هل شكا لك قط صديق من ضياع حقه لأن المحامي الذي استعان به لم يجتهد بالقدر الكافي لصالح قضيته، وكم مرة تنازل صاحب حق عن حقه لأنه لا يملك أتعاب من يدافع عن حقه، وكم من صاحب حق آثر أن يتنازل عن حقة خشية الفضيحة فهو لا يأمن كتمان سره، تلك هموم يصعب على البعض أن يبوحوا بها. ولنا عندها وقفة.
لو وجهنا سؤالاً لطلبة كليات القانون بالجامعات، لماذا اخترتم دراسة القانون، فما هي الإجابات التي نتوقع أن نحصل عليها؟ حتماً ستجد بين الإجابات: أن فرص العمل متاحة لخريجي هذا التخصص بدرجة كبيرة، أو لأن رواتب ولدخل الوظائف القانونية بأنواعها عالية، وستجد من بين الإجابات أن دراسة القانون من التخصصات التي لا تدرس باللغة اللغة الإنجليزية، أو لأن.... أو لأن... ولكن هل ستتوقع أن تجد من بين الإجابات أنهم يدرسون القانون لأنهم يطمحون لحماية المظلوم وإنصافه، أو أن يسهموا في الحفاظ على إنفاذ القانون بعدالة، أو أن يسهموا في تطوير القوانين لتناسب احتياج الناس والمجتمع وتحمي حقوق جميع الأطراف، كم طالب تتوقع أنه يدرس القانون لأنه يريد خدمة الناس وخدمة المجتمع وخدمة وطنه فهو يؤمن أن العمل القانوني رسالة وأمانة؟ سأترك الإجابة لك عزيزي القارئ وإن كنت أتوقع أن الإجابة معروفة.
إن تخصص القانون تخصصاً له أهميته وحساسية لأن خريجي القانون سيعملون في أماكن لها حساسيتها تتعلق باحتياج الناس لتحقيق العدالة والأمان وربما تتعلق بسيادة الدول، فتَصفح وجوه طلبة كليات القانون واحفظها في ذاكرتك جيداً لأنك ستجد من بين هذه الوجوه من سيصبح غداً قاضياً، أووكيلاً للنيابة، أومحامياً، أومُحّكماً في محكمة ما، أومستشاراً أو باحثاً قانونياً يسهم في سن التشريعات، أو قانونياً يعمل على إنفاذ القانون وكلها وظائف لها حساسيتها وأهميتها. تمس مصالح الناس وربما تمس حياتهم لأنها في مجملها تتعلق بالعدالة والإنصاف لأفراد المجتمع.
كل هذه الوظائف تتطلب سمات شخصية خاصة لمن يعمل في المجالات القانونية بصورة أو بأخرى وتلك السمات يُنشّأ عليها الفرد منذ صغرها و لعلها صفات أصيلة في الشخص موجودة فيه بطبيعته، فمن المهم أن يكتسب تلك السمات منذ نعومة أظافره ليكون قادراً على المحافظة عليها ولا يحيد عنها مهما تعرض للضغوط، وتلك الصفات من الصعب أن يكتسبها المرء عندما يكبر فيكاد يستحيل على رب العمل أن يُكسبها للموظف وهو في أواخر العشرينات من عمره، فمن يعمل في تلك المجالات يجب أن ينشأ منذ صغره على الصدق والنزاهة فيجتهد للمحافظة على حياديته فلا تحكمه أهواؤه الشخصية ولا يستهدف تحقيق مصالحه الخاصة، فهو يؤمن بالقيم والمبادئ ويحافظ عليها ويلتزم بها في سلوكه وأخلاقه، هو لا يتصف بصفات التاجر الذي يتقن صنعة تحقيق الأرباح بل يتسم بصفات أصحاب الرسالات الذين يؤمنون بقضايا محددة ويجاهدون لتحقيقها، قد يكون القانوني أو المحامي بارعاً في الخطابة والكتابة وفي كافة صور المناقشة والحوار ولكن إن لم يكن صادقاً في القول فلا يمكن أن يُقنع الآخرون. يجب أن يتصف بطبيعته بالكتمان والحفاظ على الأسرار فبين يدي من يعمل في التخصصات القانونية أسرار الناس وخصوصياتهم ومشاكلهم العائلية فهم يطلعون على تفاصيل تلك الأسرار والخصوصيات، فيجب أن يكون لديه القدرة على كتمان تلك الأسرار ولا يفشيها تحت أي ضغط أو إغراء.
