يبدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد مرور عام على توليه السلطة في أمريكا ودخوله إلى البيت الأبيض في موقف لا يحسد عليه، بعد سلسلة من القرارات غير المدروسة، في الداخل والخارج، نتج عنها إخفاقات وأزمات، لم تبرز شعار «أمريكا أولاً» الذي رفعه ترامب في حملته الانتخابية، وهذا ما كشفه استطلاع الرأي الذي أجراه معهد «غالوب»، ونشرت نتائجه مؤخراً حيث عبر 30% فقط، من المشاركين في الاستطلاع في نحو 134 بلداً عن تأييدهم لقرارات الرئيس الأمريكي خلال عام من توليه الحكم، فيما تسبب الرئيس خلال الربع الأول من فترة حكمه في عزل أمريكا عن محيطها الإقليمي والدولي.
ومن سوء الطالع أنه في الذكرى الأولى لتولي ترامب الرئاسة، تصاب المؤسسات الفيدرالية الأمريكية بالشلل بعد تصويت حاسم أظهر أن الجمهوريين والديمقراطيين لم يتمكنوا من إيجاد حل لتمديد العمل بالموازنة على الرغم من المفاوضات المكثفة وتدخل ترامب بنفسه لحل الأزمة بعدما فشل الجمهوريون في إقناع عدد كافٍ من الديمقراطيين بالموافقة على تمويل الميزانية الاتحادية بشكل مؤقت، وكشفت المعضلة الأمريكية في شلل المؤسسات الفيدرالية عن الرسالة التي أراد الديمقراطيون أن يرسلوها إليه وهو ما سارع ترامب بنفسه إلى التعبير عنه عبر تغريدة على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بقوله «إنها الذكرى السنوية الأولى لولايتي الرئاسية والديمقراطيون أرادوا أن يقدموا لي هدية جميلة»!!
وأظهر الديمقراطيون عناداً وبدا أنهم يحاولون لي ذراع ترامب بشأن قضية الهجرة والتي شكلت معضلة رئيسة لترامب منذ الأسبوع الأول لتوليه الحكم، ولم يبدِ الديمقراطيون اهتماماً كبيراً للتصريحات التي خرجت من البيت الأبيض ومفادها أن «الديمقراطيين يجعلون الأمريكيين رهائن مطالبهم غير المسؤولة»، في إشارة مبطنة إلى قضية الهجرة، خاصة وأنهم اتهموا الجمهوريين بالخضوع لشعبوية ترامب عبر رفض تمويل برنامج يحمي من ترحيل نحو 700 ألف شاب وبالغ، قبل أن يوافق الديمقراطيون في مجلس الشيوخ بعد محادثات شاقة على موازنة مؤقتة على أمل التوصل إلى اتفاق حول مصير مئات آلاف الشباب الذين دخلوا البلاد بشكل غير شرعي عندما كانوا أطفالاً، ممن يسمون بـ»الحالمون» أو «دريمرز»، وهم من الشباب والبالغين الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير شرعي عندما كانوا أطفالاً.
وإذا كان ترامب يفخر بتوقيعه على قانون يشكل أكبر إصلاح ضريبي تشهده أمريكا منذ عقود معتبراً أن التخفيضات الضريبية التي تبلغ قيمتها 1.5 تريليون دولار والتي كانت في صلب وعوده الانتخابية هي بمثابة «هدية عيد الميلاد» للشعب الأمريكي، إلا أن معارضيه الديمقراطيين فسروا تلك الهدية على أنها للطبقات الأغنى وتحمل خطر إحداث فجوة في الدين العام، لكن في المقابل فشل ترامب في إلغاء قانون سلفه باراك أوباما للرعاية الصحية المعروف إعلامياً باسم «أوباما كير»، وسبق ذلك الفشل قرارات أخرى، أبرزها تعثر قرار دخول رعايا دول مسلمة إلى أمريكا، مروراً برفض القضاء الأمريكي لقراره منع المتحولين جنسياً من الالتحاق بالجيش الأمريكي، وفشله في الحصول على تمويل لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك، فضلاً عن الإدانات التي لاحقت مستشاريه والتحقيقات المتواصلة والتي لم تتوقف حتى كتابة هذه السطور بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالحه على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وصولاً إلى فشله في منع إصدار كتاب «نار وغضب»، والذي كشف سلسلة فضائح لإدارة ترامب داخل البيت الأبيض، لم تنتهِ عند حد الفوضى التي تمارسها إدارة الرجل السبعيني داخل البيت الأبيض بشأن السياسات الداخلية والخارجية لـ»أيقونة الديمقراطية» في العالم!!
ولا يمكن تجاهل الفشل الدبلوماسي الذي تواجهه إدارة ترامب في حقيبة الخارجية، خاصة أن هناك سفارات أمريكية في الشرق الأوسط بدون سفراء أمريكيين نتيجة عدم تعيينهم.
