تستعد مجموعة من أشرس مقاتلي "داعش" وأكثرهم صلابة لاقتحام العاصمة العراقية بغداد خلال شهر رمضان وهم صائمون تحت حر الشمس القاسية في الصحراء، فيما تحولت العاصمة إلى ما يشبه مدينة الأشباح الخالية من البشر خوفاً من الانتحاريين والمقاتلين الأشداء الذين يتأهبون لاقتحامها، بعد أن نشروا الرعب بين السكان.وتمكنت جريدة "صنداي تايمز" من استطلاع المجموعة الداعشية التي تتأهب لاقتحام بغداد، حيث وصفت في تقرير لها عناصر المجموعة وقالت إنهم "قاتلوا الأميركان في السابق، ثم قاتلوا في الصفوف الخلفية بالمدن، ويقاتلون من أجل البقاء".وتشير الصحيفة البريطانية الى أن هؤلاء المقاتلين الأشداء كانوا ضمن مجموعة من المقاتلين في سوريا بقيادة أبومحمد الجولاني، وهو "الرجل الذي ربما كان يأمل، لكنه لم يكن يجرؤ أن يصدق، أن رجاله سوف يقفون على مشارف مدينة بغداد بعد 36 شهراً فقط" من المعارك في سوريا.وتتابع "صنداي تايمز" أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يقوده أبوبكر البغدادي يقوم حالياً بتمزيق الحدود التي عرفتها منطقة الشرق الأوسط منذ أكثر من قرن من الزمان مستخدماً في ذلك الغزو والإرهاب، والوحشية التي لم يتبناها حتى تنظيم القاعدة. ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباري كبير قوله: "نحن نقدر بأن هناك العشرات، وأقصد العشرات، من الانتحاريين الذين يتأهبون للهجوم على بغداد"، ويضيف: "مقاتلو داعش يتسللون إلى المدينة منذ شهور، وربما أكثر، إنهم ينتظرون فقط الوقت المناسب من أجل تنفيذ هجماتهم القاضية التي ستزلزل الحكومة المركزية في العراق".بغداد: مدينة فارغةويروي تقرير الصحيفة الأوضاع في بغداد وهي تتأهب لاستقبال مقاتلي "داعش"، حيث تشير إلى أن شوارع العاصمة العراقية فارغة من البشر، والأسواق أصبحت أماكن مشؤومة لا يزورها إلا المهووسون، بعد أن نشرت "داعش" صوراً وفيديوهات مرعبة لأعمالها الوحشية.وبينما ينتشر الخوف بين العراقيين، فإن شبكة الإنترنت أصبحت متخمة بالفيديوهات التي تم تسجيلها لعمليات قطع الرؤوس، والقتل الجماعي، والهجمات الانتحارية.وقال بائع عصير في منطقة الكرادة في بغداد، ويُدعى قادر الساهدي: "نحن تعودنا سابقاً على التفجيرات، وتعودنا على الاغتيالات، ونعرف أين يكون الخطر ومن أين يأتي، لكن هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها إعلاناً مسبقاً لمثل هذه الأعمال".وتذكر "صنداي تايمز" أن العراقيين أصبحوا يتجنبون التجمعات والأماكن المزدحمة، وأصبحت المحلات والأسواق والمقاهي فارغة، إلا من عدد قليل من المتسوقين الذين يتحركون بحذر شديد وعيونهم تبحث في كل مكان عن سيارة مفخخة أو شخص انتحاري قد يفجر نفسه في أية لحظة.ويكشف التقرير الصحافي البريطاني أن منطقة الغزالية في شمالي بغداد أصبحت مقسمة بين السنة والشيعة، فضلاً عن أن عائلات عديدة فرت بأكملها من المنطقة حفاظاً على سلامتها، حيث أصبحت منطقة الشارع الرئيس في الغزالية شبه خالية إلا من عائلات قليلة لا زالت هناك.واعترف أحد السكان قائلاً: "إنهم خائفون"، مضيفاً: "العائلات السُّنية هربت الى مناطق السنة، والعائلات الشيعية هربت الى مناطق الشيعة، ولم يبق في الشارع الذي أسكن فيه سوى ستة أو سبعة عائلات فقط".وبحسب "صنداي تايمز" فإن مدينة بغداد أصبحت مقسمة بالفعل بجدران إسمنتية تقطع شوارعها الرئيسة لتفصل بين المناطق التي يسكنها السنة، وتلك التي يسكنها الشيعة.وتنتهي "صنداي تايمز" إلى القول إن سبعة ملايين شخص هم إجمالي السكان في بغداد يعيشون الآن في خوف، حيث "هناك عمليات قتل، وهجمات انتحارية تحدث كل يوم"، مشيرة الى أن الملخص الأمني اليومي الصادر عن السفارة الأميركية في بغداد تحدث يوم الثلاثاء الماضي عن 6 جرائم قتل بينهم طفل، وهجوم بالقنابل، وعملية خطف، وهجوم واحد استهدف قوات الأمن العراقية، وذلك خلال يوم واحد فقط.