إن من يعمل في هذا المجال يجب أن يتصف بالاتزان النفسي فلا يكون سريع الانفعال والغضب، ولا يكون بطبيعته متقلب المزاج، أو تميل شخصيته للانتقام من الطرف الآخر عند الغضب والإساءة للآخرين. ولا يكون شخصية مسيطرة لا يتقبل آراء الآخرين.
إن من يعمل في هذا المجال يجب أن يتصف بالصبر والجلد والإصرار على اجتياز الصعاب وتحقيق العدالة فلا يضعف ولا يعرف اليأس، وأن يتصف بالصبر والمثابرة على الاطلاع والدراسة والتعلم ومعرفة الجديد من التشريعات، فكل من يعمل في تلك المجالات يجب أن يكون بطبيعته ذكياً متقد الذهن متيقظ ولا يكتفي بالحفظ ونقل المعلومات.
لعل ما ذكرت بعض الصفات التي يجب أن يتصف بها من يجلس على مقعد الدراسة بكلية القانون وهي صفات يُنشأ الشاب عليها، فجب اختيار الطلبة الذين سيلتحقون بكلية القانون بعناية شديدة، وأن توضع المعايير الدقيقة لقياس سماتهم الشخصية، ومن الجميل أن نستفيد من تجارب بعض التخصصات التي تركز على اختيار طالب ذي سمات شخصية معينة، مثل مجال الطيران فهناك مواصفات لسمات شخصية للطالب الذي يُقبل للدراسة في كليات الطيران فلا يقبل الطالب في هذا التخصص إلا بعد اجتياز اختبارات شخصية.
لا تستغرب من هذا الطرح عزيزي القارئ فالمختصون في مجال القانون مستأمنون على أهم احتياجات أفراد المجتمع وهي تحقيق العدالة، فتحقيق العدالة في المجتمع حاجة أساسية لدى كل إنسان وغياب العدالة في المجتمعات يحولها إلى مجتمعات أشبه بمجتمعات الغابة يفترس فيها القوي الضعيف دون رحمة ولا إنصاف.. فلنُعد شباباً أكفاء قادرين على الحفاظ على شجرة العدالة في المجتمع ليستظل بها الجميع.. ودمتم أبناء قومي سالمين.
لو وجهنا سؤالاً لطلبة كليات القانون بالجامعات، لماذا اخترتم دراسة القانون، فما هي الإجابات التي نتوقع أن نحصل عليها؟ حتماً ستجد بين الإجابات: أن فرص العمل متاحة لخريجي هذا التخصص بدرجة كبيرة، أو لأن رواتب ولدخل الوظائف القانونية بأنواعها عالية، وستجد من بين الإجابات أن دراسة القانون من التخصصات التي لا تدرس باللغة اللغة الإنجليزية، أو لأن.... أو لأن... ولكن هل ستتوقع أن تجد من بين الإجابات أنهم يدرسون القانون لأنهم يطمحون لحماية المظلوم وإنصافه، أو أن يسهموا في الحفاظ على إنفاذ القانون بعدالة، أو أن يسهموا في تطوير القوانين لتناسب احتياج الناس والمجتمع وتحمي حقوق جميع الأطراف، كم طالب تتوقع أنه يدرس القانون لأنه يريد خدمة الناس وخدمة المجتمع وخدمة وطنه فهو يؤمن أن العمل القانوني رسالة وأمانة؟ سأترك الإجابة لك عزيزي القارئ وإن كنت أتوقع أن الإجابة معروفة.
إن تخصص القانون تخصصاً له أهميته وحساسية لأن خريجي القانون سيعملون في أماكن لها حساسيتها تتعلق باحتياج الناس لتحقيق العدالة والأمان وربما تتعلق بسيادة الدول، فتَصفح وجوه طلبة كليات القانون واحفظها في ذاكرتك جيداً لأنك ستجد من بين هذه الوجوه من سيصبح غداً قاضياً، أووكيلاً للنيابة، أومحامياً، أومُحّكماً في محكمة ما، أومستشاراً أو باحثاً قانونياً يسهم في سن التشريعات، أو قانونياً يعمل على إنفاذ القانون وكلها وظائف لها حساسيتها وأهميتها. تمس مصالح الناس وربما تمس حياتهم لأنها في مجملها تتعلق بالعدالة والإنصاف لأفراد المجتمع.
