أكدت تقارير إعلامية أن للمشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة دوراً كبيراً ومساهمة عظيمة في بناء وتطوير قوة دفاع البحرين منذ بداية تأسيس دولة البحرين الحديثة، وحتى من قبل إعلان استقلال البلاد الرسمي، بل ويعد واحداً من بين رجالات الدولة المرموقين والمميزين الذين أخذوا على عاتقهم عهد الحفاظ على هذه الأرض الطيبة، وقامت بجهودهم تشكيل أول نواة لقوة دفاع البحرين، وتعلقت في رقابهم مسؤولية حماية هذا الكيان الوليد، ويتجلى ذلك واضحاً بالنظر إلى سيرة المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة وبداية انضمامه إلى سلك العسكرية الوطنية البحرينية، والتي بدأت في الحقيقة قديماً جداً، وذلك عندما كان تأسيس قوة الدفاع في ذهن جلالة العاهل المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وشرع مع زعامات البلد وقيادتها في وضع اللبنات الأولى لها عندما كان قائدا عاما منذ البدايات الأولى لتأسيس قوة دفاع البحرين التي أطلق عليها في بداية تشكيلها "الحرس الوطني" في عام 1968.
واشارت التقارير إلى أنه واستناداً لإرث عريق من التاريخ العسكري الذي يعود إلى عام 1783م، فإن التاريخ العسكري الحديث والمعاصر لقوة الدفاع بدأ منذ أكثر من نصف قرن تقريبا، و تُعد تلك الفترة من أهم فترات تاريخ البحرين نظراً، لأنها شهدت جهود قيادات الدولة ومساعيهم الحثيثة لإعلان الاستقلال في عام 1971م، وإعداد العدة للوفاء بمتطلبات هذه المرحلة الجديدة، والتي كان يتعين على شتى قطاعات الدولة وزعاماتها الانخراط فيها لتحقيق ما كان يصبو إليه أهل هذا البلد الكرام، ومع بدء إنشاء النواة الأولى لقوة دفاع البحرين، كان المشير من بين رجالات هذه المرحلة، وشارك مع إخوانه في بناء وتجهيز الإطار المؤسسي والنظامي لجيش بحريني حديث يتولى تأمين حدود البلاد ومجابهة الطامعين بها، حيث يعود تاريخ التحاق معالي المشير بالنواة الأولى لقوة الدفاع إلى أول يناير من العام 1966، أي منذ 51 عاماً تقريباً، وواصل المشير جهوده لدعم سيرته العلمية ومساره المهني في خدمة الوطن وقيادته الرشيدة، وذلك بمواصلة الدراسة العسكرية المتخصصة، حيث التحق بالكلية الملكية الحربية "ساند هيرست" وحصل منها على بكالوريوس العلوم العسكرية في ديسمبر 1968، وذلك ليتسلح بسلاح العلم الحديث من أرقى الأكاديميات العسكرية المتخصصة في العالم، وطوال تلك الفترة التي واكبت عملية التأسيس والترتيب لوضع اللبنات الأولى لقوة دفاع البحرين، كان معالي المشير يبذل الكثير لتحقيق مزيد من الإنجاز في مسيرة خدمته للشأن العسكري الوطني الذي كان يصب في هدف أكبر وأهم، وهو خدمة البلاد وحفظ قيادتها والمشاركة في بناء درع حصين تحمي به البحرين مواردها ومقدراتها، وآنذاك، تقلد المشير عدة وظائف في وحدات قوة الدفاع، وتدرجت رتبته من مساعد لآمر جناح المجندين بمركز التدريب العسكري الملكي إلى قائد لطابور تخريج أول دفعة مجندين في فبراير 1969، ثم قائداً لسرية المشاة الأولى بكتيبة المشاة الآلية في نفس عام 1969، وقائداً لكتيبة المشاة الآلية الملكية 1 في فبراير 1970.