وعلى المستوى الخارجي، كانت العزلة الأمريكية العنوان الأبرز لإخفاقات سياسات ترامب، بدءاً من انسحاب واشنطن من اتفاق باريس حول المناخ الذي اعتبره ترامب يتعارض مع المصالح الاقتصادية الأمريكية، وتلا ذلك، قرارات أخرى، أدارت فيها إدارة ترامب ظهرها للمجتمع الدولي ولاتفاقات مع منظمات دولية، بينها معاهدة التبادل الحر لآسيا والمحيط الهادئ، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو»، والمعاهدة الدولية حول الهجرة، ولم يتوقف الأمر عند تلك الاتفاقيات، بل وجه ترامب إلى الأمم المتحدة ضربة من العيار الثقيل، حينما قرر خفض ميزانية بلاده المقدمة إلى الأمم المتحدة بنحو 285 مليون دولار للعامين المقبلين 2018، 2019، في رد فسره محللون ومراقبون على أنه انتقام، بعد التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس، بأغلبية ساحقة ضد قرار ترامب بشأن القدس، بعدما نقض الرجل عقوداً من السياسة الخارجية الأمريكية بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل وعزمه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة بحلول نهاية 2019، وفقاً لتصريحات نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» قبل ساعات.
وخلال عام من حكمه، بدا جلياً أن ترامب لم يتحرك بشكل جدي لتقوية العلاقات مع حلفاء وأصدقاء أمريكا خاصة في دول أوروبا الغربية وكندا والمكسيك، كما أنه لم يقنع حلفاءه التقليديين في دول الخليج والشرق الأوسط بحقيقة موقفه من «إيران النووية»، خاصة وأن دول مجلس التعاون تنتظر الكثير منه حول تحييد السلاح النووي الإيراني، ووقف أنشطة طهران التي تزعزع استقرار المنطقة من خلال دعم الميليشيات المسلحة مثل «حزب الله» في لبنان، وميليشيات المتمردين الحوثيين في اليمن، وميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق، ونظام بشار الأسد في سوريا، خاصة وأنه قبل أيام تراجع وقرر تمديد نظام رفع العقوبات عن إيران في إطار «الاتفاق النووي»، «لآخر مرة»، وهو نفسه الذي تحدث مراراً وتكراراً على مدار عام من حكمه عن «عيوب مروعة» في الاتفاق تحتاج للإصلاح!!
* وقفة:
فشل ترامب خلال عام من حكمه في تقوية علاقاته مع الحلفاء عبر إخفاقات وأزمات وتناقضات لم يفلح معها شعاره «أمريكا أولاً» في الترويج لقطب العقارات الجمهوري!!
ومن سوء الطالع أنه في الذكرى الأولى لتولي ترامب الرئاسة، تصاب المؤسسات الفيدرالية الأمريكية بالشلل بعد تصويت حاسم أظهر أن الجمهوريين والديمقراطيين لم يتمكنوا من إيجاد حل لتمديد العمل بالموازنة على الرغم من المفاوضات المكثفة وتدخل ترامب بنفسه لحل الأزمة بعدما فشل الجمهوريون في إقناع عدد كافٍ من الديمقراطيين بالموافقة على تمويل الميزانية الاتحادية بشكل مؤقت، وكشفت المعضلة الأمريكية في شلل المؤسسات الفيدرالية عن الرسالة التي أراد الديمقراطيون أن يرسلوها إليه وهو ما سارع ترامب بنفسه إلى التعبير عنه عبر تغريدة على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بقوله «إنها الذكرى السنوية الأولى لولايتي الرئاسية والديمقراطيون أرادوا أن يقدموا لي هدية جميلة»!!
وأظهر الديمقراطيون عناداً وبدا أنهم يحاولون لي ذراع ترامب بشأن قضية الهجرة والتي شكلت معضلة رئيسة لترامب منذ الأسبوع الأول لتوليه الحكم، ولم يبدِ الديمقراطيون اهتماماً كبيراً للتصريحات التي خرجت من البيت الأبيض ومفادها أن «الديمقراطيين يجعلون الأمريكيين رهائن مطالبهم غير المسؤولة»، في إشارة مبطنة إلى قضية الهجرة، خاصة وأنهم اتهموا الجمهوريين بالخضوع لشعبوية ترامب عبر رفض تمويل برنامج يحمي من ترحيل نحو 700 ألف شاب وبالغ، قبل أن يوافق الديمقراطيون في مجلس الشيوخ بعد محادثات شاقة على موازنة مؤقتة على أمل التوصل إلى اتفاق حول مصير مئات آلاف الشباب الذين دخلوا البلاد بشكل غير شرعي عندما كانوا أطفالاً، ممن يسمون بـ»الحالمون» أو «دريمرز»، وهم من الشباب والبالغين الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير شرعي عندما كانوا أطفالاً.
