«بنا» هي وكالة أنباء البحرين الرسمية وهي اختصار لثلاث كلمات بالإنجليزية هي «Bahrain News Agency»، ووكالات الأنباء عموماً هي مؤسسات إعلامية تزود الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون ومواقع الإنترنت الإخبارية بالأنباء، ويقسمها علماء الاتصال إما وكالات محلية أو إقليمية أو دولية وذلك بحسب مساحة التغطية التي تهتم بها أو وكالات ربحية تجارية أو غير ربحية بحسب أهدافها الاقتصادية التي تبغي تحقيقها من هذه الخدمات التي تقدمها.
وتندرج وكالة «بنا» تحت الوكالات المحلية غير الربحية مثلها مثل كل الوكالات الوطنية في العالم الثالث والتي نشأت بعد حصول هذه الدول على استقلالها من الاستعمار أو الانتداب ورغبت في أن يكون لها صوت وطني يحمل طموحات القيادات الوطنية وخططها من أجل تنمية بلدانها وتقدمها وإشراك الجماهير في دولهم في عمليات التطور والتنمية والعمل على اتحاد الأهداف والرؤى بين القيادات والجماهير. وقد حملت أجهزة الإعلام الرسمية هذه المهمة الجسيمة وذلك بعد ان رزحت تحت نير الاستعمار لعقود طويلة عوقت خلالها كل المشروعات التنموية والنهضوية في هذه البلدان.
ووكالة أنباء الخليج أو وكالة أنباء البحرين قد تأسست في 1978 حين كان السيد طارق المؤيد وزيراً للإعلام وتولي السيد نبيل الحمر مسؤولية مدير عام الوكالة وعندئذ سعت الوكالة لتحقيق هذه الأهداف إلى جانب أنها كانت صوت البحرين للعالم أجمع حيث أبرزت من خلال ما تنشره من أخبار ما تتمتع به البحرين من وحدة الصف وسماحة التعايش والحرية الدينية والفكرية والتفاعل الحضاري والثقافي مع كل الحضارات الأخرى، لذا فإن نشأة هذه الوكالة وتطورها هو جزء أصيل من تطور الإعلام البحريني خلال أربعة قرون خلت وهذا ما رصده الأستاذ مهند سليمان النعيمي المدير العام السابق لوكالة «بنا» في كتاب متميز أصدره مؤخراً يحمل عنوان «وكالة أنباء البحرين.. صوت البحرين إلى العالم».
إن الكتاب يعكس احترافية مهنية للكاتب سواء من حيث العرض أو التوثيق أو الموضوعات التي اهتم بتأصيلها وتوثيقها في مؤلفه الذي بلغت صفحاته 248 صفحة مثلت توثيقاً لتطور الإعلام البحريني لمدة أربعين عاماً هو عمر الوكالة التي أسست عام 1978. كما جاء الكتاب ليسد عجزاً في المكتبة الإعلامية العربية التي تعطي جُل اهتمامها في التأليف الإعلامي للكتب الأكاديمية التي تزيد من مهارات الإعلاميين كالكتابة للصحافة والإذاعة والتليفزيون أو للبحوث التطبيقية التي تدرس القضايا والمشكلات الإعلامية أما التوثيق والتطور الإعلامي فهو قليل للمجهود الذي يحتاجه في جمع مادته العلمية وصعوبة الحصول عليها من مؤسسات وجهات ذات صلة، وللدقة المطلوبة في توثيقها لأنها أشبه بتوثيق للتاريخ وشهادات تاريخية وعلمية سيرجع إليها الباحثون والأكاديميون في تخصصات عدة، هذا بجانب قلة الجمهور المهتم بها والذي يندرج غالباً تحت فئة الصفوة أو النخبة.
وعطفاً على ما سبق من طرح فإن المؤلف قدم توثيقاً مهماً بالصور والوثائق الرسمية والنصوص لنشأة الوكالة والاتفاقيات الخاصة بها وكلمات القيادات السياسية والإعلامية في دول مجلس التعاون حين دشنت وكالة أنباء الخليج على أرض البحرين.
