الجزائر - عبدالسلام سكية، وكالات
احتفل الجزائريون، الجمعة، برأس السنة الأمازيغية 2968، وأخذت الاحتفالية طابعا شعبيا ورسميا، خاصة بعد قرار الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تحديد تاريخ "12 يناير" عيدا وطنيا مدفوع الأجر، يضاف إلى مجموعة الأعياد والوطنية والدينية، ويتبادل الجزائريون التهنئة بهذا العيد بالعبارة الأمازيغية "أسقاس أمقاس"، وتعني "عيد سعيد".
ويحتفل الجزائريين بعيد يناير، تأريخا بأسطورة "انتصار الملك البربري شيشناق، على الملك الفرعوني رمسيس الثاني"، وتأتي الاحتفالية هذه السنة مغايرة لما سبقتها، خاصة بعد ترسيم الأمازيغية لغة رسمية وطنية في دستور البلاد، ثم اعتماد يوم 12 يناير عيدا وطنيا، وبداية استصدار عدد من الدوائر الحكومية لوثائقها الرسمية باللغة الأمازيغية، وكان أولها بيان لوزارة الداخلية يخص فتح باب التسجيل لموسم الحج.
ولتكريس الاحتفال، خصصت وزارة التربية الجزائرية، أمسية الخميس، درسا نموذجا موحدا في جميع الأطوار التعليمية، وأوضحت الوزارة ان "الدرس يستهدف غرس روح الهوية الوطنية لدى المتعلم، وتعريف المتعلم بالمظاهر المتعددة للثقافة الجزائرية، وحث المتعلم على حب الأرض واحترام البيئة، وتنمية المواهب الخاصة بالمهن الزراعية في نفوس المتعلمين".
من جانبها ألزمت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الأئمة بتقديم خطبة الجمعة موحدة، للتأكيد على ضرورة الاحتفال بيناير، من أجل تعزيز الوحدة الوطنية والهوية الجزائرية في بعدها الإسلامي والعربي والأمازيغي.
وفي الجانب الثقافي المرتبط بالذاكرة الشعبية، يعتبر يناير رأس السنة الأمازيغية وبداية لموسم الزراعة، حيث كانت الزراعة محور الحياة لدى الأمازيغ المرتبطين بالأرض ارتباطا قويا، وجعلهم يقسمون فصول السنة حسب مواسم الزرع والحصاد، ولكل موعد أهمية خاصة يتحضّر ويحضّر لها الجميع.
وتفضل العائلات الجزائرية في المناسبة، إعداد أطباق تقليدية كـ"الكسكسي" و"الرشتة" و"الشخشوخة"، وهذه الأطباق تحضر أساسا من الدقيق، مع بعض الحلويات التقليدية، وتوزيع الحلوى المشكلة والمكسرات التي تسمى محليا "الدراز"، على الأطفال.
وتحتفل الجزائر، التي يعد الأمازيغ ربع سكانها، الجمعة بعيد "يناير" أو رأس السنة البربرية الذي أقر إجازة رسمية لأول مرة في أحد بلدان شمال أفريقيا.
وككل سنة، يحتفل الجزائريون بحلول السنة الأمازيغية الجديدة بإعداد أطباق شهية كبيرة من الكسكسي بالدجاج أو اللحم الضأن، وبالأهازيج والرقص والألعاب التقليدية والعروض المسرحية وعروض الفروسية، ولكن يضاف إليها هذه السنة العديد من الفعاليات الرسمية التي ترعاها المؤسسات الحكومية في مختلف أنحاء البلاد.
وتقول سامية مومني وهي منشغلة تحت خيمة صغيرة بإعداد أطباق مختلفة من الكسكسي الذي تشتهر به منطقة القبائل في تيزي وزو حيث يتوقع حضور ثلاثة آلاف شخص للمشاركة في المائدة العملاقة التي ستقام في إستاد المدينة "اعتدنا على الاحتفال بعيد يناير مع العائلة التي تجتمع حول طبق كبير نعده بلحم الدجاج ونخلط معه شرائح اللحم المقدَّد".
ويتركز القسم الأكبر من السكان الأمازيغ في المنطقة الجبلية إلى الشرق من العاصمة الجزائر علماً بأن عدد الناطقين بلغة الأمازيغ يصل إلى عشرة ملايين شخص في عموم البلاد، وهم يتوزعون في منطقة القبائل، والمزابية في وادي مزاب وسط البلاد، والشاوية في الأوراس في الشق، والطوارق في الجنوب.
