- قدم خدمات جليلة لوطنه في السلك الأمني

- ظل بشوشا مبتسما دائما لآخر لحظات عمره

- متعاون ونصوح ومحب للعمل الجماعي

- حقق إنجازات ونجاحات في العمل الأمني

- كان في غاية الأخلاق والاحترام للجميع وصاحب حكمة

..

ترجل الفارس ورحل العميد المتقاعد الشيخ خليفة بن سلطان.. فقد أفنى عمره في خدمة بلده، ثم غادر عزيزا كريما، تاركا تاريخا من العطاء وحزمة من الإنجازات التي ستسجل له وتحفظ باسم وطنه الغالي، مملكة البحرين.

رحل العميد الشيخ خليفة بن سلطان آل خليفة مدير عام مديرية شرطة المحافظة الجنوبية، سابقا، بعدما قدم خدمات جليلة لوطنه، في السلك الأمني ، وتنقل بين مواقعه الميدانية والإدارية، مشاركا ومساهما فعالا في المسيرة الأمنية وخطواتها التطويرية.

وقدم خبراته المتراكمة للجيل التالي الذي يواصل المسيرة ، حيث ظلت بصماته وأفكاره في الإدارات التي خدم بها ومن بينها الإدارة العامة للحراسات وخفر السواحل وإدارة أمن منطقة المنامة ، واضحة ومشرفة، ومعيارها خدمة الوطن والمواطن ، وهدفها ومنطلقها أمن وسلامة الوطن.

ورحل من كان قدوة في دماثة الخلق وطيب المعشر.. رحل من ظل متواصلا طيلة عمره مع أصدقائه ومعارفه والذين سيذكرونه بالخير دائما، وستظل ذكراه العطرة مصدرا للفخر والعطاء والإخلاص.

وما يقرب من نصف قرن، كانت مسيرة العميد متقاعد الشيخ خليفة بن سلطان آل خليفة، في المجال الأمني بمفهومه الشامل، فمنذ تعيينه في العام 1960 وحتى تقاعده في العام 2005 وهو يؤدي مهامه بإخلاص وتفان، أعطى الكثير طوال عمره ولم تعقه التحديات، كان مثالا يحتذى في الانضباط والإيثار والإنسانية، فاستحق أن يترحم عليه ليس فقط كل من عرفه بل كل من سمع عنه وعن عطائه.

رفيق دربه، العميد متقاعد ناصر بن محمد بن جبر المسلم، أشاد بالأخلاق الرفيعة للفقيد "كان من أصحاب الأخلاق العظيمة والمنتظمين في السلك الأمني ونجح في إثبات قدراته على مواجهة أي صعوبات كانت تعترض طريقه".

وشغل الفقيد العديد من المناصب في مراكز الشرطة والمديريات الأمنية، وكانت كفاءته في اتخاذ القرارات الصائبة، محل تقدير، يلبي نداء الواجب على مدار الساعة، حريص على التواصل مع المواطنين والمشاركة في الفعاليات الوطنية.

وحصل الفقيد على العديد من الأنواط ، منها نوط الأمن للخدمة الطويلة 25 سنة، نوط الأمن لتقدير الخدمة من الدرجة الأولى، نوط الأمن للخدمة الممتازة من الدرجة الأولى، كما حصل على وسام الشيخ عيسى من الدرجة الثالثة ووسام تقدير الخدمة العسكرية من الدرجة الأولى .

وبحسب العميد متقاعد ناصر بن محمد بن جبر المسلم، كان الفقيد "يحرص على الخروج مع الدوريات للاطلاع على العمل والاطمئنان على سير الأمور، حيث كان معروفا بإتقانه وانضباطه".

وعلى الصعيد الاجتماعي، ظل الفقيد بشوشا مبتسما دائما، حتى آخر لحظات عمره، محبا للتواصل مع الناس وتقديم المساعدة لهم، يتعامل بحكمة وعقلانية في مواجهة المشكلات. فكان ذكره الطيب بين معارفه.

من جانبها، قالت الشيخة منيرة بنت أحمد بنت سلطان آل خليفة "عملت مع المغفور له بإذن الله في مركز شرطة المنامة في فترة السبعينات وكان شخصاً متواضعاً ولم يكن مجرد مسؤول علينا بل كان يتعامل معنا كأبنائه، يساعدنا في حل القضايا، فمثل هؤلاء الأشخاص لا يعوضون، كان مخلصاً في عمله يحتوي الضباط ولم نر منه إلا كل الخير وكان صاحب رأي ومشورة ونصيحة، قمة في التواضع مع الضباط والأفراد والموظفين المدنيين".

