دمشق - رامي الخطيب
منذ بداية الاقتحامات التي قامت بها قوات الرئيس بشار الأسد للمدن ومع بداية نزوح السكان من حي إلى حي بحثا عن الأمان، ظهرت مشكلة السكن وبدأ بعض الملاك يرفعون إيجارات المنازل مستغلين حاجة النازحين وطمعا في استثمار الأزمة.
كان الناس في البداية يتنافسون لإسكان المهجرين من باب النخوة وكواجب وطني بل ويقدمون لهم كل ما يحتاجونه من متطلبات الحياة ولكن مع كثرة النازحين وكثرة الأماكن المدمرة في سوريا، ومع توسع المعارك وطول أمد الصراع وتلاشي الأمل بحل قريب للكارثة السورية بدأ الكثير من ملاك العقارات يتعاملون مع النازحين على انهم زبائن وليسوا مهجرين بائسين.
وقد عاب الكثير من اللاجئين السورين في دول الجوار على الملاك هناك رفع إيجارات منازلهم واستغلالهم لأفواج اللاجئين ولكن الكارثة اكبر عندما يستغل السوري أخاه السوري.
وقد تحولت إيجارات المنازل إلى عملة صعبة في مناطق المعارضة السورية، فان تنزح من منطقة تشهد اشتباكات عنيفة إلى مناطق هادئة يسميها الناس بالأماكن المحررة وتبحث عن منزل فهذا كان أمرا عاديا مع بداية الحرب ولكن أن يتحول أيجار البيت من الليرة السورية إلى الدولار فهذا ما لم يكن يتوقعه أحد والطامة الكبرى أن يصل الإيجار إلى 200 دولار شهريا في بلد معدل دخل الموظف فيها نحو 75 دولارا، لذلك تلجأ عدة عائلات إلى المشاركة في بيت واحد أو نصب الخيام على أطراف القرى.
وقد وصل الأمر إلى أنه حتى خيام المساعدات أصبحت تجارة. وتقدم الكثير من الدول والمنظمات الدولية الإغاثية خيام عبر مجالس محلية في الداخل السوري فيأخذها من لا يحتاج أحيانا ويبيعها لمن دمر منزله وبسعر يصل إلى نحو 175 ألف ليرة في استغلال بشع من البعض لهذه المأساة فتجد أصحاب البيوت السليمة يتهافتون للحصول على خيام وخزانات ماء ليبيعوها لأصحاب البيوت المدمرة من النازحين.
وقد دخل رجال الدين على الخط وبدأت حملة من الدعاة لحث الناس على الرأفة بالنازحين وتخفيف إيجارات المنازل خاصة لأسر الشهداء ولكنها لم تحظى بقبول واسع من الملاك، حيث يتحجج هؤلاء الملاك بارتفاع أسعار المعيشة وانه يجب أن يجاروا الحياة، ولا ننسى أن هناك البعض ممن يتقاضون أجورا مقبولة ومنهم من يرفض أخذ أجرة على منزله أصلا ولكنهم أقلية.
وتعتبر الإيجارات في الأماكن الخاضعة لسيطرة النظام السوري أرخص بكثير من المناطق المحررة والسبب أن العملة الصعبة لم تدخل إلى أماكن واقعة تحت سيطرة الأسد، وبالتالي فسكان تلك المناطق يتعاملون بالليرة فقط ومقاييسهم اكثر تواضعا من مقاييس الأماكن التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
''فضي البيت آخر الشهر''، هذه الجملة هي الهاجس الذي يعاني منه النازحون بعد أن يجدوا منزلا يؤويهم ويستقرون فيه ويسجلوا أبناءهم في المدارس بعد أن يشعروا بالاستقرار، حيث يأتيهم مالك البيت بعد حين وينذرهم بضرورة إخلاء البيت آخر الشهر لأسباب خاصة أو أنه قرر أن يرفع الإيجار وتكون الكارثة عندما تكون الأسرة هي أرملة شهيد ضحى بحياته ليحيا هؤلاء في طمأنينة ويكون الجزاء هو الجحود ونكران الجميل والإنذار بالطرد للأرملة مع أبنائها اليتامى.
''ليتنا استطعنا الوصول إلى أوروبا''، جملة يرددها الكثير من المشردين في سوريا، لكنهم لا يملكون المبالغ الكافية ليصلوا إلى البلاد التي تقدم لهم كل شيء دون مقابل وتريحهم من هذا العناء بعد أن ذاقوا الأمرين من أبناء جلدتهم، وتغلق أسوار سوريا مع جيرانها جمعاء وتتحول البلد إلى سجن كبير ويصبح الترحال هو ديدن السوريين في الداخل بعد أن فارقتهم السكينة والاستقرار.
