خلال الحرب العالمية الأولى كانت إيران تربة خصبة للدعاية الألمانية، وقد اتخذ الألمان من الدعوة الدينية سلاحاً لهم، لدرجة أن دعايتهم وصلت إلى مرحلة أن قيصر ألمانيا فيلهلم الثاني المعروف عند العرب باسم غليوم، قد أسلم الآن ويدافع عن مصالح المسلمين ضد الحلفاء الكفار! فصار المسلمون في إيران يسمونه «حجي غليوم» والحقيقة أن دعاية إسلامه ودفاعه عن المسلمين تجاوزت إيران ووصلت إلى تركيا.
أما أشهر الذين اشتغلوا بالدعاية الألمانية في إيران فكان القنصل الألماني في بوشهر وهو شخص ذكي وجريء جداً اسمه «فاسموس»، لما نشبت الحرب أقنع الأهالي الإيرانيين بقتل القناصل الإنجليز ومستشاريهم في كل مكان «لأنهم أعداء الإسلام»، وكان عنده لاسلكي يقول للناس عنه أنه ينقل له أخبار السماء، ويقول لهم أيضاً إن «حجي غليوم» يعدكم بالجنة إذا بقيتم صامدين تجاهدون الكفار الإنجليز، وهكذا بات غليوم يدخل الجنة، وفاسموس صار وكيل الحجي يخطب بالناس ويوزع وعوده عليهم.
الطريف أن فاسموس استطاع إقناع أحد تجار شيراز الأثرياء أن يكون عميلاً لألمانيا وفي يوم أبلغه أن الحجي غليوم «القيصر» يريد الاتصال به مباشرة من برلين، وليحبك عملية الاحتيال بشكل جيد جلس في غرفة التلغراف الخاصة به وطلب من معاونيه إدخال التاجر الشيرازي عليه وبدأ يقرقع بآلة التلغراف مرات عدة وبلحظة قال للتاجر: القيصر الآن موجود بمحطة اللاسلكي ويتوجب عليك الآن أن تخر إلى الأرض وتقبلها ثلاثاً، وقد فعل التاجر خضوعاً واحتراماً للقيصر الحاج! بعدها عاد فاسموس للقرقعة بالآلة من جديد وقال له: الآن القيصر يسلم عليك ويسأل عن صحتك، فلم يكن من التاجر إلا أن تبرع بعشرة آلاف باون على الفور، فقال له فاسموس لقد قبل القيصر هديتك ووعد بأن يرسل لك صورته باللاسلكي، وفعلاً بعد يومين وصلت التاجر صورة القيصر «حجي غليوم»، بقي التاجر مفتخراً بهذا الحدث وصورة القيصر ولم يكتشف الحيلة إلا عندما وصل القائد الإنجليزي سايكس هو وقواته إلى شيراز ولم يعد للألمان وجود، عندها جاء التاجر للقائد الانجليزي يشكو له الحال واحتيال الألمان مؤنباً نفسه بقوله: «آنا آكل خـ......».
لم تتغير إيران كثيراً من الناحية الاجتماعية بعد ستين سنة مرت عليها عقب أحداث الحرب العالمية الأولى فقد بقيت تربة خصبة للدعاية التي تستخدم الدعوة الدينية سلاحاً لها، وبسببها نجح الملالي في تحريك المجتمع ليثور على الشاه ويأتي بالطبقة الدينية حاكمة على إيران مؤسسة لنظام الولي الفقيه، وقد تمكنت هذه الطبقة من ابتزاز الناس وإفقارهم باسم الدين على مدى أربعة عقود كاملة، وكما رفع الألمان شعار غليوم المسلم المدافع عن حقوق المسلمين ضد الحلفاء الكفار، رفع الملالي الشعار الديني نفسه «إيران جمهورية إسلامية، الجهاد لتحرير القدس، تسقط أمريكا، الموت لإسرائيل» وغيرها من الشعارات الكاذبة.
