لست مع «سوسن الشاعر» لأنها وقفت مع أزمة البحرين وحسب، فكل مواطن مخلص للمملكة كان له دور وإسهام في إقرار كلمة الحق ودعم البحرين. وكم كان جميلاً أن يكون للشعب في ذاك الوقت الكلمة العليا من أجل الوطن.. الكلمة التي أراد وأدها البعض على أهوائهم ولكن الباطل إلى زوال دوماً ولابد للحق أن ينتصر. لكني مع الزميلة «سوسن الشاعر» لأننا كنا نظن أن طرحها قد يحدث صراعاً مع بعض السلطات، وكان كثير من الصحافيين – وأنا منهم – ممن يوافقونها في الرأي، ويشدون على يدها، ولربما كانوا سيتخذون مواقف مماثلة وداعمة في وقت قريب، فقد غصت البحرين بهويات لا تمثلها وكان لابد من الالتفات لضبط الهوية البحرينية وإعادة صياغتها من جديد، أو إحيائها -إن صح التعبير. أما ما لم يكن متوقعاً البتة أن يفزع لقولها الجمهور، الذي يؤكد احترامه للكلمة الحرة ومطالبته بها على الدوام، الجمهور الذي كان يخاطب الكتاب والإعلاميين ويتواصل معهم من أجل تبنى قضاياه وإيصال صوته للمنابر الإعلامية ليسمعها صانع القرار بوضوح.
كنا نقول إن صراع الصحافة مع القوى السياسية في بعض البلدان الأجنبية المتطورة أمر خارج دوائر أحلامنا في الخليج العربي عندما يقابل مقالاً نكتبه بالمنع من النشر لارتفاع صراحته، رغم أن البلدان الخليجية في معظمها باتت تكفل حرية التعبير بدرجات متفاوتة. وكنا نتطلع دوماً ونطالب بمزيد من الحريات الصحافية والحد من منع المقالات والبرامج الجريئة من النشر والبث. ولكننا اليوم إزاء سلطة الجمهور الجديدة، ولكنها سلطة غير متزنة إطلاقاً، فهناك من حاول الإمساك بزمام «الرأي العام» وأفلته، بعدما أداره على غير هدى نحو مسارات مثيرة للحيرة والدهشة.!!
لا أدري حقيقةً ما الجرم الذي ارتكبته «الشاعر» بالتشديد على أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية الأمر الذي نحرص عليه جميعاً، شأننا شأن كل الدول الأخرى، ولنا أن نلتفت حولنا قليلاً لنجد كيف بنت بعض الدول المجاورة شخصيتها الوطنية وسوقتها عالمياً. ولكن القاعدة تقول «لتعرف الفاعل ابحث عن المستفيد» ويبدو أن كلام زميلتنا العزيزة قد أوجع البعض وأصاب «بطحات رأس» البعض الآخر، وليس على أولئك ملام بقدر من تبعهم في تلك الحملة الهوجاء دون تفكير. وأذكر تعليقاً طريفاً للزميل «إبراهيم التميمي» يقول فيه «ارفعوا خاصية «إعادة التوجيه Forward» من «الواتساب» عن بعض الفئات في المجتمع»، فكم كان مؤسفاً الإمساك بالموضوع «من ذيله» والجري به لهثاً خلف المعترضين دون تمحيص لمقطع تم اجتزائه بطريقة تخرجه من سياقه العام. وقد كان مؤسفاً أننا في الوقت الذي بتنا نظن أن البعض قد حظى بوعي سياسي عالٍ جراء أزمة البحرين وعموم الظروف السياسية المضطربة في المنطقة، نكتشف أن الوقت مازال مبكراً للحديث عن بلوغ تلك المرحلة عند البعض، فالبعض وللأسف الشديد أثبتوا المثل القائل «مع الخيل يا شقرة».
اختلاج النبض:
لم تنصر جمعية الصحفيين البحرينية الزميلة «سوسن الشاعر» وحسب، وإنما نصرتنا جميعاً كإعلاميين وطنيين، ونصرت كلمة الحق وحرية الكلمة. فلها منا جميعاً كل الشكر.
كنا نقول إن صراع الصحافة مع القوى السياسية في بعض البلدان الأجنبية المتطورة أمر خارج دوائر أحلامنا في الخليج العربي عندما يقابل مقالاً نكتبه بالمنع من النشر لارتفاع صراحته، رغم أن البلدان الخليجية في معظمها باتت تكفل حرية التعبير بدرجات متفاوتة. وكنا نتطلع دوماً ونطالب بمزيد من الحريات الصحافية والحد من منع المقالات والبرامج الجريئة من النشر والبث. ولكننا اليوم إزاء سلطة الجمهور الجديدة، ولكنها سلطة غير متزنة إطلاقاً، فهناك من حاول الإمساك بزمام «الرأي العام» وأفلته، بعدما أداره على غير هدى نحو مسارات مثيرة للحيرة والدهشة.!!
لا أدري حقيقةً ما الجرم الذي ارتكبته «الشاعر» بالتشديد على أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية الأمر الذي نحرص عليه جميعاً، شأننا شأن كل الدول الأخرى، ولنا أن نلتفت حولنا قليلاً لنجد كيف بنت بعض الدول المجاورة شخصيتها الوطنية وسوقتها عالمياً. ولكن القاعدة تقول «لتعرف الفاعل ابحث عن المستفيد» ويبدو أن كلام زميلتنا العزيزة قد أوجع البعض وأصاب «بطحات رأس» البعض الآخر، وليس على أولئك ملام بقدر من تبعهم في تلك الحملة الهوجاء دون تفكير. وأذكر تعليقاً طريفاً للزميل «إبراهيم التميمي» يقول فيه «ارفعوا خاصية «إعادة التوجيه Forward» من «الواتساب» عن بعض الفئات في المجتمع»، فكم كان مؤسفاً الإمساك بالموضوع «من ذيله» والجري به لهثاً خلف المعترضين دون تمحيص لمقطع تم اجتزائه بطريقة تخرجه من سياقه العام. وقد كان مؤسفاً أننا في الوقت الذي بتنا نظن أن البعض قد حظى بوعي سياسي عالٍ جراء أزمة البحرين وعموم الظروف السياسية المضطربة في المنطقة، نكتشف أن الوقت مازال مبكراً للحديث عن بلوغ تلك المرحلة عند البعض، فالبعض وللأسف الشديد أثبتوا المثل القائل «مع الخيل يا شقرة».
اختلاج النبض:
لم تنصر جمعية الصحفيين البحرينية الزميلة «سوسن الشاعر» وحسب، وإنما نصرتنا جميعاً كإعلاميين وطنيين، ونصرت كلمة الحق وحرية الكلمة. فلها منا جميعاً كل الشكر.