أخذت أستعيد في فكري هذه الزوبعة التي حدثت بين النواب الأفاضل والشيخة مي، وكلما حاولت أن أجد عذراً لما حدث لم أجد ما أفتتح به.إن ما قامت به وزيرة الثقافة من إنجاز وتقدم للبحرين لا يخفى على أحد، وقد شهدت بعيني إحدى حفلات التكريم التي أقيمت لها في باريس، وكانت الجائزة درعاً من العاج المنحوت على شكل ورود في علبة شفافة يقدم لأول مرة لشخصية من خارج فرنسا. وكم كان الحفل رائعاً والحضور كثيفاً من جميع الإعلاميين والدبلوماسيين، وقد أسعدني ما قيل للترحيب بها – وكان باللغة الفرنسية ولكن كانت معي صديقتي الفرنسية تترجم لي ما يقال، فقد كان الشكر يوجه لها شخصياً على جهودها التي أظهرت البحرين بهذا الوجه الحضاري الرائع وبينت للعالم ما تحتويه بلادها من آثار عظيمة ونواحي فنية رائعة. فهل هذا هو جزاؤها... أين التعقل والالتزام بالدين وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي، قال "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”؟، أولاً: يجب الاقتداء بالرسول الكريم في حسن الخلق وعدم التهجم والتجريح بالكلام، فهل يرضى أي من الإخوة الكرام أن تهان أخته أو ابنته بهذه الطريقة، وقد أوصى الرسول الكريم بالمرأة بقوله "رفقاً بالقوارير”، أي أن مشاعر المرأة وأحاسيسها رقيقة كقارورة العطر، يجب أن تراعى من هذه الناحية، ولا يغلظ لها في القول حتى تجرح وتقول الكلام الذي ثاروا لأجله، وقد بلغ من الاهتمام بالمرأة والاعتزاز بها إلى حد أن المعتصم جهز جيشاً وقاده بنفسه لأن امرأة أهينت كرامتها فقالت "وامعتصماه!”.والذي آمله اليوم من الإخوة الكرام أن يعيدوا النظر فيما ذهبوا إليه، وألا يحرموا البحرين من هذه الإنجازات الرائعة، والتي أحدها طريق اللؤلؤ الذي لم يكتمل بعد ولكن سمعته غطت الآفاق والكل متعطش ليرى هذا الإنجاز العظيم. أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يهدي الجميع لما فيه الخير والصلاح لهذا البلد الذي يكفيه ما مر به من أزمات. مواطنة