لا نعرف ما ستؤول إليه المظاهرات الإيرانية، لكن ما نعرفه بالتأكيد أن الدعاية الدينية التي استخدمها الملالي لم تعد صالحة للاستهلاك وأن الهالة القدسية التي أضفتها على الملالي قد زالت عندما تجرأ الإيرانيون على الولي الفقيه، مكتشفين حيلة «فاسموس» لكن بعد أن خرب بلدهم وجعل منهم عدواً لمحيطه وبعض دول العالم.
أما أشهر الذين اشتغلوا بالدعاية الألمانية في إيران فكان القنصل الألماني في بوشهر وهو شخص ذكي وجريء جداً اسمه «فاسموس»، لما نشبت الحرب أقنع الأهالي الإيرانيين بقتل القناصل الإنجليز ومستشاريهم في كل مكان «لأنهم أعداء الإسلام»، وكان عنده لاسلكي يقول للناس عنه أنه ينقل له أخبار السماء، ويقول لهم أيضاً إن «حجي غليوم» يعدكم بالجنة إذا بقيتم صامدين تجاهدون الكفار الإنجليز، وهكذا بات غليوم يدخل الجنة، وفاسموس صار وكيل الحجي يخطب بالناس ويوزع وعوده عليهم.
الطريف أن فاسموس استطاع إقناع أحد تجار شيراز الأثرياء أن يكون عميلاً لألمانيا وفي يوم أبلغه أن الحجي غليوم «القيصر» يريد الاتصال به مباشرة من برلين، وليحبك عملية الاحتيال بشكل جيد جلس في غرفة التلغراف الخاصة به وطلب من معاونيه إدخال التاجر الشيرازي عليه وبدأ يقرقع بآلة التلغراف مرات عدة وبلحظة قال للتاجر: القيصر الآن موجود بمحطة اللاسلكي ويتوجب عليك الآن أن تخر إلى الأرض وتقبلها ثلاثاً، وقد فعل التاجر خضوعاً واحتراماً للقيصر الحاج! بعدها عاد فاسموس للقرقعة بالآلة من جديد وقال له: الآن القيصر يسلم عليك ويسأل عن صحتك، فلم يكن من التاجر إلا أن تبرع بعشرة آلاف باون على الفور، فقال له فاسموس لقد قبل القيصر هديتك ووعد بأن يرسل لك صورته باللاسلكي، وفعلاً بعد يومين وصلت التاجر صورة القيصر «حجي غليوم»، بقي التاجر مفتخراً بهذا الحدث وصورة القيصر ولم يكتشف الحيلة إلا عندما وصل القائد الإنجليزي سايكس هو وقواته إلى شيراز ولم يعد للألمان وجود، عندها جاء التاجر للقائد الانجليزي يشكو له الحال واحتيال الألمان مؤنباً نفسه بقوله: «آنا آكل خـ......».
لم تتغير إيران كثيراً من الناحية الاجتماعية بعد ستين سنة مرت عليها عقب أحداث الحرب العالمية الأولى فقد بقيت تربة خصبة للدعاية التي تستخدم الدعوة الدينية سلاحاً لها، وبسببها نجح الملالي في تحريك المجتمع ليثور على الشاه ويأتي بالطبقة الدينية حاكمة على إيران مؤسسة لنظام الولي الفقيه، وقد تمكنت هذه الطبقة من ابتزاز الناس وإفقارهم باسم الدين على مدى أربعة عقود كاملة، وكما رفع الألمان شعار غليوم المسلم المدافع عن حقوق المسلمين ضد الحلفاء الكفار، رفع الملالي الشعار الديني نفسه «إيران جمهورية إسلامية، الجهاد لتحرير القدس، تسقط أمريكا، الموت لإسرائيل» وغيرها من الشعارات الكاذبة.
لا نعرف ما ستؤول إليه المظاهرات الإيرانية، لكن ما نعرفه بالتأكيد أن الدعاية الدينية التي استخدمها الملالي لم تعد صالحة للاستهلاك وأن الهالة القدسية التي أضفتها على الملالي قد زالت عندما تجرأ الإيرانيون على الولي الفقيه، مكتشفين حيلة «فاسموس» لكن بعد أن خرب بلدهم وجعل منهم عدواً لمحيطه وبعض دول العالم.