لم يكن تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعدم التراجع عن عملية عفرين، واعتزامه السيطرة عليها، ليتم دون موافقة روسية.
قال أردوغان: "لن نتوقف عن عفرين. ناقشنا ذلك مع أصدقائنا الروس، ولدينا اتفاق. وتحدثنا مع شركاء آخرين في التحالف. وتحدثنا أيضا مع الأمريكيين، لكننا لم نستطع إقناعهم".
هذا التناغم الروسي التركي في سوريا، لم يعد مستغربا، فوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استبق تصريحات أردوغان، بدعوة جميع الأطراف باحترام سوريا وتكامل أراضيها.
وأوضح لافروف: "فيما يتعلق بالدور الكردي في العملية السياسية، فإن هذ الدور يجب يكون موجودا، لكن يجب أن يكون ضمن منصة مشتركة تشمل كل العرقيات والمذاهب والقوى السياسية في سوريا، والتي يتعين عليها أن تحترم سيادة وتكامل سوريا".
وهكذا، وعند تكامل سوريا.. يتوقف الحلم الكردي، فعفرين على صغر مساحتها، معركة كبيرة بين خاسرين.
خسرت تركيا معظم رهاناتها في سوريا، وتدرك أن الحرب توشك على نهاياتها، لكنها تسعى قبل النهاية لأن تجد لنفسها مقعدا مريحا على طاولة التفاوض لتسوية نهائية.
وبعدما دخلت تركيا الساحة السورية وهي جزء من المعسكر الغربي، انتهت داخل المحور الروسي الإيراني.
تبددت أحلام أردوغان الكبرى في سوريا واحدا تلو الآخر، ولم يتبق لديه سوى وقف حلم الأكراد ببناء كيان مستقل قرب حدود بلاده.
أما، الأكراد، الطرف الآخر في المعركة، فهو طرف خاسر قبل أن تفرض عليه المعركة، رفع الدور الكبير الذي لعبه الأكراد في الحرب على داعش، سقف حلمهم في وطن مستقل، واعتقدوا أن الشركاء على جبهات القتال، يمكن أن يقفوا معهم على جبهة الحلم نفسه، وأخطؤوا الحساب.
انتكست محاولة كردية في العراق، وفي الطريق أخرى في سوريا، خذلتهم الولايات المتحدة التي قدمت لهم السلاح، لقتال داعش، واكتفت ببيان يحث تركيا على ضبط النفس.
ومع خذلان الحليف الأمريكي، لم يكن للأكراد توقع مساندة روسية.
تختلف مواقف المعسكرات في سوريا كثيرا، لكنها تتفق غالبا على الأكراد، الذين تشن الحرب على أحلامهم قبل أرضهم.