في البداية أقدم شكري الجزيل للشاعر البحريني الكبير والمؤرخ علي الشرقاوي، هذا الرجل الذي يأخذنا إلى الماضي وإلى الذكريات الجميلة ويتحفنا بكتاباته عن تلك المنطقة الجميلة التي ولدنا فيها وعشنا أحلى سنين طفولتنا ألا وهي الحورة تلك الحارة التي جمعت أناساً طيبين، وللعلم بأن هذا الرجل المحبوب لدى شعب البحرين كافة قد ترعرع وكبر معنا وعاش فيها أيام طفولته وشبابه، واليوم عمل هذا الرجل جاهداً على جمع الكثير من الذكريات والصور ونشرها في الصحف لكي يستمتع بها أهل تلك المنطقة المحبوبة.إن ذكريات الحورة مازالت عالقة في الذهن والقلب وقد تدمع أعيننا عندما نقرأ تلك الذكريات التي كدنا أن ننساها ولكن الأخ علي دائماً يجدد تلك الذكريات ويبعث فينا الشوق والحنين إلى تلك الحقبة من الزمن بحفاظه على ذلك التراث القديم الذي مازلنا نفتخر به وينفرد بأسلوبه الجميل في طرح تلك الشخصيات التي كانت لها دور كبير في يوم من الأيام وهي تقف ضد الاستعمار الإنجليزي قديماً وعملت على طرده من البلاد.إن منطقة الحورة هي منبع للثقافة في البحرين ومنها تخرج عدد كبير من مشاهير المملكة وأصبحوا في مناصب قيادية، منهم الكتاب ولاعبو كرة القدم وممثلون مشهورون ومطربون شعبيون، وأسرد هنا بعضاً من المشاهير التي كانت تسكن الحورة منهم محمد عبدالغفار وعبدالله الذوادي وخليفة صليبيخ ويوسف ثاني وبدر عبدالملك والدكتور مصطفى السيد وحميد القائد وعبدالوهاب العسومي والإعلامي عبدالرحمن صالح، ومنهم أيضاً أشهر اللاعبين أمثال فؤاد بوشقر ومحمد الأنصاري ولا ننسى أيضاً عوائل الحورة العريقة مثل عائلة تلفت والعسومي وصليبيخ وراشد الدوسري والخاجة والكثير منهم وعذراً على عدم ذكر أسمائهم وهناك الكثير أيضاً من صناع السفن (القلاليف) وصيادي السمك.فأما تاريخ الحورة التي تسمى قديماً (حالة بن أنس) و(البحبوح) فقد كان بها مسلخ وحيد للمواشي في البحرين وبها أكبر منطقة سكنية من البيوت الخشبية (بيوت السعف) التي تقع مقابل مدرسة الحورة الثانوية وجنوب الحورة بالقرب من المقصب وكانت تلك المنطقة السكنية تسمى لبنان وقد تحولت هذه المساكن إلى كومه من الرماد بعد تكرار الحرائق المتعمدة مما تسبب في موت عدد كبير منهم وتشريد الأسر الأخرى.أخيراً، إن تاريخ الحورة يحتاج إلى كتاب لشرحه بالتفصيل كي يغطي الكثير من تلك الذكريات الجميلة التي لا يتسع المجال لذكرها هنا.صالح بن علي
ذكــريــــات مـــــن الحــــــورة العــريقـــة
15 أبريل 2012