كل المسؤولين الإيرانيين، كباراً وصغاراً، وكل «مندوبيهم» في الخارج وعلى رأسهم أمين عام «حزب إيران في لبنان» حسن نصر الله، قالوا وأكدوا وحلفوا بأغلظ الأيمان أن السلطات الإيرانية تمكنت من السيطرة على الأوضاع الطارئة في إيران وأنهت الاحتجاجات في كل المناطق وأن الأمور عادت إلى ما كانت عليه قبل عشرة أيام وكأن شيئاً لم يكن. الشيء نفسه قاله كل الذين قامت الفضائيات «السوسة» باستضافتهم خلال الأيام القليلة الماضية وقاله المحللون السياسيون الممولون من إيران، وصار يردده أيضاً كل المهووسين بالنظام الحاكم هناك، لذا صار لزاماً السؤال عما إذا كانت المظاهرات التي لا تزال مستمرة في مختلف المناطق في إيران ويتم نقلها عبر مختلف الوسائل حقيقة أم خيالاً؟
كلهم قالوا إن ما حدث كان طارئاً وتم احتواؤه وأن الأحوال عادت إلى طبيعتها، أي أن كل ما يتم تصويره ونقله والحديث عنه كذب محض! هذا ما يعبر عنه أهل الخليج العربي بـ «الفزعة»، حيث توافق كل المعنيين بإيران على قول واحد يحقق هدفاً واحداً، يقولونه ويؤكدون صحته رغم علمهم وتيقنهم بزيفه، فهناك ما يستدعي القيام بهذا، ولا بأس من بعض الكذب الذي يمكن ممارسته ويمكن محو الذنوب الناتجة عن ذلك بفتوى صغيرة تصدر عن خامنئي.
كانت وكالة «مهر» الإيرانيّة قد أعلنت الخميس الماضي أنّ وزارة الاتصالات رَفعت الحَجب عن تَطبيق بَعض وسائِل التواصل الاجتماعي، وخاصة «انستغرام»، وهو ما اعتبره أولئك دليلاً على تراجع حدة الاحتجاجات وعَودة الهُدوء إلى معظم أنحاء البلاد، بل كلها، وانتهاء الاحتجاجات.
لكن، هل ما قاله كل هؤلاء عن انتهاء الاحتجاجات والمظاهرات يعني أنها انتهت بالفعل؟ وهل يمكن اعتبار رفع الحجب عن بعض وسائل التواصل الاجتماعي دليلا على ذلك؟ الأمر يبدو وكأنهم يريدون تفريح حكام إيران والشد من أزرهم، وإلا فإن الواقع يؤكد أن كل هذا الذي يقولونه غير صحيح، حيث المظاهرات مستمرة، والاحتجاجات لا تتوقف، والوضع في مختلف المناطق يغلي، ولو أن الأمر كان مخالفاً لهذا فما الذي يدفع الحكومة إلى تسيير مظاهرات مؤيدة للنظام يومياً؟
ما غفل عنه أولئك، وربما الحكومة الإيرانية أيضاً، هو أن انتفاضة انتظرها المواطنون الإيرانيون أربعين سنة وتم التحضير لها جيداً من قبل المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج لا يمكن القضاء عليها بهذه السهولة ولا الحديث عنها بهذه السذاجة، فهذه انتفاضة شعبية وليست مجرد احتجاج ينتهي في حينه. وعلى افتراض أن الأمور هدأت قليلاً، كما صارت تروج تلك الفضائيات، فإنها لا تعني أبداً أنها انتهت، والقصة ليست كما تقول الحكومة الإيرانية من فعل مخدوعين أو مجرمين.
نعم، الجميع يلاحظ أن المظاهرات التي خرجت في الأيام الأولى للانتفاضة قلت أعدادها وأعداد المشاركين فيها، لكن هذا لا يعني أن الحكومة الإيرانية تمكنت منها وقضت على أحلام الشعب الإيراني الساعي إلى تغيير النظام، فهذا الذي بدأ لا يمكن أن ينتهي إلا بتحقق الأهداف التي أعلن الشعب الإيراني أنه يسعى إلى تحقيقها، وكل ما قامت به السلطات هناك لا يمكن أن يجعل الشعب يتراجع أو يتوقف، فعندما يكون الشعب مظلوماً وتفجر السلطة في خصومتها له ويشعر أنه صار «سقط متاع» فإن حراكه لا يمكن أن يتوقف ولا يكون أمامه غير مواصلة ما بدأ مهما كلفه ذلك.
