إن كان على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يستشيط غضباً على تصويت الأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي على قرار يدين اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، فإن عليه أن يصبه على مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن نيكي هيلي، وليس على الدول التي وقفت ضده وأنصفت الحق الفلسطيني الأصيل.
إذ لم يحصل سابقاً أن هددت الولايات المتحدة صراحة أعضاء مجلس الأمن حتى لا يصوتوا على مشروع قرار مخالف لتوجهات واشنطن. نعم تم استخدام حق النقض «الفيتو» مرات ومرات، لكن أن يتم تهديد الدول هكذا علانية، فإنها سابقة خطيرة.
وكذلك حينما أعادت هيلي ذات الكلام، وكشفت بأن ترامب طلب منها تسجيل أسماء من سيصوتون ضد قراره، في إشارة ضمنية لاتخاذ خطوات أمريكية بحق الدول تبدأ من عملية تقنين التعاملات الاقتصادية والمساعدات الموجهة لبعضها وصولاً إلى سيناريو مجهول، حينما أعادت هذا الكلام المستفز، كان طبيعياً أن يجد ترامب نفسه وحيداً مع إسرائيل وبنيامين نتنياهو مع سبعة دول مستفيدة من المال الأمريكي، وامتناع 35 دولة عن التصويت، وتصويت كاسح مع مشروع قرار الإدانة بواقع 128 دولة.
هيلي وجهت انتقادها للأمم المتحدة واعتبرتها سبباً في تأزيم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بدلاً من حله. ومع هذا الكلام كنت أفكر، إذ هل حل الصراع بأن تؤخذ القدس برمتها وتلقى بأحضان الإسرائيليين؟! أهكذا تحلون هذا الموضوع الشائك؟! ماذا لو كان الحل بأخذ القدس وإعادتها كلها لأصحاب الحق الأصيل فيها، ماذا لو فعلت واشنطن ذلك للفلسطينيين وأوقفت المجازر والعدوان الإسرائيلي؟!
هذا الكلام كنا نقوله منذ عقود، وكررناه، حتى من وصول السيد ترامب للبيت الأبيض، ومع الإدراك بأن هناك عديداً من المصالح التي تجعلنا نتلاقى معه كدول عديدة سواء في الخليج أو العالم العربي والإسلامي، لكن أيضاً هناك مواضيع نختلف فيها، ونصل فيها لمرحلة الرفض التام، على رأسها القضية العروبية الأولى، فلسطين المحتلة، وعاصمتها الأسيرة التي تحتضن مسرى رسولنا الكريم.
هذه الأمور لا تدار بهذه الطريقة، وإن كان الرئيس الأمريكي يعول على تأثير مسار العلاقات الإيجابية في جوانب عديدة مع الدول العربية والإسلامية، حتى يطوعها في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي بهذه الطريقة، فهو قد أخطأ بشكل صريح، فالخلط بين الجانبين لا يقبل، ولا يمكن أن تطالب حلفاءك بأن يتخلوا عن القدس هكذا وإلا فإن مسار العلاقات قد يتغير. هذه اللغة لا تمت للأصول الدبلوماسية بصلة.
حتى بريطانيا التي كانت هي الأساس فيما يعانيه الفسطينيون وما ينسحب منه على الدول العربية والإسلامية بسبب «وعد بلفور المشؤوم»، حتى بريطانيا وقفت ضد ترامب، وصوتت مع مشروع إدانة قراره، ومعها بقية الدول الكبرى التي لا يمكنها بحال من الأحوال أن تقبل بتهديدات توجه لها، وقبلها في مقام أول أن تحسم أمور جسيمة في قضية الصراع العربي الإسرائيلي عبر وجهة نظر أحادية، وكأنها استعراض للقوة.
رغم التباينات بين كثير من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية، دول بينها خلافات وحتى صدامات، إلا أن قرار الرئيس ترامب وحدها في جبهة مضادة له.
القدس ستظل عربية، وهي عاصمة الدولة الفلسطينية، وقناعتنا العربية والإسلامية ثابتة، الإسرائيليون احتلوا هذه الأرض، ونكلوا بأهلها ومارسوا شتى أنواع الفصل العنصري والقتل والتعذيب، هذا هو الثابت لدينا، وما سواه ليس إلا استمراراً في إهانة العرب والمسلمين والمجتمعات الإنسانية الحرة.
