الكويت - هدى هنداوي

الدشداشة الكويتية ليست رمزاً للهوية فقط، بل أيضاً تستخدم بشكل عرفي، كإعلان عن بدء وانتهاء فصول السنة، فمن المتعارف عليه أن دشداشة الصيف تتميز بتدرجات اللون الأبيض والبيج والسكري.

فما إن يبدأ الرجال بتغيير دشداشتهم إلى ألوان "أغمق"، كتدرجات الرمادي والبني والكحلي وغيرها، حتى يبدأ الإعلان عن بداية فصل الشتاء، خاصة إذا بدأ مسؤولو الدولة بارتدائها.

ومنذ فترة، بدأت تغييرات تطرأ على الدشداشة الكويتية، التي هي بالأصل ثوب من قماش واحد طويلة بأكمام طويلة وزرائر بسيطة في ياقتها، لتبدأ قبل سنوات هبّة ارتداء "قميص" بلون آخر اسفل الدشداشة، بحيث يظهر القميص من أسفل أكمام الدشداشة، خاصة في فصل الشتاء، ثم إدخال بعض الإكسسوارات عليها، خاصة "البزمة" عوضاً عن الأزرار العادية للدشداشة.

أقمشة مبتكرة لكن مع تطور الموضة، بدأت الدشداشة تتغير، بل قاربت فقدان هويتها وبساطتها، فبدأ الخياطون "المودرن" يدخلون عليها تغييرات كاستبدال الأزرار بـ"السحاب"، وإدخال أقمشة مبتكرة في خياطتها، واستبدال الدشداشة البسيطة ذات اللون الواحد بدشداشة تدخل في خياطتها أقمشة وألوان عدة.

ولا يقتصر هذا التدخل الحديث على الدشداشة المحلية فقط، بل كان عاماً في أغلب دول الخليج، فبدأت محال الخياطة تتطور وتتفنن بتدرجات ألوان الخامات وتركيب بعضها مع بعض.

دول الخليج انتبهت باكراً لما قد تسببه هذه التدخلات بالفاشن على الدشداشة كأحد رموز الهوية الوطنية، فبعد أن كانت الدشداشة إحدى السبل لمعرفة هوية الشخص وجنسيته من بين دول الخليج الست، كون كل منها تتميز بثوب خاص للرجال، يختلف عن الدشاديش في الدول الأخرى، أصبحت جميعها متشابهة اليوم، مع الإضافات الدخيلة عليها، لتفقد مع هذا التطور مكانتها كجزء من الهوية الوطنية.

ويبقى اللباس في نظر الباحثين والمتخصّصين إحدى أقوى الأدوات التعبيرية في شخصية الإنسان ومكبوتاته، ويضيفون أن "من يلبس بحريته يكون أقل اضطراباً من غيره وأكثر راحة ومردودية في إنتاجه وعمله".