وإذا كان ترامب يفخر بتوقيعه على قانون يشكل أكبر إصلاح ضريبي تشهده أمريكا منذ عقود معتبراً أن التخفيضات الضريبية التي تبلغ قيمتها 1.5 تريليون دولار والتي كانت في صلب وعوده الانتخابية هي بمثابة «هدية عيد الميلاد» للشعب الأمريكي، إلا أن معارضيه الديمقراطيين فسروا تلك الهدية على أنها للطبقات الأغنى وتحمل خطر إحداث فجوة في الدين العام، لكن في المقابل فشل ترامب في إلغاء قانون سلفه باراك أوباما للرعاية الصحية المعروف إعلامياً باسم «أوباما كير»، وسبق ذلك الفشل قرارات أخرى، أبرزها تعثر قرار دخول رعايا دول مسلمة إلى أمريكا، مروراً برفض القضاء الأمريكي لقراره منع المتحولين جنسياً من الالتحاق بالجيش الأمريكي، وفشله في الحصول على تمويل لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك، فضلاً عن الإدانات التي لاحقت مستشاريه والتحقيقات المتواصلة والتي لم تتوقف حتى كتابة هذه السطور بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالحه على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وصولاً إلى فشله في منع إصدار كتاب «نار وغضب»، والذي كشف سلسلة فضائح لإدارة ترامب داخل البيت الأبيض، لم تنتهِ عند حد الفوضى التي تمارسها إدارة الرجل السبعيني داخل البيت الأبيض بشأن السياسات الداخلية والخارجية لـ»أيقونة الديمقراطية» في العالم!!
ولا يمكن تجاهل الفشل الدبلوماسي الذي تواجهه إدارة ترامب في حقيبة الخارجية، خاصة أن هناك سفارات أمريكية في الشرق الأوسط بدون سفراء أمريكيين نتيجة عدم تعيينهم.
وعلى المستوى الخارجي، كانت العزلة الأمريكية العنوان الأبرز لإخفاقات سياسات ترامب، بدءاً من انسحاب واشنطن من اتفاق باريس حول المناخ الذي اعتبره ترامب يتعارض مع المصالح الاقتصادية الأمريكية، وتلا ذلك، قرارات أخرى، أدارت فيها إدارة ترامب ظهرها للمجتمع الدولي ولاتفاقات مع منظمات دولية، بينها معاهدة التبادل الحر لآسيا والمحيط الهادئ، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو»، والمعاهدة الدولية حول الهجرة، ولم يتوقف الأمر عند تلك الاتفاقيات، بل وجه ترامب إلى الأمم المتحدة ضربة من العيار الثقيل، حينما قرر خفض ميزانية بلاده المقدمة إلى الأمم المتحدة بنحو 285 مليون دولار للعامين المقبلين 2018، 2019، في رد فسره محللون ومراقبون على أنه انتقام، بعد التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس، بأغلبية ساحقة ضد قرار ترامب بشأن القدس، بعدما نقض الرجل عقوداً من السياسة الخارجية الأمريكية بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل وعزمه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة بحلول نهاية 2019، وفقاً لتصريحات نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» قبل ساعات.
وخلال عام من حكمه، بدا جلياً أن ترامب لم يتحرك بشكل جدي لتقوية العلاقات مع حلفاء وأصدقاء أمريكا خاصة في دول أوروبا الغربية وكندا والمكسيك، كما أنه لم يقنع حلفاءه التقليديين في دول الخليج والشرق الأوسط بحقيقة موقفه من «إيران النووية»، خاصة وأن دول مجلس التعاون تنتظر الكثير منه حول تحييد السلاح النووي الإيراني، ووقف أنشطة طهران التي تزعزع استقرار المنطقة من خلال دعم الميليشيات المسلحة مثل «حزب الله» في لبنان، وميليشيات المتمردين الحوثيين في اليمن، وميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق، ونظام بشار الأسد في سوريا، خاصة وأنه قبل أيام تراجع وقرر تمديد نظام رفع العقوبات عن إيران في إطار «الاتفاق النووي»، «لآخر مرة»، وهو نفسه الذي تحدث مراراً وتكراراً على مدار عام من حكمه عن «عيوب مروعة» في الاتفاق تحتاج للإصلاح!!
* وقفة:
فشل ترامب خلال عام من حكمه في تقوية علاقاته مع الحلفاء عبر إخفاقات وأزمات وتناقضات لم يفلح معها شعاره «أمريكا أولاً» في الترويج لقطب العقارات الجمهوري!!