تحرص القيادة السياسية الحكيمة على التواصل مع كافة أطياف المجتمع في إطار إستراتيجية الشراكة المجتمعية وتعزيزا للتواصل مع الهيئات الوطنية، ودائما ما يؤكد حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، على أهمية التواصل مع المواطنين والاستماع إليهم وتحقيق متطلباتهم وتطلعاتهم، حتى ينعم الجميع بحياة كريمة تملؤها المحبة والامن والازدهار.
وفي هذا الإطار جاء لقاء الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، بنخبة من أبناء الوطن شملت مختلف مكونات المجتمع في إطار الشراكة الأمنية حيث القى كلمة شاملة حرص خلالها على إطلاع المجتمع على الإجراءات الأمنية التي تقوم بها وزارة الداخلية.
وفي قراءة لهذه الكلمة تبين مدى حرص جلالة الملك على أن ينعم جميع أبناء الوطن بالأمن والأمان دون تفرقة من خلال إتباع نهج الوسطية والاعتدال ومواجهة التطرف والطائفية والكراهية، ولذلك كان توجيه جلالته الأول لوزير الداخلية هو خدمة الجميع وتحقيق الأمن للجميع، ولا شك فإن هذا هو نهج جلالة الملك دائمًا فالمشروع الإصلاحي لجلالته وهو أكبر مشروع وطني، تم فيه إقرار الميثاق ووضع الدستور وتشكل المجلس الوطني بشقيه النواب والشورى، وصدور القوانين والأنظمة، لا يوجد فيه كلمة واحدة تفرق بين مواطن وآخر.
وبعث اللقاء رسالة طمأنة للجميع بأن مملكة البحرين والحمد لله تعيش في أمن واستقرار نظرا للتوجيهات الملكية الساميه لوزير الداخلية بان الامن والاستقرار هو للجميع دون استثناء، وهو الامر الذي عاشه الجميع واستشعر مدى الامن والامان الذي تنعم به مملكة البحرين خاصة ونحن نعلم بان شرطة البحرين الاوفياء قد بذلوا ارواحهم لتحقيق هذه الرؤية النيرة.
إن تحقيق الأمن والاستقرار مهمة لم تكن سهلة على الإطلاق خاصة بعد المخطط الذي تعرضت له مملكة البحرين عام 2011 وقد بذلت المملكة النفيس والغالي من أجل ترسيخ الأمن وتعزيزه في أرجاء البلاد، والقضاء على الإرهاب وجيوبه في الداخل والخارج، ومن أغلاها التضحيات التي قدمها رجال الأمن البواسل بأرواحهم ودمائهم دفاعًا عن الوطن وذودا عن حياضه، ولن ينسى الوطن أبناءه الذين ضحوا من أجله أبدًا.
استتباب الأمن والاستقرار في المملكة لا يجب أن يجعلنا نغفل عن أعداء الوطن الذين يحاولون بكل جهدهم زعزعة الأمن والاستقرار مستغلين بعض ضعاف النفوس ليقوموا بارتكاب عدد من العمليات الإرهابية.
إن إيران وأتباعها في المنطقة متربصين بأمن المملكة وهذا أمر لابد أن يعيه الجميع وأن يقف جميع أبناء الوطن صفا واحدا في مواجهة هذه المخططات، وقد طمأن معالي وزير الداخلية بأن الإرهابيين المدفوعين من الخارج لن يتم تركهم ليعملوا بدون حساب.
وكشف وزير الداخلية في كلمته النجاح الذي حققته الأجهزة الأمنية، مما يؤكد الاستعداد الأمني الرفيع للتعامل مع المخططات الإرهابية التي تحاك ضد المملكة، فقد تم القبض على (47) عنصرا إرهابيا ينتمي أغلبهم إلى تنظيمات إرهابية، وإحباط عدد من الجرائم التي كان الإرهابيون ينوون تنفيذها ومنها الشروع في عملية اغتيال عدد من المسئولين والشخصيات العامة وحرق وتدمير المنشآت النفطية بهدف ضرب الاقتصاد الوطني، كما تم تنفيذ (105) مهمات أمنية، شملت تفتيش (42) موقعا ومستودعا من خلال عمليات القبض والتعرف على نوايا الإرهابيين وقدراتهم ومصادر تدريبهم وأماكن عملهم. وتكامل المعلومات الاستخباراتية عن حجم التنظيم والمتورطين فيه بالداخل والخارج . ومتابعة عملية القبض على باقي المطلوبين.
إن هذا الجهد الأمني الكبير قد حمى المملكة من شرور خطيرة مما يؤكد أهمية دعم جهود الاجهزة الأمنية في المملكة مجتمعيًا نظرًا للدور الكبير الذي تقوم به في حماية الوطن.
و تطرق معالي وزير الداخلية إلى موضوع في غاية الأهمية وذكره بشفافية وصراحة معهودة في أداء الحكومة الموقرة، وهو تأثر الهوية الوطنية في المملكة بعد أحداث 2011 وما تلاها من تداعيات، تركت أثرها على العلاقات الاجتماعية، وذلك من خلال التغرير بأبناء البحرين وتغذية الانعزالية والتحريض والشحن الطائفي والعقائدي، إلى جانب الإعلام الموجه والذي يقوم على زرع الفتن في المجتمع.
وكعادته لم يضع المشكلة فقط بل اقترح معاليه الحلول لها بوجود استراتيجية لتعزيز الانتماء الوطني. والقضاء على النهج التحريضي من خلال القوانين والأنظمة والروح الوطنية المسئولة، أما بالنسبة للتربية العقائدية الخاطئة، فإن تربية المنزل وتربية النشء بالمدارس وبرنامج التربية الوطنية ودور المدرسين والمدرسات الذين يؤدون هذه المهمة، "فبقدر ما يكونوا مؤمنين برسالتهم الوطنية، بقدر ما سيكونوا قادرين على توصيلها إلى الناشئة" كما أكد معالي الوزير.
كما تقدم الوزير بخطة لتعزيز اللحمة الوطنية هي عبارة عن مبادرة شاملة للانتماء الوطني ترتكز على خمسة عناصر هي: (التشريعات والأنظمة- المناهج والمقررات-المطبوعات- حملات العلاقات العامة - وبرامج الانتماء)، وأعلن معاليه عن جائزة سنوية من وزارة الداخلية لأفضل عمل لتعزيز الولاء والمواطنة وترسيخ قيم الوطنية والانتماء.
إن المجتمع البحريني بمكوناته المختلفة مدعو لإنجاح هذه المبادرة الوطنية الكبيرة ، فالبحرين وطن للجميع وعلى الجميع أخذ زمام المبادرة لرأب الصدع وتعزيز ثقافة الهوية الوطنية والمواطنة والانتماء.