باريس - لوركا خيزران
حولت كلير الأخصائية بالعمل مع كبار السن زيارة المسنين ببيوتهم في مدينة نانسي الفرنسية التي تقطن بها، إلى طقس شبه يومي، في ظل ما تقول انه "الحاجة الماسة إلى كسر عزلة المسنين" في بلد سيشكل فيه عدد كبار السن نحو ثلث السكان في عام 2030، في وقت يرى علماء اجتماع وخبراء نفسيون محليون أن المجتمع الفرنسي بحاجة إلى تغيير نظرته للشيخوخة التي يمكن أن تكون مرحلة إيجابية ومشرقة من حياة الإنسان وليست بالضرورة فترة انحطاط وعجز.
إسهاب كلير بالحديث عن مبادرات مجتمعية وحكومية فرنسية عدة لإعادة إدماج المسنين بالمجتمع وتوفير احتياجاتهم الصحية والنفسية والاجتماعية والمادية، كان مترافقاً بنبرة اعتزاز تحكمت بتهدجات صوتها، إلا أن مداخلة صغيرة عن منظومة عمل حكومية وأهلية متكاملة لرعاية المسنين في مملكة صغيرة بالخليج حدت بكلير إلى توجيه سيل من الأسئلة عن البحرين التي- على حد وصف المعلمة الفرنسية المتخصصة برعاية المسنين- "ضمن هذه المعايير البحرين من دول العالم الأول".
داخل تجمع سكني يدمج بين كبار السن ومن هم أصغر سناً تبدأ رحلة كلير اليومية لزيارة المسنين، حيث تأخذهم إلى قاعة الرياضة لتمرينهم على الدراجة الهوائية والسباحة إضافة إلى تقديم دروس في الرقص وتنظيم حفلات مسائية وكل هذا في محاولة لـ "إنهاء عزلة كثير من المسنين"، بينما تجسدت خطوة البحرين المتقدمة بتنفيذ برنامج حكومي متكامل لتشجيع الأسرة على رعاية كبير السن في منزله وتقديم كل الخدمات التي تكفل عدم الحاجة للإيواء الدائم في دور الرعاية، إضافة لتسهيل طلبات الاستفادة من الأندية الاجتماعية لرعاية الوالدين ودور الرعاية الدائمة ما يجعل المسن بمنأى عن أي عزلة مجتمعية سببها تقدمه بالسن.
وتقول كلير إن عدد كبار السن في فرنسا سيقارب ثلث السكان بحلول عام 2030 وهذا يعني أن "الحاجة إلى دور العجزة ربما ستكون أكبر من الحاجة إلى المدارس وفي ذلك خطر داهم اقتصادياً واجتماعياً وربما سياسياً"، في وقت تحتفظ مملكة البحرين التي يعد مجتمعها شاباً بنحو 15 داراً لرعاية المسنين والوالدين بمواصفات متقدمة.
وتشير الإحصاءات إلى أن عدد كبار السن في فرنسا يتجاوز 22 مليون نسمة، وأن هذه الفئة تملك 57 % من إجمالي الادخار الاستثماري المحلي، وأنها تصرف 48 % من نفقات الاستهلاك في البلاد، كما ترصد الفئة ذاتها ميزانية للإجازات السنوية تتجاوز 30 % من متوسط الإنفاق على الإجازات لدى عامة الفرنسيين.
وذكرت كلير بالمعرض السنوي الذي تحتضنه العاصمة باريس تحت اسم "شيخوخة سعيدة"، ويهدف لتقديم معلومات وأفكار لفئة كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً لمساعدة أفرادها على المشاركة في الحياة العامة قبل التقاعد وبعده، إضافة إلى إلقاء الضوء على الجهود الأهلية والحكومية لإيصال المسنين الفرنسيين إلى "الشيخوخة السعيدة".