وشارك سكان قرية آيت القاسم في منطقة القبائل عند سفح جبل جرجرة على بعد نحو 50 كيلومترا جنوب تيزي وزو، في عشاء جماعي تقليدي من الكسكسي، رغم البرد القارس.
وطوال الأمسية، قامت نساء يرتدين الملابس التقليدية المطرزة ذات الألوان الزاهية التي يطغى عليها الأحمر والأصفر بإعداد الطعام وفرك الكسكسي في قدور واسعة كبيرة من الفخار بزيت الزيتون وهن ينشدن أغانيهن التقليدية القديمة التي تثني على الخيرات التي يجلبها معه "يناير" الذي يمثل رديفاً للوفرة والرخاء.
ويعتمد التقويم الأمازيغي المستلهم من التقويم اليولياني "الروماني" على الفصول الزراعية والعمل في الحقول وعمل القائمون على الدفاع عن قضية البربر في النصف الثاني من القرن العشرين على تحديثه وتنقيحه وإعادة إحيائه.
واختار هؤلاء بصورة خاصة تاريخ تنصيب فرعون البربر شيشنق الأول على عرش مصر في سنة 950 قبل الميلاد للبدء بذلك التقويم. وبذلك يحتفل البربر، سكان شمال إفريقيا الأصليون الذين يسبق وجودهم تعريب المنطقة، الجمعة ببداية السنة 2968.
وتقول وردية محمدي، إحدى النساء المعروفات في قرية آيت القاسم، "يناير له هذه السنة مذاق خاص".
ويحتفل الأمازيغ في الجزائر بعيد يناير منذ زمن طويل، لا سيما في المناطق الناطقة بالأمازيغية. وقد اكتسى السنة صفة رسمية عندما أعلنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 27 ديسمبر عيداً رسميا في كل أنحاء الجزائر بهدف تعزيز "الوحدة الوطنية".
واعترفت الجزائر باللغة الأمازيغية لغة وطنية في مارس 2002.
ونشرت وزارة الداخلية الأربعاء أول بيان رسمي بالأمازيغية وأعلنت الحكومة بداية الإجراءات الرسمية لضم يناير إلى قائمة الأعياد الرسمية.
احتفل الجزائريون، الجمعة، برأس السنة الأمازيغية 2968، وأخذت الاحتفالية طابعا شعبيا ورسميا، خاصة بعد قرار الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تحديد تاريخ "12 يناير" عيدا وطنيا مدفوع الأجر، يضاف إلى مجموعة الأعياد والوطنية والدينية، ويتبادل الجزائريون التهنئة بهذا العيد بالعبارة الأمازيغية "أسقاس أمقاس"، وتعني "عيد سعيد".
ويحتفل الجزائريين بعيد يناير، تأريخا بأسطورة "انتصار الملك البربري شيشناق، على الملك الفرعوني رمسيس الثاني"، وتأتي الاحتفالية هذه السنة مغايرة لما سبقتها، خاصة بعد ترسيم الأمازيغية لغة رسمية وطنية في دستور البلاد، ثم اعتماد يوم 12 يناير عيدا وطنيا، وبداية استصدار عدد من الدوائر الحكومية لوثائقها الرسمية باللغة الأمازيغية، وكان أولها بيان لوزارة الداخلية يخص فتح باب التسجيل لموسم الحج.
ولتكريس الاحتفال، خصصت وزارة التربية الجزائرية، أمسية الخميس، درسا نموذجا موحدا في جميع الأطوار التعليمية، وأوضحت الوزارة ان "الدرس يستهدف غرس روح الهوية الوطنية لدى المتعلم، وتعريف المتعلم بالمظاهر المتعددة للثقافة الجزائرية، وحث المتعلم على حب الأرض واحترام البيئة، وتنمية المواهب الخاصة بالمهن الزراعية في نفوس المتعلمين".
من جانبها ألزمت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الأئمة بتقديم خطبة الجمعة موحدة، للتأكيد على ضرورة الاحتفال بيناير، من أجل تعزيز الوحدة الوطنية والهوية الجزائرية في بعدها الإسلامي والعربي والأمازيغي.
وفي الجانب الثقافي المرتبط بالذاكرة الشعبية، يعتبر يناير رأس السنة الأمازيغية وبداية لموسم الزراعة، حيث كانت الزراعة محور الحياة لدى الأمازيغ المرتبطين بالأرض ارتباطا قويا، وجعلهم يقسمون فصول السنة حسب مواسم الزرع والحصاد، ولكل موعد أهمية خاصة يتحضّر ويحضّر لها الجميع.
