واصلت القوات العراقية عمليتها العسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين شمال العاصمة بغداد، في وقت اندلعت فيه اشتباكات متقطعة بين المسلحين والقوات الحكومية على مشارف بلدة جرف الصخر جنوبي بغداد. وأفاد شهود عيان بأن طيران الجيش نفذ منذ فجر أمس عمليات قصف استهدفت عددا من المواقع التي يتخذ منها قادة المسلحين مراكز لهم في وسط وغرب تكريت، بعد يوم من وصول قوات برية إلى الأطراف الغربية للمدينة. واستهدفت عمليات القصف التي تترافق مع أكبر عملية برية تنفذها القوات العراقية منذ بدء هجوم المسلحين مجمع القصور الرئاسية الواقع في وسط المدينة، والذي يضم أبنية حكومية. من جهته قال المتحدث باسم الجيش الفريق قاسم عطا في مؤتمر صحفي ببغداد إن القوات العراقية تقدمت نحو تكريت من عدة محاور، وإنها حققت نتائج أولية في هذا الصدد. وذكر عطا أن "القوات العراقية قتلت في الساعات الـ24 الماضية 142 إرهابيا بينهم 70 في تكريت وأحرقت عشرات السيارات، وهي تسيطر على جامعة تكريت". في غضون ذلك أفاد شهود عيان بأن تسعة أشخاص من أسرة واحدة قتلوا الأحد في قصف لمروحيات تابعة لسلاح الجو العراقي في إحدى القرى جنوبي مدينة تكريت. وكانت السلطات العراقية قد أعلنت في وقت سابق أنها تمكنت مما وصفته بتطهير المدينة من المسلحين. لكن صورا بثت على الإنترنت لشوارع تكريت أظهرت خلوّها من أي وجود لقوات حكومية، وقال شهود عيان في المدينة إن الهجوم الذي نفذته القوات الحكومية وصل إلى أطراف المدينة، لكنه جوبه بنيران مسلحين، أجبرت القوة المهاجمة على التراجع. وقال الصحفي عبد الحميد التكريتي للجزيرة أن المسلحين صدوا هجمات للقوات الحكومية من أربعة محاور. حماية العاصمة في غضون ذلك تواصل قوات الأمن العراقية استعداداتها في محيط العاصمة بغداد لحمايتها من أي هجوم محتمل. ووفق بعض القادة العسكريين الميدانيين تركز وجود قوات الأمن في شمال العاصمة وغربها، خاصة على الطرق الرئيسية التي تربط بغداد بالمنطقة الغربية. واندلعت أمس اشتباكات متقطعة بين المسلحين والقوات الحكومية على المشارف الشمالية الشرقية لبلدة جرف الصخر على بعد 83 كلم جنوبي بغداد، حسب وكالة رويترز. وذكرت مصادر بالشرطة ومكتب المحافظ أن الحكومة المحلية وقادة قوات الأمن طلبوا دعما من بغداد لمواجهة ما يقدرون أنهم عدة مئات من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. اشتباكات بكركوك من جهة أخرى قالت مصادر صحفية إن أحد عناصر ما تعرف بصحوة التركمان قتل وأصيب سبعة في اشتباك مع مسلحين قرب منطقة ملا عبد الله بجنوب كركوك. وأضافت المصادر أن ثمانية من عناصر البشمركة أصيبوا جراء قصف المسلحين المنطقة. ونتيجة للاشتباكات بمناطق عراقية عدة يعاني نازحون في مدينة كركوك قدموا من مناطق عراقية مختلفة، ومنها الفلوجة من أوضاع إنسانية صعبة. واتخذ أغلب هؤلاء من المدارس والمباني الحكومية مساكن لهم، مع أنها ليست مؤهلة لاستقبال النازحين ولا تتوفر فيها مقومات الحياة الكريمة. ويشهد العراق مواجهات بين مسلحي العشائر، ومعهم عناصر من تنظيم الدولة في مواجهة القوات الحكومية المدعومة بمليشيات ومتطوعين. وسيطر المسلحون على مناطق واسعة شمال بغداد، بينها مدينتا الموصل وتكريت، إضافة إلى مناطق بمحافظة الأنبار.