منذ بداية الاقتحامات التي قامت بها قوات الرئيس بشار الأسد للمدن ومع بداية نزوح السكان من حي إلى حي بحثا عن الأمان، ظهرت مشكلة السكن وبدأ بعض الملاك يرفعون إيجارات المنازل مستغلين حاجة النازحين وطمعا في استثمار الأزمة.
كان الناس في البداية يتنافسون لإسكان المهجرين من باب النخوة وكواجب وطني بل ويقدمون لهم كل ما يحتاجونه من متطلبات الحياة ولكن مع كثرة النازحين وكثرة الأماكن المدمرة في سوريا، ومع توسع المعارك وطول أمد الصراع وتلاشي الأمل بحل قريب للكارثة السورية بدأ الكثير من ملاك العقارات يتعاملون مع النازحين على انهم زبائن وليسوا مهجرين بائسين.
وقد عاب الكثير من اللاجئين السورين في دول الجوار على الملاك هناك رفع إيجارات منازلهم واستغلالهم لأفواج اللاجئين ولكن الكارثة اكبر عندما يستغل السوري أخاه السوري.
وقد تحولت إيجارات المنازل إلى عملة صعبة في مناطق المعارضة السورية، فان تنزح من منطقة تشهد اشتباكات عنيفة إلى مناطق هادئة يسميها الناس بالأماكن المحررة وتبحث عن منزل فهذا كان أمرا عاديا مع بداية الحرب ولكن أن يتحول أيجار البيت من الليرة السورية إلى الدولار فهذا ما لم يكن يتوقعه أحد والطامة الكبرى أن يصل الإيجار إلى 200 دولار شهريا في بلد معدل دخل الموظف فيها نحو 75 دولارا، لذلك تلجأ عدة عائلات إلى المشاركة في بيت واحد أو نصب الخيام على أطراف القرى.
وقد وصل الأمر إلى أنه حتى خيام المساعدات أصبحت تجارة. وتقدم الكثير من الدول والمنظمات الدولية الإغاثية خيام عبر مجالس محلية في الداخل السوري فيأخذها من لا يحتاج أحيانا ويبيعها لمن دمر منزله وبسعر يصل إلى نحو 175 ألف ليرة في استغلال بشع من البعض لهذه المأساة فتجد أصحاب البيوت السليمة يتهافتون للحصول على خيام وخزانات ماء ليبيعوها لأصحاب البيوت المدمرة من النازحين.
وقد دخل رجال الدين على الخط وبدأت حملة من الدعاة لحث الناس على الرأفة بالنازحين وتخفيف إيجارات المنازل خاصة لأسر الشهداء ولكنها لم تحظى بقبول واسع من الملاك، حيث يتحجج هؤلاء الملاك بارتفاع أسعار المعيشة وانه يجب أن يجاروا الحياة، ولا ننسى أن هناك البعض ممن يتقاضون أجورا مقبولة ومنهم من يرفض أخذ أجرة على منزله أصلا ولكنهم أقلية.
وتعتبر الإيجارات في الأماكن الخاضعة لسيطرة النظام السوري أرخص بكثير من المناطق المحررة والسبب أن العملة الصعبة لم تدخل إلى أماكن واقعة تحت سيطرة الأسد، وبالتالي فسكان تلك المناطق يتعاملون بالليرة فقط ومقاييسهم اكثر تواضعا من مقاييس الأماكن التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
''فضي البيت آخر الشهر''، هذه الجملة هي الهاجس الذي يعاني منه النازحون بعد أن يجدوا منزلا يؤويهم ويستقرون فيه ويسجلوا أبناءهم في المدارس بعد أن يشعروا بالاستقرار، حيث يأتيهم مالك البيت بعد حين وينذرهم بضرورة إخلاء البيت آخر الشهر لأسباب خاصة أو أنه قرر أن يرفع الإيجار وتكون الكارثة عندما تكون الأسرة هي أرملة شهيد ضحى بحياته ليحيا هؤلاء في طمأنينة ويكون الجزاء هو الجحود ونكران الجميل والإنذار بالطرد للأرملة مع أبنائها اليتامى.
''ليتنا استطعنا الوصول إلى أوروبا''، جملة يرددها الكثير من المشردين في سوريا، لكنهم لا يملكون المبالغ الكافية ليصلوا إلى البلاد التي تقدم لهم كل شيء دون مقابل وتريحهم من هذا العناء بعد أن ذاقوا الأمرين من أبناء جلدتهم، وتغلق أسوار سوريا مع جيرانها جمعاء وتتحول البلد إلى سجن كبير ويصبح الترحال هو ديدن السوريين في الداخل بعد أن فارقتهم السكينة والاستقرار.