وتفضل العائلات الجزائرية في المناسبة، إعداد أطباق تقليدية كـ"الكسكسي" و"الرشتة" و"الشخشوخة"، وهذه الأطباق تحضر أساسا من الدقيق، مع بعض الحلويات التقليدية، وتوزيع الحلوى المشكلة والمكسرات التي تسمى محليا "الدراز"، على الأطفال.
وتحتفل الجزائر، التي يعد الأمازيغ ربع سكانها، الجمعة بعيد "يناير" أو رأس السنة البربرية الذي أقر إجازة رسمية لأول مرة في أحد بلدان شمال أفريقيا.
وككل سنة، يحتفل الجزائريون بحلول السنة الأمازيغية الجديدة بإعداد أطباق شهية كبيرة من الكسكسي بالدجاج أو اللحم الضأن، وبالأهازيج والرقص والألعاب التقليدية والعروض المسرحية وعروض الفروسية، ولكن يضاف إليها هذه السنة العديد من الفعاليات الرسمية التي ترعاها المؤسسات الحكومية في مختلف أنحاء البلاد.
وتقول سامية مومني وهي منشغلة تحت خيمة صغيرة بإعداد أطباق مختلفة من الكسكسي الذي تشتهر به منطقة القبائل في تيزي وزو حيث يتوقع حضور ثلاثة آلاف شخص للمشاركة في المائدة العملاقة التي ستقام في إستاد المدينة "اعتدنا على الاحتفال بعيد يناير مع العائلة التي تجتمع حول طبق كبير نعده بلحم الدجاج ونخلط معه شرائح اللحم المقدَّد".
ويتركز القسم الأكبر من السكان الأمازيغ في المنطقة الجبلية إلى الشرق من العاصمة الجزائر علماً بأن عدد الناطقين بلغة الأمازيغ يصل إلى عشرة ملايين شخص في عموم البلاد، وهم يتوزعون في منطقة القبائل، والمزابية في وادي مزاب وسط البلاد، والشاوية في الأوراس في الشق، والطوارق في الجنوب.
وشارك سكان قرية آيت القاسم في منطقة القبائل عند سفح جبل جرجرة على بعد نحو 50 كيلومترا جنوب تيزي وزو، في عشاء جماعي تقليدي من الكسكسي، رغم البرد القارس.
وطوال الأمسية، قامت نساء يرتدين الملابس التقليدية المطرزة ذات الألوان الزاهية التي يطغى عليها الأحمر والأصفر بإعداد الطعام وفرك الكسكسي في قدور واسعة كبيرة من الفخار بزيت الزيتون وهن ينشدن أغانيهن التقليدية القديمة التي تثني على الخيرات التي يجلبها معه "يناير" الذي يمثل رديفاً للوفرة والرخاء.
ويعتمد التقويم الأمازيغي المستلهم من التقويم اليولياني "الروماني" على الفصول الزراعية والعمل في الحقول وعمل القائمون على الدفاع عن قضية البربر في النصف الثاني من القرن العشرين على تحديثه وتنقيحه وإعادة إحيائه.
واختار هؤلاء بصورة خاصة تاريخ تنصيب فرعون البربر شيشنق الأول على عرش مصر في سنة 950 قبل الميلاد للبدء بذلك التقويم. وبذلك يحتفل البربر، سكان شمال إفريقيا الأصليون الذين يسبق وجودهم تعريب المنطقة، الجمعة ببداية السنة 2968.
وتقول وردية محمدي، إحدى النساء المعروفات في قرية آيت القاسم، "يناير له هذه السنة مذاق خاص".
ويحتفل الأمازيغ في الجزائر بعيد يناير منذ زمن طويل، لا سيما في المناطق الناطقة بالأمازيغية. وقد اكتسى السنة صفة رسمية عندما أعلنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 27 ديسمبر عيداً رسميا في كل أنحاء الجزائر بهدف تعزيز "الوحدة الوطنية".
واعترفت الجزائر باللغة الأمازيغية لغة وطنية في مارس 2002.
ونشرت وزارة الداخلية الأربعاء أول بيان رسمي بالأمازيغية وأعلنت الحكومة بداية الإجراءات الرسمية لضم يناير إلى قائمة الأعياد الرسمية.