إذ لم يحصل سابقاً أن هددت الولايات المتحدة صراحة أعضاء مجلس الأمن حتى لا يصوتوا على مشروع قرار مخالف لتوجهات واشنطن. نعم تم استخدام حق النقض «الفيتو» مرات ومرات، لكن أن يتم تهديد الدول هكذا علانية، فإنها سابقة خطيرة.
وكذلك حينما أعادت هيلي ذات الكلام، وكشفت بأن ترامب طلب منها تسجيل أسماء من سيصوتون ضد قراره، في إشارة ضمنية لاتخاذ خطوات أمريكية بحق الدول تبدأ من عملية تقنين التعاملات الاقتصادية والمساعدات الموجهة لبعضها وصولاً إلى سيناريو مجهول، حينما أعادت هذا الكلام المستفز، كان طبيعياً أن يجد ترامب نفسه وحيداً مع إسرائيل وبنيامين نتنياهو مع سبعة دول مستفيدة من المال الأمريكي، وامتناع 35 دولة عن التصويت، وتصويت كاسح مع مشروع قرار الإدانة بواقع 128 دولة.
هيلي وجهت انتقادها للأمم المتحدة واعتبرتها سبباً في تأزيم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بدلاً من حله. ومع هذا الكلام كنت أفكر، إذ هل حل الصراع بأن تؤخذ القدس برمتها وتلقى بأحضان الإسرائيليين؟! أهكذا تحلون هذا الموضوع الشائك؟! ماذا لو كان الحل بأخذ القدس وإعادتها كلها لأصحاب الحق الأصيل فيها، ماذا لو فعلت واشنطن ذلك للفلسطينيين وأوقفت المجازر والعدوان الإسرائيلي؟!
هذا الكلام كنا نقوله منذ عقود، وكررناه، حتى من وصول السيد ترامب للبيت الأبيض، ومع الإدراك بأن هناك عديداً من المصالح التي تجعلنا نتلاقى معه كدول عديدة سواء في الخليج أو العالم العربي والإسلامي، لكن أيضاً هناك مواضيع نختلف فيها، ونصل فيها لمرحلة الرفض التام، على رأسها القضية العروبية الأولى، فلسطين المحتلة، وعاصمتها الأسيرة التي تحتضن مسرى رسولنا الكريم.
هذه الأمور لا تدار بهذه الطريقة، وإن كان الرئيس الأمريكي يعول على تأثير مسار العلاقات الإيجابية في جوانب عديدة مع الدول العربية والإسلامية، حتى يطوعها في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي بهذه الطريقة، فهو قد أخطأ بشكل صريح، فالخلط بين الجانبين لا يقبل، ولا يمكن أن تطالب حلفاءك بأن يتخلوا عن القدس هكذا وإلا فإن مسار العلاقات قد يتغير. هذه اللغة لا تمت للأصول الدبلوماسية بصلة.
حتى بريطانيا التي كانت هي الأساس فيما يعانيه الفسطينيون وما ينسحب منه على الدول العربية والإسلامية بسبب «وعد بلفور المشؤوم»، حتى بريطانيا وقفت ضد ترامب، وصوتت مع مشروع إدانة قراره، ومعها بقية الدول الكبرى التي لا يمكنها بحال من الأحوال أن تقبل بتهديدات توجه لها، وقبلها في مقام أول أن تحسم أمور جسيمة في قضية الصراع العربي الإسرائيلي عبر وجهة نظر أحادية، وكأنها استعراض للقوة.
رغم التباينات بين كثير من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية، دول بينها خلافات وحتى صدامات، إلا أن قرار الرئيس ترامب وحدها في جبهة مضادة له.
القدس ستظل عربية، وهي عاصمة الدولة الفلسطينية، وقناعتنا العربية والإسلامية ثابتة، الإسرائيليون احتلوا هذه الأرض، ونكلوا بأهلها ومارسوا شتى أنواع الفصل العنصري والقتل والتعذيب، هذا هو الثابت لدينا، وما سواه ليس إلا استمراراً في إهانة العرب والمسلمين والمجتمعات الإنسانية الحرة.