وقال الفريق متقاعد الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة :"عرفت الفقيد عندما التحقت بسلك الأمن كمرشح ضابط ، وكان آنذاك برتبة ملازم في مركز شرطة المنامة مع العميد المرحوم علي ميرزا ، والذي عمل معه سنوات طويلة ، واكتسب منه خبره طويلة في مجال الأمن ، وكان ، رحمه الله ، يتمتع بأخلاق عاليه ، علاقاته طيبه مع كافة أفراد المجتمع. وبعد سنوات ، تولى المرحوم منصب مدير أمن المنطقة الجنوبية ، وكنت في ذلك الوقت ، قد توليت منصب وكيل وزارة الداخلية ، وأصبحت أتبادل معه الزيارات لمناقشة أمور العمل وما يتعلق بالأمن والاحتياجات الخاصة بمنطقته الأمنية ، أخلاقه كانت جداً عاليه وكان جداً متعاوناً ، حريصا لا يقصر في صغيرة أو كبيرة ، يتسم بالأخلاق الطيبة والتعامل والصرامة في نفس الوقت، الله يرحمه ويغفر له" .

وذكر اللواء متقاعد ربيعه حمد سنان الدوسري :"كان المغفور له، بإذن الله، مثالاً يحتذى به في الأخلاق والإخلاص والوطنية والمثابرة، إنسانا ذا خلق طيب واحترام، مما انعكس على التزامه بعمله الأمني وكفاءته ومواظبته على العمل، عرفته عندما انضممت إلى سلك الأمن العام، متعاوناً جداً مع زملائه ويحب مساعدتهم وتقديم النصح لهم، يحب العمل الجماعي، حقق العديد من الانجازات والنجاحات في مجال العمل الأمني من خلال تقديسه لعمله ومتابعته الحثيثة للقضايا التي تباشرها المراكز الأمنية التي عمل بها.

وقال اللواء متقاعد فاروق بن سلمان المعاودة "عملت مع المرحوم في مركز شرطة الخميس في فتره الثمانينات وكان آنذاك مسؤول قسم التحقيق ويتصف بأخلاقه العالية والإنسانية في التعامل، فهو يعتبر من العلامات المضيئة بوزارة الداخلية لأنه كان شعلة من العمل والنشاط والفاعلية، وأثبت أنه أهل لتولي منصب مدير أمن المنطقة الجنوبية ، فقد شهدت إدارته التطور والفعالية وسرعة الاستجابة ووضع، رحمه الله، العديد من البرامج وخطط العمل التي ساهمت بشكل كبير في نجاح الاستراتيجية الأمنية لوزارة الداخلية .

وبين المقدم متقاعد بدر بن سلطان الحمادي "التحق الفقيد بوزارة الداخلية مطلع الستينات من القرن الماضي وتشرفت بمعرفته عام 1982 من خلال العمل بمركز شرطة الخميس، حيث كان يطلق على هذه المنطقة الأمنية القرى الشمالية، وكانت أكبر منطقة أمنية من ناحية المساحة وعدد السكان والمدن.

وكان الفقيد برتبة رائد والرجل الثاني في المنطقة الأمنية، وقد ترقى المغفور له إلى رتبة عميد وكان أول مدير عام لأمن المنطقة الجنوبية حتى تقاعده من الخدمة، كان في غاية الأخلاق والاحترام للجميع وصاحب حكمة ومعرفة في أصول اللغة العربية والشعر النبطي والأمثال وصاحب هوايات أصيلة مثل الصيد والرحلات البحرية ورحلات البر وتربية الصقور ومعرفته في مرابط الخيل العربية التي تشتهر بها مملكة البحرين عالميا كما كان الفقيد حريصا جداً في توجيهي، حيث كنت ملازما ثانيا فكان بالنسبة لي مدرسة أمنية متكاملة ورجل من الطراز الأول الأصيل الذي تجتمع فيه كل صفات الكرم والمروءة والإنسانية .. كان ضليعا في اللغة العربية ويقارن الشعر النبطي في الفصحى، عسكريا من الطراز الأول في الضبط والربط، كانت تزيده هيبة مع الصفات الحميدة التي كان يتحلى بها، مؤمنا بقضاء الله وقدره، فوجد فينا نحن الضباط الحديثين من الشباب في تلك الأعوام مثل الأبناء له وكان لنا بمثابة الأب والقائد في العمل الأمني.