وترتفع في بلدان الاتحاد الأوروبي أعداد المسنين بشكل متزايد، في ظاهرة تعزى خصوصاً إلى ارتفاع أمد الحياة المتوقع، وفق ما أظهرت إحصاءات نشرها المكتب الأوروبي للإحصاء، فقد ارتفعت نسبة من هم فوق سن الثمانين عاماً في أوروبا من 4 % في عام 2005 إلى 5.3 % في عام 2015، أي شخص واحد من كل عشرين شخصاً، وفي فرنسا خاصة يمكن لمن بلغ الثمانين أن يأمل بالعيش 11 عاما إضافيا، لتكون فرنسا المتقدمة أوروبياً في هذا المجال.
وفي سياق الحديث عن جهود إيصال المسنين إلى شيخوخة سعيدة، فإن البحرين منذ عام 2013 بدأت عبر مكتب خدمات المسنين بتوفير بطاقة الخصومات لكبار السن، وتسهيل طلبات الاستفادة من الأندية الاجتماعية لرعاية الوالدين ودور الرعاية الدائمة وطلبات الأجهزة والمعينات لفئة كبار السن، وتنفيذ البرامج الداعمة لرفع جودة حياة كبار السن والمنبثقة من الاستراتيجية الوطنية لكبار السن، وتقديم الاستشارات الاسرية والاجتماعية للمسنين واسرهم، وتوفير برامج التهيئة والتأهيل للمواطنين المقبلين على المرحلة العمرية ما بعد 60 سنة ليكونوا كبار سن مستقلين ومعتمدين ذاتياً على أنفسهم، وتقديم الاستشارات الاسرية والاجتماعية للمسنين وأسرهم، وصرف المعينات والأجهزة التعويضية لفئة كبار السن، وتطبيق اختبار جودة حياة كبار السن.
ومع نهاية الجولة تساءلت المختصة برعاية المسنين عن سبب عدم وجود معارض ومؤتمرات وأنشطة تعريفية بجهود البحرين في هذا المجال، إلا أن أي ترجمة لا يمكن أن توصل مقولة "نحن نتقن العجن لكننا نفشل دائماً بالجعجعة".
حولت كلير الأخصائية بالعمل مع كبار السن زيارة المسنين ببيوتهم في مدينة نانسي الفرنسية التي تقطن بها، إلى طقس شبه يومي، في ظل ما تقول انه "الحاجة الماسة إلى كسر عزلة المسنين" في بلد سيشكل فيه عدد كبار السن نحو ثلث السكان في عام 2030، في وقت يرى علماء اجتماع وخبراء نفسيون محليون أن المجتمع الفرنسي بحاجة إلى تغيير نظرته للشيخوخة التي يمكن أن تكون مرحلة إيجابية ومشرقة من حياة الإنسان وليست بالضرورة فترة انحطاط وعجز.
إسهاب كلير بالحديث عن مبادرات مجتمعية وحكومية فرنسية عدة لإعادة إدماج المسنين بالمجتمع وتوفير احتياجاتهم الصحية والنفسية والاجتماعية والمادية، كان مترافقاً بنبرة اعتزاز تحكمت بتهدجات صوتها، إلا أن مداخلة صغيرة عن منظومة عمل حكومية وأهلية متكاملة لرعاية المسنين في مملكة صغيرة بالخليج حدت بكلير إلى توجيه سيل من الأسئلة عن البحرين التي- على حد وصف المعلمة الفرنسية المتخصصة برعاية المسنين- "ضمن هذه المعايير البحرين من دول العالم الأول".
داخل تجمع سكني يدمج بين كبار السن ومن هم أصغر سناً تبدأ رحلة كلير اليومية لزيارة المسنين، حيث تأخذهم إلى قاعة الرياضة لتمرينهم على الدراجة الهوائية والسباحة إضافة إلى تقديم دروس في الرقص وتنظيم حفلات مسائية وكل هذا في محاولة لـ "إنهاء عزلة كثير من المسنين"، بينما تجسدت خطوة البحرين المتقدمة بتنفيذ برنامج حكومي متكامل لتشجيع الأسرة على رعاية كبير السن في منزله وتقديم كل الخدمات التي تكفل عدم الحاجة للإيواء الدائم في دور الرعاية، إضافة لتسهيل طلبات الاستفادة من الأندية الاجتماعية لرعاية الوالدين ودور الرعاية الدائمة ما يجعل المسن بمنأى عن أي عزلة مجتمعية سببها تقدمه بالسن.
