثم في منتصف أكتوبر منه قد دعوت لتخليد ذكرى الشهداء البحرينيين بنصب أو متحف خاص يوثق مسيرة عطائهم وفدائهم للوطن، ويجعلهم مفخرة لذويهم ولعموم المواطنين، لا سيما وأن تاريخ البحرين وخصوصاً في العقد الأخير قد زخر بالكثير من الشهداء. ولعلي أقترح اليوم أن يضاف إلى المتحف العسكري في البحرين قاعة خاصة أو جناحاً يخلد ذكرى الشهداء من منتسبي قوة دفاع البحرين، ووزارة الداخلية، والحرس الوطني، الذين خصص جلالة الملك المفدى هذا اليوم لتخليد ذكراهم.
* اختلاج النبض:
أذكر في منتصف أكتوبر المنصرم عندما نشرت مقالي بهذا الشأن سألني أحد أعضاء مجلس الشورى السعودي إن كان تم طرح الفكرة بشكل رسمي، ويبدو أنه كان مستعداً لتبنيها هناك، أما أنا فإني أطرحها وللمرة الثالثة هذا العام عبر منبري «نبضات» حفظاً لحق من روت دماءهم أراضينا وحققوا لنا رفعة النصر، وللجميع الحق في الطرح عبر منابره.. إنما هي دعوة لتقدير التضحيات وحفظ الحقوق وتخليد الجنود، ولا ضير إن تبناها أحدهم في موقع مسؤول وأسهم في تنفيذها، بل هو المأمول.
وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى، في 11 نوفمبر 1920، نقلت فرنسا جثمان أحد جنودها مجهولي الهوية ودفنته تحت مبنى «قوس النصر» في قلب العاصمة باريس تكريماً للتضحية التي قدمها زهاء 1.4 مليون عسكري فرنسي، وحفرت فوق الضريح عبارة «هنا يرقد جندي فرنسي مات في سبيل الوطن»، كما أضيئت في المكان شعلة بقيت متقدة منذ ذلك التاريخ. ومن ثم توالت النصب التذكارية في دول عدة أجنبية وعربية، فأخذت عن تلك التجارب مصر وسوريا والعراق والجزائر، ومؤخراً في الخليج العربي الإمارات العربية المتحدة التي افتتحت «واحة الكرامة» في نوفمبر 2016 بصفتها رمزاً للبطولة والفخر والشجاعة والوحدة.
وكنت في مطلع هذا العام، ثم في منتصف أكتوبر منه قد دعوت لتخليد ذكرى الشهداء البحرينيين بنصب أو متحف خاص يوثق مسيرة عطائهم وفدائهم للوطن، ويجعلهم مفخرة لذويهم ولعموم المواطنين، لا سيما وأن تاريخ البحرين وخصوصاً في العقد الأخير قد زخر بالكثير من الشهداء. ولعلي أقترح اليوم أن يضاف إلى المتحف العسكري في البحرين قاعة خاصة أو جناحاً يخلد ذكرى الشهداء من منتسبي قوة دفاع البحرين، ووزارة الداخلية، والحرس الوطني، الذين خصص جلالة الملك المفدى هذا اليوم لتخليد ذكراهم.
* اختلاج النبض:
أذكر في منتصف أكتوبر المنصرم عندما نشرت مقالي بهذا الشأن سألني أحد أعضاء مجلس الشورى السعودي إن كان تم طرح الفكرة بشكل رسمي، ويبدو أنه كان مستعداً لتبنيها هناك، أما أنا فإني أطرحها وللمرة الثالثة هذا العام عبر منبري «نبضات» حفظاً لحق من روت دماءهم أراضينا وحققوا لنا رفعة النصر، وللجميع الحق في الطرح عبر منابره.. إنما هي دعوة لتقدير التضحيات وحفظ الحقوق وتخليد الجنود، ولا ضير إن تبناها أحدهم في موقع مسؤول وأسهم في تنفيذها، بل هو المأمول.