برلين - لوركا خيزران

"قل لي من ترافق أقل لك من أنت" مقولة عربية باتت بحاجة إلى "عصرنة" أكثر، لتصبح "أرني مع ماذا تتفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي "سوشيال ميديا" أقل لك من أنت"، وبالإسقاط على اللاجئين السوريين في أوروبا عموماً وألمانيا خاصة، فإن احتلال صدارة لائحة التفاعل مع المحتويات التعليمية مثل "مشروع كيرون الدراسي"، والمحتوى الداعي للاندماج كـ"مشروع فوجاتو" يعطي مؤشرات قابلة للقياس حول ماذا يفعل كثير من اللاجئين الآن في أوروبا، يبدو أن عديداً منهم لم يضعوا أيديهم على خدودهم، هم يتعلمون ويندمجون ويعملون، وبعضهم يعزفون على الطبلة "الدربكة" في أوركسترا ألمانية.

"الألمانية" من أي مكان "ببلاش"

لم تكد منتديات وصفحات متخصصة بأخبار اللاجئين تنشر تسجيلاً مصوراً حول المشروع التعليمي الألماني لللاجئين "كيرون" الحاصل على جائزة الابتكار، والمتضمن منح اللاجئين في جميع أنحاء العالم فرص للدراسة حتى تقاطرت المشاركات والتعليقات والاستيضاحات بالآلاف من قبل المشاركين في الصفحات من اللاجئين.

وبعد التفاعل الكبير مع المنشور توصل المهتمون لى إجابات شافية بينها أن شركة "كيرون" الراعية للمشروع تتيح للمشتركين دورات مجانية على الإنترنت، عقب حصول المشروع التعليمي الألماني المخصص لللاجئين على جائزة الابتكار من قبل المجلس الأوروبي.

شركة "كيرون" حديثة الإنشاء تمنح اللاجئين الآن في جميع أنحاء العالم فرص للدراسة، بغض النظر عن وضعهم القانوني أو مكان إقامتهم، كما تتيح للمشتركين دورات مجانية على الإنترنت يتم تقديمها من قبل جامعات مختلفة، إضافة إلى دورات في اللغة، مع مرشدين متخصصين وإمكانية لقاء طلاب آخرين، فيما بإمكان الطلاب الاختيار بين أربعة برامج دراسية مختلفة.

لم تتوقف التفاعلات حول الاستيضاح والسؤال، بل تعدتها إلى تقييم المشروع والدعوة للانخراط فيه على اعتبار أنه "إذا كان هدف وجودك في ألمانيا تعزيز اندماجك والحصول على الفرص المناسبة على المدى الطويل، هذه فرصتك.. لقد هبت رياحك" وفق ما كتب أحد المعلقين. وبحسب ما كتب القائمون على المشروع فإن هناك ألفاً وخمسمائة طالب مسجلين حتى الآن.

ناقص "الربابة"

الموسيقى لغة عالمية يفهمها الجميع، لكن تبقى لكل شعب موسيقاه الخاصة التي تطربه وتفرحه وترقصه وربما تبكيه، إلا أن مشروع "فوجاتو" جاء ليغني على ليلاه فغنى معه وتفاعل آلاف اللاجئين، إذ إن هذا المشروع يتيح الفرصة للشباب اللاجئ في ألمانيا، والمهتمين بالموسيقى من بلدان أخرى، أن يبتكروا موسيقى جديدة، وذلك بمساعدة موسيقيين محترفين.

وللوهلة الأولى تعتقد أن هناك "نشازاً" في هذا المشهد الموسيقي فالعود إلى جانب الجيتار، والطبلة "الدربكة" إلى جانب الدرامز، لكن سرعان ما ترجم المشاركون في المشروع هذا "النشاز" إلى موسيقى تنشد بناء الجسور بين الحضارات.

من رحلته الحرب قسراً خارج وطنه اضطر إلى حمل ما خف وزنه وغلا ثمنه، فحمل اللاجئون من الموسيقيين نوتاتهم الموسيقية في مساماتهم ربما، فوجدوا في المشروع ضالتهم ليتفاعلوا معه ويبدؤوا رحلة الحلم معه منذ الدقيقة الأولى لنشر القائمين على المشروع فيديو ترويجي للراغبين بالانضمام.

حتى "السميعة" ممن لا يتقنون أي نوع من الموسيقى أو الغناء كان لهم حضور لافت بالتفاعل مع الفيديو المنشور، سواء بالإشادة به والتعهد بحضور حفلاته، أو بالتندر حيث علق أحدهم كاتباً "مو ناقص إلا الربابة".

