ابتكرت مدارس ألمانية طريقة "غريبة" لردع التلاميذ غير المطيعين بارتداء سترات محشوة بالرمل، بهدف إبقائهم في مقاعدهم داخل الفصل.
وتستعمل 200 مدرسة في البلاد الآن السترات الرملية المثيرة للجدل، التي تزن ما بين 2.7 و13 رطلاً، على الرغم من أن بعض الآباء ينتقدونها.
وتقول المدارس إن هذه السترات، التي تكلف ما بين 124 و150 جنيهاً إسترلينياً، فعالة جداً في تهدئة الأطفال المفرطين في النشاط وأولئك الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه.
كما تزعم تلك المدارس أنها طريقة أفضل لمعالجة المشكلة، من استعمال الأدوية المسكنة مثل الريتالين الذي يستخدم عادة لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) عند الأطفال.
وفي هذا السياق، قالت جيرهيلد دي وال، رئيسة وحدة الإدماج في مدرسة غرومبريشتستراس في هامبورغ، إن الأطفال لا يجبرون أبداً على ارتداء السترات، بل إنهم يتمتعون فعلاً بارتدائها.
وأضافت أن الفكرة جاءت بعد رؤية المعلمين في الولايات المتحدة يستخدمون "سترات ضغط" للأطفال المصابين بالتوحد، تساعدهم في الواقع على التركيز بشكل أفضل.
في حين قالت إحدى الأمهات، كان ابنها يرتدي سترة رمل بوزن 2 كيلوغرام في مدرسته على مدى السنوات الثلاث الماضية لعلاج النشاط المفرط، إنه لا يمانع في ارتدائها. وأضافت: "يمكنه التركيز الآن بشكل أفضل، كما أضحى أكثر قدرة على القيام بدور نشط في الدروس، لأنه لن ينفق الوقت في محاولة للحفاظ على ذراعيه وساقيه تحت السيطرة".
في المقابل، شبّه آخرون تلك السترات بالتي يرتديها مرضى العنف في مستشفيات الأمراض النفسية.
وقال أحد الوالدين: "سيكون من الأفضل إذا تجنبنا أساليب التعذيب هذه".
وأضاف: "كيف يمكنك أن تقول لطفل، أنت مريض، وكعقاب عليك أن ترتدي هذه السترة المملوءة بالرمال، التي ليست فقط عذاباً جسدياً، بل تبدو وكأنك أحمق أمام بقية الفصل".
ويشكك الأطباء النفسيون أيضا في هذه الصدريات، قائلين إنها تجعل النظرة إلى الجميع على أنهم يعانون من الإشكال نفسه، بدلا من التركيز على المشاكل الفردية للطفل.