كما يلقي الكتاب الضوء على تطور الوكالة والأقسام المكونة لها وتدشينها لمركز تطوير المهارات الإعلامية للعاملين بها ولكل الإعلاميين والصحافيين من دول مجلس التعاون بجانب الخدمات والإصدارات الإعلامية التي تقدمها سواء بالصوت أو الصورة أوالنصوص مستغلة في ذلك أحدث ما قدمته التكنولوجيا في هذا المجال فيما عرف بالإعلام المندمج «Convergence Communication» الذي يوظف كافة عناصر الوسائط المتعددة في تقديم الخدمة الإعلامية للجمهور.
ان الوكالة قد سايرت هذا التقدم التقني ووظفته في خدمة الأهداف الوطنية للدولة ولذا كان لها حسابات على كل وسائل التواصل الاجتماعي، ورصد المؤلف بالأرقام الإقبال الكبير من الجمهور على هذه الحسابات الإلكترونية ومنها - على سبيل المثال لا الحصر- حساب الوكالة على «تويتر» الذي تابعه 324 ألف متابع باللغة العربية بجانب 46 ألفاً باللغة الإنجليزية وعدد تغريدات بلغت 68 ألف تغريدة بحسب إحصائيات أبريل 2017.
ولم ينسَ الكاتب أن يوثق شهادات جيل الرواد من الشخصيات الإعلامية والسياسية البارزة التي حملت على اكتافها مسؤولية إدارة الوكالة وتشغيلها منذ تأسيسها وبعد ذلك والذين عملوا مع السيد طارق المؤيد وزير الإعلام وقت إنشائها وعلى رأسهم السيد نبيل الحمر أول مدير عام للوكالة والذي كان مهتماً بالأساس بتكوين الكوادر الإعلامية الوطنية المدربة تدريباً إعلامياً عالياً وكذلك شهادة الاستاذ خالد عبد الله الزياني مدير عام الوكالة الأسبق وغيرهما العشرات من الشخصات الإعلامية البارزة التي قدمت شهاداتها بشأن الوكالة.
والخلاصة أن هذا الكتاب جاء ليسد فراغاً كبيراً في الحقل الإعلامي الأكاديمي والمهني لما اهتم به المؤلف من توثيق دقيق بالنص والصورة للوكالة منذ نشأتها وإلى الآن وتفاعلها مع التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتقنية في البحرين مما انعكس على كفاءة كادرها البشري مهنياً وتدريبياً وجعلها واحدة من أبرز الوكالات المحلية في منطقتها.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال - جامعة البحرين
وتندرج وكالة «بنا» تحت الوكالات المحلية غير الربحية مثلها مثل كل الوكالات الوطنية في العالم الثالث والتي نشأت بعد حصول هذه الدول على استقلالها من الاستعمار أو الانتداب ورغبت في أن يكون لها صوت وطني يحمل طموحات القيادات الوطنية وخططها من أجل تنمية بلدانها وتقدمها وإشراك الجماهير في دولهم في عمليات التطور والتنمية والعمل على اتحاد الأهداف والرؤى بين القيادات والجماهير. وقد حملت أجهزة الإعلام الرسمية هذه المهمة الجسيمة وذلك بعد ان رزحت تحت نير الاستعمار لعقود طويلة عوقت خلالها كل المشروعات التنموية والنهضوية في هذه البلدان.
ووكالة أنباء الخليج أو وكالة أنباء البحرين قد تأسست في 1978 حين كان السيد طارق المؤيد وزيراً للإعلام وتولي السيد نبيل الحمر مسؤولية مدير عام الوكالة وعندئذ سعت الوكالة لتحقيق هذه الأهداف إلى جانب أنها كانت صوت البحرين للعالم أجمع حيث أبرزت من خلال ما تنشره من أخبار ما تتمتع به البحرين من وحدة الصف وسماحة التعايش والحرية الدينية والفكرية والتفاعل الحضاري والثقافي مع كل الحضارات الأخرى، لذا فإن نشأة هذه الوكالة وتطورها هو جزء أصيل من تطور الإعلام البحريني خلال أربعة قرون خلت وهذا ما رصده الأستاذ مهند سليمان النعيمي المدير العام السابق لوكالة «بنا» في كتاب متميز أصدره مؤخراً يحمل عنوان «وكالة أنباء البحرين.. صوت البحرين إلى العالم».
