أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن الخميس رفض أنقرة التدخلات الخارجية الهادف لـ«تقويض أمن المجتمع الإيراني» حسب قوله، مشيراً إلى أهمية «الأمن والاستقرار والسلام في إيران بالنسبة لتركيا». والأهم قوله «إذا كانت هناك أطراف من الخارج تريد إحداث فوضى في إيران، فإنه ينبغي لنا التذكير بأن ذلك سوف ينقلب عليها». ورغم اقتضاب الاقتباسات من تصريحه، إلاَّ أنها تعني لنا الكثير مما يمكن الوقوف عنده بالتفنيد والتحليل، وتدعونا بدايةً للبحث عن الأمن الذي يتحدث عنه في المجتمع الإيراني، والتفكر ملياً إذا ما كانت عدوى التندر الإيرانية قد وصلت إلى تركيا، أو أن الأبصار التركية أعميت عن معاناة الإيرانيين والانتهاك المزمن لحقوقهم.
على أية حال.. فإن ثمة ما يهمنا خليجياً من هذه التصريحات أيضاً، وكما يقال تعرف صاحبك في الأزمات، فإن ما يحدث في إيران أفضى إلى انكشاف المصالح التركية الإيرانية والتسليم بتقارب مشروعيهما في المنطقة. قد لا يمكننا القول باتفاقات واضحة المعالم بالقلم والمسطرة بين الطرفين لتحديد «لنا هذا ولكم هذا»، ولكنه سعي مشترك ومتنافس نحو الهيمنة، وسقوط النظام الإيراني أو التلويح به، أو حتى «قرص اذنه» من قبل الشعب، سيشجع الأتراك على تجربة مماثلة تسقط نظام أردوغان، ما يجبر النظام التركي على رفض ما يجري هناك.
نعود إلى الارتباط الأكبر بين الموقف التركي من ثورة الشعب الإيراني وعلاقته بدول الخليج العربية، فعلينا الأخذ بالاعتبار مواجهة تركيا لدول الخليج وعدائها الأخير على خلفية إعادة الشيخ عبدالله بن زايد لتغريدة استفزت أردوغان وهزت أركانه، وما تبعها من انكشاف المشروع التركي «العثمنة الجديدة» بما لا يدع مجالاً للإنكار والنفي. كل هذه العوامل جعلت من تركيا خصماً لدول الخليج العربية، ولتبني الاتهام الإيراني بشأن تورط السعودية ودول خليجية أخرى في انتفاضة الشعب الإيراني التي حركها الجوع والفقر والطغيان. والتذكير الذي أورده قالن في تصريحه بأن «ذلك سوف ينقلب عليها» مشيراً للدول الخارجية، إنما هو تهديد صريح توجهه تركيا للخليجيين. فهل ستدعم تركيا النظام الإيراني وتستهدف دول الخليج في أمنها بصيغ أكثر إعلاناً من ذي قبل عبر المواجهة الأمنية ومكاشفة العداء؟!
اختلاج النبض:
ربما تدرك أنقرة أن الضربة التي لا تحطم تقوّي، وما يجري في شوارع طهران قد يكون جرعة منشطة لنظام الملالي، فقررت ببراغماتيتها أن تصطف مع الأقوى، فلا فائدة لها من الاحتكاك أو التشفي في طهران.
على أية حال.. فإن ثمة ما يهمنا خليجياً من هذه التصريحات أيضاً، وكما يقال تعرف صاحبك في الأزمات، فإن ما يحدث في إيران أفضى إلى انكشاف المصالح التركية الإيرانية والتسليم بتقارب مشروعيهما في المنطقة. قد لا يمكننا القول باتفاقات واضحة المعالم بالقلم والمسطرة بين الطرفين لتحديد «لنا هذا ولكم هذا»، ولكنه سعي مشترك ومتنافس نحو الهيمنة، وسقوط النظام الإيراني أو التلويح به، أو حتى «قرص اذنه» من قبل الشعب، سيشجع الأتراك على تجربة مماثلة تسقط نظام أردوغان، ما يجبر النظام التركي على رفض ما يجري هناك.
نعود إلى الارتباط الأكبر بين الموقف التركي من ثورة الشعب الإيراني وعلاقته بدول الخليج العربية، فعلينا الأخذ بالاعتبار مواجهة تركيا لدول الخليج وعدائها الأخير على خلفية إعادة الشيخ عبدالله بن زايد لتغريدة استفزت أردوغان وهزت أركانه، وما تبعها من انكشاف المشروع التركي «العثمنة الجديدة» بما لا يدع مجالاً للإنكار والنفي. كل هذه العوامل جعلت من تركيا خصماً لدول الخليج العربية، ولتبني الاتهام الإيراني بشأن تورط السعودية ودول خليجية أخرى في انتفاضة الشعب الإيراني التي حركها الجوع والفقر والطغيان. والتذكير الذي أورده قالن في تصريحه بأن «ذلك سوف ينقلب عليها» مشيراً للدول الخارجية، إنما هو تهديد صريح توجهه تركيا للخليجيين. فهل ستدعم تركيا النظام الإيراني وتستهدف دول الخليج في أمنها بصيغ أكثر إعلاناً من ذي قبل عبر المواجهة الأمنية ومكاشفة العداء؟!
اختلاج النبض:
ربما تدرك أنقرة أن الضربة التي لا تحطم تقوّي، وما يجري في شوارع طهران قد يكون جرعة منشطة لنظام الملالي، فقررت ببراغماتيتها أن تصطف مع الأقوى، فلا فائدة لها من الاحتكاك أو التشفي في طهران.