حتى لو هدأت الأوضاع في إيران تماماً وتم الإعلان رسمياً عن انتهاء الاحتجاجات فإن أحداً لا يمكن أن يقول بأن الحكومة الإيرانية تمكنت من خنق الانتفاضة، فالنهاية ليست هكذا.
كلهم قالوا إن ما حدث كان طارئاً وتم احتواؤه وأن الأحوال عادت إلى طبيعتها، أي أن كل ما يتم تصويره ونقله والحديث عنه كذب محض! هذا ما يعبر عنه أهل الخليج العربي بـ «الفزعة»، حيث توافق كل المعنيين بإيران على قول واحد يحقق هدفاً واحداً، يقولونه ويؤكدون صحته رغم علمهم وتيقنهم بزيفه، فهناك ما يستدعي القيام بهذا، ولا بأس من بعض الكذب الذي يمكن ممارسته ويمكن محو الذنوب الناتجة عن ذلك بفتوى صغيرة تصدر عن خامنئي.
كانت وكالة «مهر» الإيرانيّة قد أعلنت الخميس الماضي أنّ وزارة الاتصالات رَفعت الحَجب عن تَطبيق بَعض وسائِل التواصل الاجتماعي، وخاصة «انستغرام»، وهو ما اعتبره أولئك دليلاً على تراجع حدة الاحتجاجات وعَودة الهُدوء إلى معظم أنحاء البلاد، بل كلها، وانتهاء الاحتجاجات.
لكن، هل ما قاله كل هؤلاء عن انتهاء الاحتجاجات والمظاهرات يعني أنها انتهت بالفعل؟ وهل يمكن اعتبار رفع الحجب عن بعض وسائل التواصل الاجتماعي دليلا على ذلك؟ الأمر يبدو وكأنهم يريدون تفريح حكام إيران والشد من أزرهم، وإلا فإن الواقع يؤكد أن كل هذا الذي يقولونه غير صحيح، حيث المظاهرات مستمرة، والاحتجاجات لا تتوقف، والوضع في مختلف المناطق يغلي، ولو أن الأمر كان مخالفاً لهذا فما الذي يدفع الحكومة إلى تسيير مظاهرات مؤيدة للنظام يومياً؟
ما غفل عنه أولئك، وربما الحكومة الإيرانية أيضاً، هو أن انتفاضة انتظرها المواطنون الإيرانيون أربعين سنة وتم التحضير لها جيداً من قبل المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج لا يمكن القضاء عليها بهذه السهولة ولا الحديث عنها بهذه السذاجة، فهذه انتفاضة شعبية وليست مجرد احتجاج ينتهي في حينه. وعلى افتراض أن الأمور هدأت قليلاً، كما صارت تروج تلك الفضائيات، فإنها لا تعني أبداً أنها انتهت، والقصة ليست كما تقول الحكومة الإيرانية من فعل مخدوعين أو مجرمين.
نعم، الجميع يلاحظ أن المظاهرات التي خرجت في الأيام الأولى للانتفاضة قلت أعدادها وأعداد المشاركين فيها، لكن هذا لا يعني أن الحكومة الإيرانية تمكنت منها وقضت على أحلام الشعب الإيراني الساعي إلى تغيير النظام، فهذا الذي بدأ لا يمكن أن ينتهي إلا بتحقق الأهداف التي أعلن الشعب الإيراني أنه يسعى إلى تحقيقها، وكل ما قامت به السلطات هناك لا يمكن أن يجعل الشعب يتراجع أو يتوقف، فعندما يكون الشعب مظلوماً وتفجر السلطة في خصومتها له ويشعر أنه صار «سقط متاع» فإن حراكه لا يمكن أن يتوقف ولا يكون أمامه غير مواصلة ما بدأ مهما كلفه ذلك.
حتى لو هدأت الأوضاع في إيران تماماً وتم الإعلان رسمياً عن انتهاء الاحتجاجات فإن أحداً لا يمكن أن يقول بأن الحكومة الإيرانية تمكنت من خنق الانتفاضة، فالنهاية ليست هكذا.