خرج المنتخب الإيطالي للمرة الثانية على التوالي من المونديال منذ الدور الأول، خروج لم يكن يتوقعه الكثير من متابعي كرة القدم خصوصا أن المتأهل من تلك المجموعة برفقة أوروجواي كان كوستاريكا والتي حققت المفاجئة وتصدرت المجموعة.وتتجمع العديد من الأسباب لتشكل خروج الأتزوري من المونديال ولكن كل تلك الأسباب تصب في النهاية عند برانديلي.1- القائمة:شهدت قائمة اللاعبين المسافرة إلى البرازيل العديد من الاختيارات الغير مفهومه والغير مبرره كان أبرزها استدعاء كاسانو على حساب واحد من جوسيبي روسي أو ديسترو، أكيلاني على حساب فلورينزي، دي تشيليو على حساب روميلو ووجود أباتي في القائمة.وبدت الاختيارات فاشلة على الورق وهو ما تم تأكيده مع بداية البطولة فرأينا غياب الظهيرين أباتي ودي تشيليو تماما عن حساسية المباريات بعد موسم هو الأسوء للثنائي مع ميلان قضوه سويا في مستشفى الفريق لتلقي العلاج معظم فترات الموسم.بينما كان كاسانو بعيدا تماما عن مستوى يدل انه لاعب كرة فيما لم يظهر أكيلاني في البطولة.2-عدم الاستقرار:لم يلعب برانديلي منذ توليه مسئولية تدريب المنتخب الإيطالي بخطه واحدة فظل يجرب كل مباراة تشكيلة وتكتيك جديد خلال التصفيات والمباريات الودية.ولم ينجح مع إيطاليا طوال مشوارها سوى طريقتين 3-5-2 والتي اعتمد عليها في التصفيات و4-3-3 والتي جربها في أخر مباراة ودية له وأثبت نجاحا هجوميا كبيرا إضافة إلى إمكانيات اللاعبين الذين تم استدعائهم إلى المونديال والتي تناسب تلك الخطة.ولكن برانديلي قرر عدم اللعب بالخطتين في أولى مبارياته وأتخذ من خطه 4-5-1 سلاحا له ولكنها لم تثبت جدارتها فعاد على 3-5-2 في المباراة الأخيرة ولكنه كان قد نسى استدعاء أظهره معه إلى البرازيل قادرة على اللعب بتلك الخطة فكان الخروج المبكر.فيما ظهر عدم التجانس في الكثير من الأحيان بين لاعبي الاتزوري بسبب التغير المتكرر لخطط اللعب ورأينا كثيرا دخول لاعبي الفريق على بعضهم البعض ومزاحمتهم لزملائهم في الكثير من الكرات.3-ابنه المدلل:يعتبر بالوتيلي هو الابن المدلل لبرانديلي فالمدرب دائما ما يعتمد على اللاعب صاحب الأداء "المزاجي" ولكن هذا المونديال كان الأمر ليكون مختلفا بدونه.نجحت خطه 4-3-3 مع برانديلي ولكنه لم يجد مكانا لبالوتيلي فيها بسبب سقوطه كثيرا إلى الخلف في ظل حاجة تلك الخطة إلى مهاجم مثل إيموبيلي خلفه أجنحه مثل تشيرشي وإنسيني.ولذلك قام برانديلي بتغير خطته وبنائها على ما يناسب ابنه المدلل بالوتيلي والذي خذله معظم الوقت "بتلكعه" في وسط الملعب وتحركاته البطيئة والمملة بعيدا عن نطاق الخطورة.فيما كانت الرعونة حاضرة لبالوتيلي أمام المرمى في العديد من الكرات التي كانت كفيلة بجعل إيطاليا متأهلة إلى الدور الثاني.