من دون مقدمات، نحن كنَّا على يقين تام بأن تفاعل المجتمعات العربية والإسلامية مع القضية الفلسطينية بشكل عام ومنذ بصرنا لهذه الحياة يتجه نحو الانفعال وليس التفاعل، ونحو العاطفة وليس العقل، وكنَّا على دراية تامة بأن نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس وتحويلها عاصمة أبدية إلى الكيان الصهيوني لن تأخذ منَّا سوى بعض الوقت المهدور أصلاً، ومن ثم نعود إلى ممارسة حياتنا الطبيعية كما كنَّا وأكثر. نحن في الغالب شعوب عاطفية ومؤقتة في كل شيء، فليس أمام أعيننا وقبل ذلك نفوسنا من قضية كبرى يمكن أن تشغل «بالنا» ووجداننا إلا قضايانا الهامشية، أمَّا فلسطين وقدسها فهي لا تتعدى انفعالات مؤقتة تزول بزوال حماسها وتوقيتها. فالإعلام العالمي «وماكيناته» هما من يحددا لنا السقف الزمني لتفاعلاتنا مع قضايانا المصيرية، وبالمجمل فإن أكثر وقت يمكن أن يعمِّر معنا في هذا المجال هو أسبوع لا أكثر!
من منَّا اليوم يتحدث عن قضية فلسطين وتهويد مدينة القدس ونقل السفارة الأمريكية إليها؟ ومن له ذلك النفس الطويل للحديث عن قضية يعتبرها الكثيرون لا طائل من ورائها؟ نحن لا نبالغ حين نؤكد أن القضية الفلسطينية باتت في خبر «كان» مهما كان حجم المظاهرات والانفعالات التي شاهدناها ونشاهدها في عواصم وشوارع الدول العربية والإسلامية، لأنها لم تعد حقيقة محور المحاور ومركز القضايا المهمة في وجداننا وضميرنا وعقلنا، ولو كنَّا كذلك لما تجرأ أي إنسان في العالم أن يتطاول على القدس ويتحدى كل العرب والمسلمين فيعلن بكلمة «أنها عاصمة لإسرائيل»، لكنه أدرك كل الإدراك ووصل لمرحلة علم اليقين بأن العرب لا يَعدون في كونهم «ظاهرة صوتية» تزول بزوال الحدث، ولو أعلن صاحبنا أكثر من ذلك فلن يتغيَّر أي شيء من الواقع سوى كوننا نجيد كل أنواع الصراخ. غالبية الشعوب العربية تحولت إلى «ريموت كونترول» في يد الدول الكبرى التي لا تُعير القضية الفلسطينية أدنى اهتمام، فهم من يقرر متى نصرخ، ومتى نسكت، ومتى نسلِّم ونستسلمُ للأمر الواقع. فقضية فلسطين في وعي الغرب والدول الكبيرة لا تتجاوز في كونها مجرد مادة إعلامية للإلهاء وشغل الرأي العام العربي والإسلامي للتنفيس عن كبت مشاعرهم ريثما تخبو جذوة الحماس فيهم «فيشغلونهم» بقضايا أخرى لا علاقة لها بقضاياهم الرئيسة وهكذا يمضي الوقت إلى أن يموت كل شيء هام في نفوسنا.
يجب على الشعوب والحكومات العربية قبل ذلك أن تدركا خطورة هذا التخدير الإعلامي العالمي المُضَلِل، وأن نتعاطى - نحن العرب - بصورة فاعلة ومستمرة مع القضية الفلسطينية وبشكل أكثر جدِّية من حيث المسؤولية الإنسانية والتاريخية، أمَّا القبضات والحناجر التي نجدها في مواسم التصريحات السياسية المضادة فإنها لا تعدو أن تكون أداة للتنفيس العربي في زمن الهوان العربي.
من منَّا اليوم يتحدث عن قضية فلسطين وتهويد مدينة القدس ونقل السفارة الأمريكية إليها؟ ومن له ذلك النفس الطويل للحديث عن قضية يعتبرها الكثيرون لا طائل من ورائها؟ نحن لا نبالغ حين نؤكد أن القضية الفلسطينية باتت في خبر «كان» مهما كان حجم المظاهرات والانفعالات التي شاهدناها ونشاهدها في عواصم وشوارع الدول العربية والإسلامية، لأنها لم تعد حقيقة محور المحاور ومركز القضايا المهمة في وجداننا وضميرنا وعقلنا، ولو كنَّا كذلك لما تجرأ أي إنسان في العالم أن يتطاول على القدس ويتحدى كل العرب والمسلمين فيعلن بكلمة «أنها عاصمة لإسرائيل»، لكنه أدرك كل الإدراك ووصل لمرحلة علم اليقين بأن العرب لا يَعدون في كونهم «ظاهرة صوتية» تزول بزوال الحدث، ولو أعلن صاحبنا أكثر من ذلك فلن يتغيَّر أي شيء من الواقع سوى كوننا نجيد كل أنواع الصراخ. غالبية الشعوب العربية تحولت إلى «ريموت كونترول» في يد الدول الكبرى التي لا تُعير القضية الفلسطينية أدنى اهتمام، فهم من يقرر متى نصرخ، ومتى نسكت، ومتى نسلِّم ونستسلمُ للأمر الواقع. فقضية فلسطين في وعي الغرب والدول الكبيرة لا تتجاوز في كونها مجرد مادة إعلامية للإلهاء وشغل الرأي العام العربي والإسلامي للتنفيس عن كبت مشاعرهم ريثما تخبو جذوة الحماس فيهم «فيشغلونهم» بقضايا أخرى لا علاقة لها بقضاياهم الرئيسة وهكذا يمضي الوقت إلى أن يموت كل شيء هام في نفوسنا.
يجب على الشعوب والحكومات العربية قبل ذلك أن تدركا خطورة هذا التخدير الإعلامي العالمي المُضَلِل، وأن نتعاطى - نحن العرب - بصورة فاعلة ومستمرة مع القضية الفلسطينية وبشكل أكثر جدِّية من حيث المسؤولية الإنسانية والتاريخية، أمَّا القبضات والحناجر التي نجدها في مواسم التصريحات السياسية المضادة فإنها لا تعدو أن تكون أداة للتنفيس العربي في زمن الهوان العربي.