إن الكتاب يعكس احترافية مهنية للكاتب سواء من حيث العرض أو التوثيق أو الموضوعات التي اهتم بتأصيلها وتوثيقها في مؤلفه الذي بلغت صفحاته 248 صفحة مثلت توثيقاً لتطور الإعلام البحريني لمدة أربعين عاماً هو عمر الوكالة التي أسست عام 1978. كما جاء الكتاب ليسد عجزاً في المكتبة الإعلامية العربية التي تعطي جُل اهتمامها في التأليف الإعلامي للكتب الأكاديمية التي تزيد من مهارات الإعلاميين كالكتابة للصحافة والإذاعة والتليفزيون أو للبحوث التطبيقية التي تدرس القضايا والمشكلات الإعلامية أما التوثيق والتطور الإعلامي فهو قليل للمجهود الذي يحتاجه في جمع مادته العلمية وصعوبة الحصول عليها من مؤسسات وجهات ذات صلة، وللدقة المطلوبة في توثيقها لأنها أشبه بتوثيق للتاريخ وشهادات تاريخية وعلمية سيرجع إليها الباحثون والأكاديميون في تخصصات عدة، هذا بجانب قلة الجمهور المهتم بها والذي يندرج غالباً تحت فئة الصفوة أو النخبة.
وعطفاً على ما سبق من طرح فإن المؤلف قدم توثيقاً مهماً بالصور والوثائق الرسمية والنصوص لنشأة الوكالة والاتفاقيات الخاصة بها وكلمات القيادات السياسية والإعلامية في دول مجلس التعاون حين دشنت وكالة أنباء الخليج على أرض البحرين.
كما يلقي الكتاب الضوء على تطور الوكالة والأقسام المكونة لها وتدشينها لمركز تطوير المهارات الإعلامية للعاملين بها ولكل الإعلاميين والصحافيين من دول مجلس التعاون بجانب الخدمات والإصدارات الإعلامية التي تقدمها سواء بالصوت أو الصورة أوالنصوص مستغلة في ذلك أحدث ما قدمته التكنولوجيا في هذا المجال فيما عرف بالإعلام المندمج «Convergence Communication» الذي يوظف كافة عناصر الوسائط المتعددة في تقديم الخدمة الإعلامية للجمهور.
ان الوكالة قد سايرت هذا التقدم التقني ووظفته في خدمة الأهداف الوطنية للدولة ولذا كان لها حسابات على كل وسائل التواصل الاجتماعي، ورصد المؤلف بالأرقام الإقبال الكبير من الجمهور على هذه الحسابات الإلكترونية ومنها - على سبيل المثال لا الحصر- حساب الوكالة على «تويتر» الذي تابعه 324 ألف متابع باللغة العربية بجانب 46 ألفاً باللغة الإنجليزية وعدد تغريدات بلغت 68 ألف تغريدة بحسب إحصائيات أبريل 2017.
ولم ينسَ الكاتب أن يوثق شهادات جيل الرواد من الشخصيات الإعلامية والسياسية البارزة التي حملت على اكتافها مسؤولية إدارة الوكالة وتشغيلها منذ تأسيسها وبعد ذلك والذين عملوا مع السيد طارق المؤيد وزير الإعلام وقت إنشائها وعلى رأسهم السيد نبيل الحمر أول مدير عام للوكالة والذي كان مهتماً بالأساس بتكوين الكوادر الإعلامية الوطنية المدربة تدريباً إعلامياً عالياً وكذلك شهادة الاستاذ خالد عبد الله الزياني مدير عام الوكالة الأسبق وغيرهما العشرات من الشخصات الإعلامية البارزة التي قدمت شهاداتها بشأن الوكالة.
والخلاصة أن هذا الكتاب جاء ليسد فراغاً كبيراً في الحقل الإعلامي الأكاديمي والمهني لما اهتم به المؤلف من توثيق دقيق بالنص والصورة للوكالة منذ نشأتها وإلى الآن وتفاعلها مع التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتقنية في البحرين مما انعكس على كفاءة كادرها البشري مهنياً وتدريبياً وجعلها واحدة من أبرز الوكالات المحلية في منطقتها.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال - جامعة البحرين