كل هذه الوظائف تتطلب سمات شخصية خاصة لمن يعمل في المجالات القانونية بصورة أو بأخرى وتلك السمات يُنشّأ عليها الفرد منذ صغرها و لعلها صفات أصيلة في الشخص موجودة فيه بطبيعته، فمن المهم أن يكتسب تلك السمات منذ نعومة أظافره ليكون قادراً على المحافظة عليها ولا يحيد عنها مهما تعرض للضغوط، وتلك الصفات من الصعب أن يكتسبها المرء عندما يكبر فيكاد يستحيل على رب العمل أن يُكسبها للموظف وهو في أواخر العشرينات من عمره، فمن يعمل في تلك المجالات يجب أن ينشأ منذ صغره على الصدق والنزاهة فيجتهد للمحافظة على حياديته فلا تحكمه أهواؤه الشخصية ولا يستهدف تحقيق مصالحه الخاصة، فهو يؤمن بالقيم والمبادئ ويحافظ عليها ويلتزم بها في سلوكه وأخلاقه، هو لا يتصف بصفات التاجر الذي يتقن صنعة تحقيق الأرباح بل يتسم بصفات أصحاب الرسالات الذين يؤمنون بقضايا محددة ويجاهدون لتحقيقها، قد يكون القانوني أو المحامي بارعاً في الخطابة والكتابة وفي كافة صور المناقشة والحوار ولكن إن لم يكن صادقاً في القول فلا يمكن أن يُقنع الآخرون. يجب أن يتصف بطبيعته بالكتمان والحفاظ على الأسرار فبين يدي من يعمل في التخصصات القانونية أسرار الناس وخصوصياتهم ومشاكلهم العائلية فهم يطلعون على تفاصيل تلك الأسرار والخصوصيات، فيجب أن يكون لديه القدرة على كتمان تلك الأسرار ولا يفشيها تحت أي ضغط أو إغراء.
إن من يعمل في هذا المجال يجب أن يتصف بالاتزان النفسي فلا يكون سريع الانفعال والغضب، ولا يكون بطبيعته متقلب المزاج، أو تميل شخصيته للانتقام من الطرف الآخر عند الغضب والإساءة للآخرين. ولا يكون شخصية مسيطرة لا يتقبل آراء الآخرين.
إن من يعمل في هذا المجال يجب أن يتصف بالصبر والجلد والإصرار على اجتياز الصعاب وتحقيق العدالة فلا يضعف ولا يعرف اليأس، وأن يتصف بالصبر والمثابرة على الاطلاع والدراسة والتعلم ومعرفة الجديد من التشريعات، فكل من يعمل في تلك المجالات يجب أن يكون بطبيعته ذكياً متقد الذهن متيقظ ولا يكتفي بالحفظ ونقل المعلومات.
لعل ما ذكرت بعض الصفات التي يجب أن يتصف بها من يجلس على مقعد الدراسة بكلية القانون وهي صفات يُنشأ الشاب عليها، فجب اختيار الطلبة الذين سيلتحقون بكلية القانون بعناية شديدة، وأن توضع المعايير الدقيقة لقياس سماتهم الشخصية، ومن الجميل أن نستفيد من تجارب بعض التخصصات التي تركز على اختيار طالب ذي سمات شخصية معينة، مثل مجال الطيران فهناك مواصفات لسمات شخصية للطالب الذي يُقبل للدراسة في كليات الطيران فلا يقبل الطالب في هذا التخصص إلا بعد اجتياز اختبارات شخصية.
لا تستغرب من هذا الطرح عزيزي القارئ فالمختصون في مجال القانون مستأمنون على أهم احتياجات أفراد المجتمع وهي تحقيق العدالة، فتحقيق العدالة في المجتمع حاجة أساسية لدى كل إنسان وغياب العدالة في المجتمعات يحولها إلى مجتمعات أشبه بمجتمعات الغابة يفترس فيها القوي الضعيف دون رحمة ولا إنصاف.. فلنُعد شباباً أكفاء قادرين على الحفاظ على شجرة العدالة في المجتمع ليستظل بها الجميع.. ودمتم أبناء قومي سالمين.