أكد مسؤول اميركي الجمعة ان طائرات من دون طيار اميركية تحلق فوق بغداد لحماية القوات الاميركية والدبلوماسيين الاميركيين، في وقت اطلقت القوات العراقية عملية واسعة لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت من المسلحين.وقبل ايام قليلة من الجلسة الاولى للبرلمان الجديد، دعت المرجعية الشيعية الكتل السياسية الى التوافق حول الرئاسات الثلاث، محذرة من تبني فكرة تقسيم العراق، بينما اكد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ان سيطرة الاكراد على كركوك امر نهائي.وفي جدة، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي ارسلت بلاده مستشارين عسكريين الى العراق للمساعدة في وقت زحف المسلحين، ان بامكان المعارضة السورية المعتدلة ان تلعب دورا في صد هذا الهجوم الذي يقوده تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام".ويشن مسلحو هذا التنظيم الجهادي الناشط في العراق وسوريا الى جانب مسلحي تنظيمات سنية متطرفة اخرى هجوما منذ اكثر من اسبوعين سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه تشمل مدنا رئيسية بينها تكريت والموصل.واكد تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" اقوى التنظيمات الاسلامية التي تقاتل في العراق وسوريا عن نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف اللتين تضمان مراقد شيعية.وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى في واشنطن ان "بضع" طائرات من دون طيار اميركية تحلق فوق بغداد لحماية القوات الاميركية والدبلوماسيين الاميركيين، موضحا "بدأنا ذلك خلال الساعات ال48 الماضية".وتأتي تلك الخطوة بعدما نشرت الولايات المتحدة 180 من قواتها كمستشارين عسكريين في الايام الاخيرة لمساعدة القوات العراقية على وقف تقدم المسلحين.عراقيا قال مسؤول عسكري بارز لوكالة فرانس برس الجمعة ان "قوات طيران الجيش تنفذ عمليات قصف مكثف تستهدف المسلحين في مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) بهدف حماية القوات التي تسيطر على جامعة تكريت"، مضيفا ان "قوات اخرى تنتشر حول مدينة تكريت استعدادا لتنفيذ عملية كبيرة ضد الارهابيين المتواجدين فيها".واكد المسؤول العسكري ان "تحقيق التقدم في مدينة تكريت يؤمن الطريق لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد) اضافة الى السيطرة على الارض في اتجاه محافظة ديالى" في الشرق، مشيرا الى ان "القوات الحكومية تساعد وتسهل خروج العائلات من اهالي مدينة تكريت التي تعتبر ساحة معركة حاليا".وكانت القوات العراقية تمكنت الخميس من السيطرة على جامعة تكريت الواقعة في شمال المدينة بعد عملية انزال قامت بها قوات خاصة اعقبتها اشتباكات، بحسب ما افادت مصادر مسؤولة.في موازاة ذلك، قال رئيس الوزراء نوري المالكي لدى زيارته قيادة عمليات بغداد بحسب ما جاء في بيان رسمي تلقت فرانس برس نسخة منه الجمعة "بغداد امنة ولا يمكن ان تتعرض لاهتزاز"، مضيفا "لن يستطيعوا ان يحدثوا شيئا في بغداد".وقبل ايام من اول جلسة للبرلمان الجديد الثلاثاء، دعا المرجع الشيعي الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني الكتل السياسية العراقية في مجلس النواب الى التوافق على الرئاسات الثلاث والالتزام بالتوقيتات الدستورية، مطالبا بالابتعاد عن فكرة تقسيم البلاد كحل للازمة.وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء "بعد صدور المرسوم من رئاسة الجمهورية الذي دعا اعضاء مجلس النواب الى عقد الجلسة الاولى، المطلوب من الكتل السياسية الاتفاق على الرئاسات الثلاث خلال الايام المتبقية من ذلك التاريخ رعاية للتوقيتات الدستورية".واعتبر ان التوافق على الرئاسة الثلاث "مدخل للحل السياسي الذي ينشده الجميع".ويستعد مجلس النواب المنتخب للانعقاد للمرة الاولى يوم الثلاثاء المقبل في الاول من تموز/يوليو.وينص الدستور على ان يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال ثلاثين يوما من تاريخ اول انعقاد للمجلس، على ان يكلف الرئيس الجديد مرشح الكتلة النيابية الاكثر عددا بتشكيل الحكومة خلال خمسة عشر يوما من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية، ويتولى رئيس مجلس الوزراء المكلف تسمية اعضاء وزارته خلال مدة اقصاها ثلاثون يوما من تاريخ التكليف.ويتعرض المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 ويسعى لولاية ثالثة الى انتقادات داخلية وخارجية خصوصا حيال استراتيجيته الامنية، ويواجه كذلك اتهامات بتهميش السنة واحتكار الحكم.ويطالب خصومه السياسيون كتلة "التحالف الوطني" اكبر تحالف للاحزاب الشيعية بترشيح سياسي اخر لرئاسة الوزراء، فيما يصر هو على أحقيته في تشكيل الحكومة على اعتبار ان لائحته فازت باكبر عدد من مقاعد البرلمان في انتخابات نيسان/ابريل (92 مقعدا).وفي وقت تبدو البلاد منقسمة بين مناطق تخضع لسلطة الحكومة المركزية، واخرى لسلطة مسلحين، ومناطق لسيطرة الاكراد بحكم السلطة الذاتية، قال عبد المهدي الكربلائي انه "لا ينبغي ان يفكر البعض بالتقسيم حلا للازمة الراهنة بل الحل الذي يحفظ وحدة العراق وحقوق جميع مكوناته وفق الدستور موجود ويمكن التوافق".وتابع "يجب ان يكون لدينا وعي ان المسالة ليست بابعادها البعيدة" عبارة عن "تنظيم ارهابي يهدد العراق. هذه امور خطط لها وهناك مخطط يهدف الى تفكيك البلد وتقسيمه".وبعد يوم من زيارته مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) المتنازع عليها للمرة الاولى منذ سيطرة الاكراد عليها، اكد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني ان هذه السيطرة باتت امرا نهائيا.وقال بارزاني في مؤتمر صحافي مشترك الجمعة مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في اربيل "لقد صبرنا عشر سنوات مع الحكومة الاتحادية لحل مشاكل هذه المناطق وفق المادة 140 ولكن دون جدوى".واضاف "كانت في هذه المناطق قوات عراقية وحدث فراغ امني وتوجهت قوات البشمركة لملء هذا الفراغ، والان انجزت هذه المادة ولم يبق لها وجود".وتنص المادة 140 من الدستور على اجراء استفتاء في المناطق المتنازع عليها بين اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي والحكومة المركزية في بغداد وخصوصا كركوك الغنية بالنفط والتي تمثل اساس هذا النزاع.في هذا الوقت، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في جدة عقب لقائه رئيس الاتتلاف السوري المعارض احمد الجربا ان "المعارضة السورية المعتدلة (...) بامكانها لعب دور مهم في صد الدولة الاسلامية في العراق والشام ليس فقط في سوريا وانما في العراق ايضا".وتابع ان "الجربا يمثل قبيلة تنتشر في العراق وهو يعرف اشخاصا هناك كما ان وجهة نظره وكذلك وجهة نظر المعارضة المعتدلة ستكون مهمة للغاية للمضي قدما" مؤكدا "اننا في لحظة تكثيف الجهود مع المعارضة".من جهته، دعا الجربا الى تقديم "مساعدة اكبر" من الولايات المتحدة للمتمردين السوريين، كما طالب "واشنطن والقوى الاقليمية ببذل جهود قصوى لمعالجة الوضع في العراق".