وأكدت التقارير أنه وفي الوقت الذي اكتسب فيه المشير الخبرة اللازمة لإدارة مجموعات الجنود، والتعمق في دراسة مفاهيم القيادة والاستراتيجية، استطاع نيل درجة الماجستير في العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان بالمملكة المتحدة في أكتوبر عام 1972، وهي الفترة التي يمكن اعتبارها بداية انطلاق قوة دفاع البحرين الحديثة، خاصة مع بدء تدشين السنوات الأولى لإعلان استقلال الدولة، التي شهدت الكثير والكثير من اللحظات الفارقة ليس فقط في عملية تطور كيان ومنظومة قوة دفاع البحرين كمؤسسة، وإنما في تطور أجهزة دولة البحرين الحديثة بأسرها، وفي سبعينيات القرن الماضي، ومع الجهود الجبارة التي قادتها القيادة الرشيدة لمتابعة مدى التقدم والتطور في بنية وتجهيزات قوة دفاع البحرين، تمكن المشير من تبوء العديد من المناصب التي أكسبته مزيدا من الخبرة والدراية بكل تفاصيل ودهاليز العمل العسكري، خاصة أنه شغل منصب رئيس هيئة الأركان منذ يناير 1974، واستمر في ذلك المنصب إلى أن عين في منصب وزير الدفاع نائبا للقائد العام في مارس 1988، وقائداً عاماً لقوة دفاع البحرين في يناير 2008، ثم إلى مشير في فبراير 2011، والملاحظ هنا تلك الفترة الطويلة التي عمل فيها معالي المشير كمحارب ومقاتل ثم كقائد عسكري، وطبيعة مناصبه ومهامه الوطنية المقدسة التي تولاها باقتدار وكفاءة، وكيف تدرج في سلك العسكرية الوطنية، وحجم ونوعية الدورات العسكرية التي اجتازها أو شارك فيها في العديد من البلدان العربية والأجنبية إلى درجة أنه يوصف باعتباره أحد رواد العسكرية البحرينية والعربية على السواء، ووتعود أهمية هذه الفترة التي تولى فيها المشير هذه المسؤوليات الجسام، إلى أنها كانت من أخصب فترات الحياة البحرينية، وأشدها خطرا في الوقت ذاته نظراً للتحديات والتهديدات التي كانت تحدق بالدولة آنذاك، وكانت بحاجة للتصدي لها وفقاً لأسس راسخة من العلم والفهم والدراية، ولتحقيق هدف وطني أسمى سعت جميع قيادات الدولة وأبناؤها البررة لوضعه على أرض الواقع، وهو إرساء الأمن ونشر الاستقرار في كل ربوع الوطن البحريني الحبيب، ولقد كانت حياة المشير حافلة بكل معاني الفخر والاعتزاز، وبدت وكأنها تعبر عن تاريخ هذا الوطن وتطور مؤسساته، سيما أن لقوة دفاع البحرين وطوال مراحل بنائها وازدهار منظومتها، مشاركاتها العديدة ومساهماتها الدائمة ليس فقط في حفظ حدود الدولة وحماية سيادتها والذود عن أهلها، مثلما تعبر عن ذلك صفحات تاريخ القوة، وإنما في الدفاع عن مقدرات دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية بأسرها وحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، ويشار إلى دور قوة دفاع البحرين في ظل قيادة المشير وبتوجيهات من القيادة الرشيدة في القيام بالمهام الوطنية المطلوبة منها، إذ شارك سلاح البحرية الملكي في حماية ناقلات النفط أثناء حرب الخليج الأولى "1980-1988"، وشاركت وحدات من القوة في حرب تحرير دولة الكويت عام 1990، وشاركت السفينة صبحا في عمليات الحرية الدائمة في بحر العرب عام 2002، وفي الدفاع عن دولة الكويت عام 2003، وفي عمليات مكافحة الإرهاب في الخليج العربي عام 2006 وحتى يومنا هذا، وفي الجهد الدولي للقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي، وفي عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل بجمهورية اليمن الشقيق منذ عام 2015.
وشددت التقارير على أنه لم يكن غريباً أن ينال المشير أرفع الأوسمة من العديد من الدول، إضافة بالطبع من مملكته الغالية البحرين، ومن بين هذه الأوسمة الوطنية والعربية والدولية: وسام أحمد الفاتح، وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وسام البحرين، وسام تقدير الخدمة العسكرية، وسام الواجب العسكري، وسام النهضة، ووسام الكفاءة، نوط تحرير دولة الكويت، وسام الدفاع الوطني من دولة الكويت، وسام تحرير دولة الكويت، وسام الاستحقاق من الولايات المتحدة الأميركية، وسام درع الجزيرة من المملكة العربية السعودية، نوط التعاون العسكري من دولة الإمارات العربية المتحدة، ونوط الشهامة، وسام الاستحقاق من المملكة الأردنية الهاشمية، وسام الاستحقاق من جمهورية مصر العربية، وسام الرافدين من الجمهورية العراقية ووسام الاتحاد الدولي للرياضة العسكرية "السيزم".