القائمون على المشروع وجدوا أيضاً ضالتهم في هؤلاء المتعطشين للمضي بحياتهم الجديدة قدماً، فأوضحوا أن "المشروع عبارة عن فرصة للشباب اللاجئ المهتم بالموسيقى لابتكار موسيقى جديدة تأتي من تناغم الموسيقى الشرقية والغربية، ومن ثم عرضها على المسرح أمام الجمهور.

ولم يكن القائمون على المشروع بمنأى عن المعلقين والمتفاعلين والمشاركين، إذ عبروا عن "الثقة بنجاح المشروع وتقديم موسيقى مبهرة بذائقة جديدة، لم يعرفها التاريخ من قبل".

link2brain.. "الغلطة صح"

وكان من أكثر المنشورات التي لقيت تفاعلاً على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو تعليمي انتجه فتاة وشابان، ويعرف اللاجئين في ألمانيا بتطبيقات على الجوال تساعدهم على تعلم اللغة بسهولة، الاطلاع على طرق متابعة الأوراق الرسمية والحكومية الخاصة باللجوء، إضافة لتطبيقات "التعلم الذاتي عن طريق الخطأ والصواب".

وأعطى المتفاعلون مع الفيديو المنشور تقييماتهم لكل تطبيق بحسب تجاربهم باستخدامه، فحصل تطبيق "آنكومن" Ankommen على 3 نجوم وسطياً، وهو بحسب المستخدمين يختص بتقديم معلومات للاجئين حول الطرق المثلى لمتابعة أوراقهم وبينها "لم الشمل، موعد المحاكمات، متابعة أوراق الإقامة، الحصول على سكن، الحصول على عمل عن طريق "جوب سنتر"، والحصول على المساعدات المالية وغيرها من الخدمات"، فيما كان المأخذ الوحيد على التطبيق خلوه من ميزة البحث.

وحاز تطبيق هالودويتش halloDeutsch المختص بتعليم اللغة الألمانية للاجئين على 3 نجوم وسطياً، ورغم إشادة الكثيرين من المتفاعلين مع المنشور بمزايا هذا التطبيق التي يتيح تعلم مترادفات كثيرة للكلمة ويضعها بسياقها الصحيح، إلا أن انتقادات وجهت له لخلوه من الأفعال وعدم وجود شرح باللغة العربية، ما يجعله حكراً على أصحاب المستويات العالية باللغة الألمانية.

وكانت حصة الأسد بحصد النجمات من نصيب تطبيق "لينك تو برين" link2brain الذي حاز 4 نجوم، وهو تطبيق للتعليم الذاتي يقوم على ترك المجال لمتعلم اللغة ارتكاب أخطاء يستطيع هو فيما بعد اكتشافها وتفاديها، كما يتيح للمستخدم تقييم نفسه بالرضا أو عدم القبول، وقد نال التطبيق التقييم الأعلى لتضمنه شرحاً باللغة العربية.

حكي بـ"البافاري"

وتجاوز تفاعل رواد التواصل الاجتماعي، من المهتمين بالتعلم والاندماج، المنشورات والفيديوهات المتعلقة بتعليم اللغة إلى تسجيلات تسلط الضوء على الفرق بين اللهجة "البافارية" في مدينة بايرن واللهجة الألمانية العادية، إذ يتحدث الناس في ولاية بافاريا "بايرن" الألمانية ولكن بلهجة خاصة ومميزة تمكن الكثيرون من التعرف عليها عبر مشاهدة الفيديو التعليمي والتفاعل معه.. وفيما يلي لمحة عن "بافاريا" بحسب موقع ويكيبيديا:

بافاريا "بالألمانية Bayern أو Freistaat Bayern" "عن هذا الملف Freistaat Bayern "؟ • معلومات" إحدى الولايات الاتحادية (Bundesland) الـ16 المكونة لجمهورية ألمانيا الاتحادية.

عاصمتها وكبرى مدنها هي مدينة ميونيخ التي تقع شمالاً من جبال الألب. في بافاريا توجد أعلى قمة لجبال الألب الألمانية وتسمى قمة تسوغشبيتسه التي يبلغ ارتفاعها 2950 متراً فوق سطح البحر.

بمساحتها المقدرة بـ70.553 km² تعد أكبر الولايات مساحة، وهي ثانية الولايات بعدد السكان بعد ولاية شمال الراين – وستفاليا، حيث يبلغ عدد سكانها 12.400.000 نسمة. تعتبر بافاريا أغنى الولايات الألمانية ويساهم اقتصادها بجزء كبير من الاقتصاد الألماني الكلي.

حكمت عائلة فيتلسباخ "Wittelsbach" بافاريا بين عامي 1180 - 1918. أصبحت بافاريا مملكة في عام 1806. وفي عام 1815 أصبحت بلاتينات جزءاً من هذه المملكة. حكم لودفيك الثاني بافاريا كملك بين عامي 1864-1886.

***---***

أحمد