وتقول كلير إن عدد كبار السن في فرنسا سيقارب ثلث السكان بحلول عام 2030 وهذا يعني أن "الحاجة إلى دور العجزة ربما ستكون أكبر من الحاجة إلى المدارس وفي ذلك خطر داهم اقتصادياً واجتماعياً وربما سياسياً"، في وقت تحتفظ مملكة البحرين التي يعد مجتمعها شاباً بنحو 15 داراً لرعاية المسنين والوالدين بمواصفات متقدمة.
وتشير الإحصاءات إلى أن عدد كبار السن في فرنسا يتجاوز 22 مليون نسمة، وأن هذه الفئة تملك 57 % من إجمالي الادخار الاستثماري المحلي، وأنها تصرف 48 % من نفقات الاستهلاك في البلاد، كما ترصد الفئة ذاتها ميزانية للإجازات السنوية تتجاوز 30 % من متوسط الإنفاق على الإجازات لدى عامة الفرنسيين.
وذكرت كلير بالمعرض السنوي الذي تحتضنه العاصمة باريس تحت اسم "شيخوخة سعيدة"، ويهدف لتقديم معلومات وأفكار لفئة كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً لمساعدة أفرادها على المشاركة في الحياة العامة قبل التقاعد وبعده، إضافة إلى إلقاء الضوء على الجهود الأهلية والحكومية لإيصال المسنين الفرنسيين إلى "الشيخوخة السعيدة".
وترتفع في بلدان الاتحاد الأوروبي أعداد المسنين بشكل متزايد، في ظاهرة تعزى خصوصاً إلى ارتفاع أمد الحياة المتوقع، وفق ما أظهرت إحصاءات نشرها المكتب الأوروبي للإحصاء، فقد ارتفعت نسبة من هم فوق سن الثمانين عاماً في أوروبا من 4 % في عام 2005 إلى 5.3 % في عام 2015، أي شخص واحد من كل عشرين شخصاً، وفي فرنسا خاصة يمكن لمن بلغ الثمانين أن يأمل بالعيش 11 عاما إضافيا، لتكون فرنسا المتقدمة أوروبياً في هذا المجال.
وفي سياق الحديث عن جهود إيصال المسنين إلى شيخوخة سعيدة، فإن البحرين منذ عام 2013 بدأت عبر مكتب خدمات المسنين بتوفير بطاقة الخصومات لكبار السن، وتسهيل طلبات الاستفادة من الأندية الاجتماعية لرعاية الوالدين ودور الرعاية الدائمة وطلبات الأجهزة والمعينات لفئة كبار السن، وتنفيذ البرامج الداعمة لرفع جودة حياة كبار السن والمنبثقة من الاستراتيجية الوطنية لكبار السن، وتقديم الاستشارات الاسرية والاجتماعية للمسنين واسرهم، وتوفير برامج التهيئة والتأهيل للمواطنين المقبلين على المرحلة العمرية ما بعد 60 سنة ليكونوا كبار سن مستقلين ومعتمدين ذاتياً على أنفسهم، وتقديم الاستشارات الاسرية والاجتماعية للمسنين وأسرهم، وصرف المعينات والأجهزة التعويضية لفئة كبار السن، وتطبيق اختبار جودة حياة كبار السن.
ومع نهاية الجولة تساءلت المختصة برعاية المسنين عن سبب عدم وجود معارض ومؤتمرات وأنشطة تعريفية بجهود البحرين في هذا المجال، إلا أن أي ترجمة لا يمكن أن توصل مقولة "نحن نتقن العجن لكننا نفشل دائماً بالجعجعة".