شن رجل الأعمال الملياردير جورج سوروس في دافوس هجوما لاذعا على شركات التكنولوجيا العملاقة ووصفها بأنها جهات احتكارية قابلة للتلاعب بها استبداديون لتخريب الديموقراطيات.
وخلال عشاء سنوي تقليدي يستضيفه في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في جبال الألب السويسرية، حول سوروس أنظاره الخميس إلى عدد من المواضيع منها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والضجة المحيطة بعملة بتكوين الافتراضية.
لكن المستثمر المولود في المجر خصص الجزء الأكبر لصب غضبه على عمالقة التكنولوجيا في سيليكون فالي، وقال إنها تحتاج لضوابط أكثر صرامة.
وقال الملياردير البالغ من العمر 87 عاما في خطاب أمام ضيوفه "إن فيسبوك وغوغل تسيطران فعليا على نصف عائدات الإعلانات على الإنترنت".
وأضاف "يزعمان أنهما مجرد موزعين للمعلومات، إن حقيقة كونهما موزعين شبه احتكاريين يجعلهما مرفقين عامين ويجب أن يخضعا لقوانين أكثر صرامة، تهدف إلى الحفاظ على التنافس والابتكار والتواصل العالمي بشكل عادل ومفتوح".
وتنبأ أن يقوم عمالقة التكنولوجيا "بتوريط أنفسهم" للوصول إلى أسواق رئيسية مثل الصين مما يخلق "تحالفا بين دول استبدادية ومحتكري تكنولوجيا المعلومات الكبار الذين يمتلكون كمية هائلة من البيانات".
وأضاف "هذا قد يتسبب حقا في شبكة سيطرة استبدادية لم يتصور مثيلا لها حتى الدوس هاكسلي أو جورج أوريل".
وتوقع ان تبدأ الحكومات بتنظيم أكثر تشددا للقطاع وقال ان "دافوس مكان جيد للاعلان بان أيامهم باتت معدودة".
وانتقد سوروس المعروف بتجاراته المالية الرابحة عملة البتكوين ووصفها "بالفقاعة النموذجية"
لكنه قال إن العملة الافتراضية ستتجنب على الأرجح انهيارا كاملا لأن الاستبداديين لا زالوا يريدون استخدامها للقيام باستثمارات سرية في الخارج.
وقال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحكم "دولة مافيا" ووصف ترامب بأنه "خطر على العالم".
لكنه تنبأ بأن جاذبية ترامب لن تدوم. وقال "اعتبر ذلك ظاهرة مؤقتة بكل معنى الكلمة وستختفي في 2020 أو حتى قبل ذلك".
لكن توقعات الملياردير التقليدية في دافوس لم يكتب لها النجاح دائما. فالعام الماضي في سويسرا حذر من أن طفرة أسواق المال ستنتهي بعد انتخاب ترامب وأن نسبة النمو في الصين غير مستدامة.
ويتواصل النمو في الصين فيما تسجل الأسهم الأمريكية مستويات قياسية.