قال باحثون في مجال المعلوماتية إن الصين قادرة على تهديد وجود عملة بيتكوين الافتراضية التي يتم تداولها خارج الأنظمة المصرفية.

وذكرت صحيفة "التليغراف" البريطانية أنه يمكن للصين السيطرة على أجهزة الخوادم القوية، التي يتم عبرها تداول العملة الرقمية، حيث تقع هذه الخوادم في الصين، وفقاً لتقرير من شركتي هاكين وغلاديوس المختصتين في الأنظمة المعلوماتية.

وجذبت بيتكوين العديد من الاستثمارات بسبب تداولها خارج سيطرة الحكومات، مما يصعب تتبعها، وهي الميزة التي تمثل هاجسا أمنيا بسبب سهولة استخدامها من قبل شبكات غسيل الأموال وتجار المخدرات والقراصنة والإرهابيين.

وباتت الصين خلال السنوات الأخيرة أرضاً خصبة لتجارة العملات الافتراضية، كما أن البورصات المحلية سمحت في وقت سابق للمستخدمين بإجراء الصفقات مجاناً، من أجل جذب المستثمرين والمضاربين.

وبحسب التقرير فإن الصين تستضيف ما يقرب من 78% من قوة الحوسبة للعملة الرقمية، من خلال شبكة خوادم عملاقة، كما أن معظم الأجهزة المتخصصة في فك تشفير العملة مصنوعة في الصين.

وقال الباحث الرئيس في التقرير، فلاديسلاف ماكاروف، إن "ذلك يوضح ما يمكن أن تفعله الصين بالعملة، فالحكومة تستطيع تخريبها".

ويخضع تداول بيتكوين لتوافق المستخدمين أنفسهم، وهو ما يحميها من هجمات القراصنة، لكن إذا امتلك أحد طرفي التداول أكثر من نصف قوة معالجة العملة إلكترونيا، فإن بإمكانه استغلالها بطريقة يمكن أن تجعلها عديمة الفائدة.

ويمكن أن تسبب هجمة رقابية على البيتكوين إلى توقف التداول مرة أو مرتين أو اختفائها من المحافظ المالية، وبحسب التقرير، يمكن للصين القيام بهذا الأمر إذا أجبرت عدداً كافياً من المستخدمين على فك تشفير العملة.

وأعلنت بكين في وقت سابق عن شكوكها في العملة الرقمية، وحظرت بالفعل الطرح الأولي للعملات، وهو شكل من أشكال التمويل الجماعي من قبل الشركات، التي تصدر عملات مشفرة.

وقد حظرت في سبتمبر الماضي التداولات على الإنترنت، التي تسمح للناس بشراء وبيع البيتكوين.

ولم يؤثر ذلك على أسعار البيتكوين، التي لامست 20 ألف دولار في ديسمبر قبل أن تتراجع قبل أسبوع.

والهجوم على شبكة تداول العملة الرقمية سيؤدي إلى آثار مدمرة، حتى وإن لم يصل إلى حد تعليق التداول بالكامل، فأي تدخل من هذا النوع سيتسبب بأزمة ثقة وسيسفر عن انهيار سعر العملة.

وقال الخبير في شركة هاكين، هينادي كورنيف، إن تركيز قدر كبير من قوة المعالجة في مكان واحد يضر حتماً ببيئة التعامل الخاصة بالعملة الرقمية.

ويمكن بحسب الخبير في شركة غلاديوس، آدم أندرسون، مواجهة الأضرار الناجمة عن مثل هذا الهجوم باستنساخ العملة عن طريق إيجاد نسخة أقل عرضة للنفوذ الصيني، لكنه أقر بأنه سيكون من الصعب استعادة الثقة في بيتكوين أو العملات الرقمية.