أكدت أميرة الحسن الرئيس التنفيذي لشركة AGE أن التنمية المستدامة الحقيقية ضرروة مجتمعية لتحقيق الرؤية الاقتصادية للمجتمعات العربية وتغيير مستقبل أجيالها و"أن التكتلات الاقتصادية أصبحت تشكل ركيزة أساسية في ظل المتغيرات الدولية المعاصرة؛ التي أصبحت تفرض قيوداً ومواصفات دولية على كافة المنتجات سواء من ناحية علامات الجودة والتمايز أو من ناحية التقدير الدولي للعملات الورقية الخاصة بتلك الدول".

وذكرت أن الأمر الواقع يفرض علينا كدول عربية أن نعيد التفكير جلياً في واقع مستقبلنا الاقتصادي؛ سواء من ناحية السوق العربية المشتركة؛ أو العملة العربية الموحدة التي ستضيف أبعاداً اقتصاديةً؛ إذا ما تُرجِمَت هذه الأفكار إلى واقع عملي ملموس؛ خاصة أننا نشكل جزءاً لا يستهان به من ثروات العالم بأسره سواء في الجانب المادي أو المقدرات الطبيعية؛ أو الثروة البشرية (العقول والطاقة البشرية المنتجة).

جاء ذلك في كلمتها التي ألقتها أمام المكرمين بمناسبة تكريمها كأحد رواد الأعمال العرب، في احتفالية تكريم رواد الأعمال العرب التي أقيمت بمكتبة الإسكندرية مؤخراً، وتم خلالها تكريم فعاليات مجتمعية هامة في المجتمع العربي بأسره على هامش المؤتمر العلمي الأول في دورته العاشرة، والتي كانت بعنوان "استراتيجيات التسويق المعاصر وأثره على التنمية المستدامة".

وشدد المؤتمر على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لتوضيح الجوانب الإيجابية والسلبية لتسويق المعلومات وأثرها على الأمن القومي، مشددا على تحقيق التغيير المستهدف لاستراتيجيات التسويق المعاصر، وتشجيع وسائل التنمية البشرية وتدريب العاملين في الإدارات التسويقية، باعتبار الموارد البشرية من أهم ركائز المزيج التسويقي وتحقيقاً لأهداف الدول العربية للتنمية المستدامة 2030، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتوضيح الجوانب الإيجابية والسلبية لتسويق المعلومات وأثرها على الأمن القومي ضمن برامج التدريب.

وأضافت الحسن أن التنمية المستدامة الحقيقية النابعة من تشخيص الواقع؛ أصبحت ضرروة مجتمعية واعدة لتنمية مجتمعات العالم الثالث ومقدرات شعوبها؛ لما لها من أثر ملموس في تحقيق الرؤية الإقتصادية للمجتمعات العربية الهادفة لتغير مستقبل أجيالها، لافتة إلى أن الدول تضع خططا خمسيةً وأخرى عشريةً؛ وتنفق على تلك الخطط ميزانيات ضخمة من أجل التنمية والتطوير للبيئة المجتمعية الهادفة لتحقيق التطور والنماء الاقتصادي، مشددة أنه ينبغي علينا أن نعي ذلك جيداً وأن نكون على قدر الحدث ونسعى لتفعيل التنمية الحقيقية.

وقالت الحسن: "آن الأوان أن تجتمع الدول العربية قاطبة لا من أجل التنظير بل من أجل وضع سياساتٍ دوليةٍ منهجيةٍ تستطيع من خلالها تنمية مقدرات أجيالها؛ والحفاظُ على ثروات ومستقبل الأجيال القادمة الذي أضحى في خطر جسيم، منوهة في كلمتها إلى أن هناك دولا كثيرة دقت ناقوس الخطر؛ وعكفت على دراسةِ أوضاعها الداخلية المفتتة؛ واستعانت بخبراء؛ ووضعت خططً تنموية رائدة؛ وفي غضونَ عِقدٍ واحدٍ أصبحت تشكل دولاً ذات اقتصاد مؤثر في الاقتصاد العالمي، ومتسائلةً أين نحن العرب من تلك الدويلات التي لا تمتلك ما نمتلكه من مقدرات تجعل لنا الفخر والسيادة؟ أما آن الأوان للمارد أن يستفيق من سباته العميق، وأن يستعيدَ العرب عزهم ومجدهم التليد؟.