وضمت قائمة الأتزوري الحالية لاعبين قادرين على لعب 4-3-3 بشكل متقن كما ذكرنا سابقا ولكنه فضل مشاركه ابنه المدلل على مصلحة الفريق.4-الإصابات:واجهت إيطاليا سيل من الإصابات طوال الموسم أثر على قائمة اللاعبين المستدعاة إلى المونديال فلاعبين مثل ستيفان الشعراوي، جوسيبي روسي وروميلو تم استبعادهم بحجه عدم الجاهزين البدنية للمباريات بسبب الإصابة.فيما استدعى برانديلي أباتي ودي تشيليو إلى المونديال رغم عوده هذا الثنائي من إصابات طويلة ومتكررة طوال الموسم أثرت على أدائهم في البطولة كثيرا فظهرا بدون فائدة على أرضية الملعب في ظل غياب البديل.وأثناء سير البطولة تعرض بوفون ودي تشيليو مرة أخرى إلى إصابة قبل مباراة انجلترا ليغيبا عنها قبل أن يتعرض دي روسي إلى إصابة أمام كوستاريكا.بل في مباراة أوروجواي تعرض فيراتي أفضل لاعب إيطالي في الملعب إلى إصابة وتم تبديله ونزول موتا.5-عدم معالجة الأخطاء:طوال مسيرة الأتزوري في التصفيات والمباريات الودية تكررت الأخطاء ولم يتعامل معها برانديلي أو يتحرك إلى تصحيحها!.عان الأتزوري في المباريات الودية كثيرا من الكرات العرضية والتي شكلت خطورة كبيرة على دفاعات إيطاليا ولكن برانديلي لم يتحرك إلى حل تلك المشكلة فكانت النتيجة الثلاثة أهداف التي سكنت شباك إيطاليا هذا المونديال كانت كلها من عرضيات لم يتعامل معها جيدا الدفاع أو تمنعها أظهره الفريق.كما كان ظاهرا للجميع مشكلة إيطاليا الهجومية في ظل وجود بالوتيلي وحيدا في الأمام وغابت عندما كان يخرج بالوتيلي ويتحول اللعب إلى 4-3-3 بوجود مهاجم صريح مثل روسي، ديسترو أو إيموبيلي مع إنسيني وتشيرشي ولكن برانديلي أصر على اللعب ببالوتيلي منتظرا نتيجة أخرى غير الفشل فلم يجد.ويضاف إلى كل تلك الأسباب التي أدت إلى خروج الاتزوري هو غياب الروح عن الفريق فإيطاليا تتمتع دائما ب"الجرينتا" والروح القتالية على الكرة ولكن ما شاهدناه في المونديال هو برود وصل إلى حد التلبد في اللعب.فحتى مع التأخر أمام كوستاريكا وأوروجواي لم تنتفض إيطاليا ولم تغضب فظهرت كالحمل الوديع غير قادرة على تحويل الكرة إلى الشباك بل وغير قادرة على الوصول إلى منطقة جزاء الخصم في ظل وقوف بالوتيلي بجانب زملائه في خط الوسط وعدم وجود حلول لبيرلو سوى التمرير إلى الأجناب أو الخلف مع الفراغ الكبير الموجود في هجوم الفريق.ويتحمل كل تلك الأسباب بشكل مباشر أو غير مباشر المدرب برانديلي الذي لم يتدخل أبدا إلى إصلاح الأخطاء ولم تظهر بصمته الفنية أو التكتيكية على الفريق طوال البطولة الحالية.وجاءت استقاله برانديلي مع نهاية المباراة دليلا على تحمله التام لتلك المسؤولية والأخطاء التي فشل في معالجتها خلال فترة توليه لتدريب الأتزوري.وفي النهاية سيبقى الأتزوري كبيرا بتاريخه وبلاعبيه ومهما مر من نكبات سيظل قادرا على العودة مرة أخرى والمنافسة على لقب أغلى الكؤوس من أجل تعليق النجمة الخامسة على قميص الفريق مع أمل جديد وأتزوري جديد في روسيا 2018.