وخاطبت الحسن الحضرين قائلة: "إلى متى سنظل هكذا نمتلك الثروات ونقترضها من دول وكيانات تحت مسمياتٍ متباينة، لقد أصبحت اللعُبةُ باليةً؟، مؤكدة أنه ينبغي علينا ونحن نحتفل اليوم بتكريم هذه الثلة المباركة؛ أن نعي جيدًا الدور المناط بنا حيال الأمة العربية جمعاء؛ والدول التي ما زالت تعاني من الربيع العربي المشؤوم؛ ذلك الربيع الذي ساهم بدعمٍ من قوى خارجيةٍ في تدمير اقتصاد دول رصينة من ناحية؛ وفي زعزعةِ أنظمةٍ سياسية مستقرةٍ من ناحية أخرى؛ وما العراق وسوريا واليمن وليبيا عنا ببعيد".

وأشارت إلى ضرورة إعادة ضخ رؤوس الأموال إلى هذه الدول لإعادتها الى تكتل الدول العربية بدلاً من الاستثمار في الدول الأوروبية؛ التي أثبتت كل التجارب بالبرهان الدامغ فشل الاستثمارات العربية هناك، مشيرة في نهاية كلمتها إلى أنه لا يمكن لعربي وهو يتحدث في تكريم بهذا الحجم أن ينسى قضيتنا؛ أو يتناساها؛ قصداً أو سهواً؛ إنها قضية الأقصى الجريح؛ القدس الشريف؛ وإنني بدوري ومن واقع مسؤوليتي الأدبية أرفض وبصفة شخصية أيةَ محاولات مغرضة هادفة لتهويده؛ فالأقصى سيظل حراً عربياً إلى يوم يرث الله الأرض.

وأعربت الحسن عن شكرها وامتنانها للقيادة السياسية لجمهورية مصر العربية على صمودها ضد الإرهاب الآثم ومواصلة البناء والتطوير والنماء.

يذكر أن المؤتمر العلمى الأول "لاستراتيجيات التسويق المعاصر وأثره على التنمية المستدامة" شدد على تشجيع المبتكرين وتحديد آليات للاستفادة من الابتكارات وبراءات الاختراعات عن طريق تسويقها للشركات المعنية الصناعية والزراعية وغيرها واقتراح بتأسيس شركة أو منظمة تعنى بهذا الشأن، وتشجيع الباحثين على إنتاج أبحاث تطبيقية تهتم بمناهج التغيير؛ وتطبيقها وصولاً إلى ريادة الأعمال؛ وتكريم رواد الأعمال وإبراز إسهاماتهم وتجاربهم. مع ضرورة التواصل الدائم بين رجال الأعمال ورجال لصناعات المختلفة مع المراكز البحثية وعرض مشكلاتهم وإبراز دور الحضانات التكنولوجية للأبحاث التطبيقية مع السماح للباحثين بممارسة تجاربهم داخل المصانع.

وأوصى المؤتمر أيضا بالاهتمام بوسائل الإعلام والتسويق الإلكترونى وتدريب الكوادر التسويقية على حسن استغلال هذه الوسائل باعتبارها مستقبل التسويق والاستثمار على المستوى العربىيوالدولي، وتشكيل لجان دائمة تتابع تحقيق توصيات المؤتمر وتنشر النتائج المتحققة منه وتقيم تراكم الخبرات المستمر وتنقلها للاصدارات المتتالية منه لتحقيق التغيير المستهدف لاستراتيجيات التسويق المعاصر.

وشدد المؤتمر على تكرار دورات انعقاد المؤتمر فى الدول العربية المختلفة، على أن تبدأ من دولة البحرين كونها من الدول ذات الاقتصاديات الواعدة وبوابة مهمة على أعتاب دول مجلس التعاون الخليجي وتتمتع بعلاقات جيدة ومتينة مع دول الشرق الأوسط؛ خاصةً مصر؛ على أن تشتمل كافة الإصدارات التالية من المؤتمر على معارض تسويقية متميزة؛ وأن تشتمل على ورش عمل بين المستثمرين من البلاد العربية لإبراز الفرص التسويقية المتميزة التى تتمتع بها كل دولة وأن تكون هذه الإصدارات المتتالية من المؤتمر فرصة لتحقيق التكامل وجذب الاستثمارات وتغطية الاحتياجات المختلفة وتسويق المنتجات المتميزة بين الدول العربية المختلفة.