لاتزال قضية الشبان البريطانيين الثلاثة الذين ظهروا في تسجيل فيديو نشره تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" قبل أسابيع، تشغل الرأي العام في بريطانيا، حيث شكل ظهورهم صدمة للبريطانيين بعد أن وجهوا عبر التسجيل دعوة لأقرانهم وأصدقائهم من أجل الالتحاق بهم في سوريا وقتال النظام هناك.وكتب أصغر الشبان الثلاثة، وهو الفتى أصيل مثنى البالغ من العمر 17 عاماً، في تعليق على الإنترنت: "إذا لم يلتحقا بنا (أي والداه) من أجل الجهاد في سوريا فسألقاهما يوم القيامة، لأني لن أعود إلى بريطانيا أبداً"، مشيراً إلى أنه "يكره بريطانيا، لأنها أرض كفر".والفتى أصيل مثنى غادر إلى سوريا بصحبة شقيقه ناصر البالغ من العمر 20 عاماً، وهو - أي مثنى - كان من المفترض أن يحصل على شهادة الثانوية العامة خلال الصيف الحالي، لكنه قرر مغادرة منزله سراً والالتحاق بالمقاتلين في سوريا، حيث انضم إلى تنظيم داعش، وبعد ذلك فوجئ أهالي الشابين بهما وهما يظهران في تسجيل الفيديو الذي أثار ضجة واسعة في بريطانيا.والشقيقان ناصر وأصيل مولودان في بريطانيا، إلا أن أصولهما تعود إلى اليمن، وتسكن عائلتهما في مدينة كاردف عاصمة مقاطعة ويلز التي تعتبر واحدة من أجمل الأماكن في أوروبا والمملكة المتحدة.وفي الوقت الذي نشر فيه الفتى الأصغر أصيل تعهده بعدم العودة إلى بريطانيا، فإن الشقيق الأكبر ناصر سخر من السلطات البريطانية ومن خشيتها أن يعود الجهاديون من سوريا لتنفيذ عمليات في بلادهم بعد أن يكونوا قد تلقوا التدريب الكافي هناك، حيث نشر ناصر صورة عبر حسابه على "تويتر" ويظهر فيها مع قنبلة محلية صنعها في منزله، وكتب إلى جانب الصورة: "بريطانيا تخشى أن نعود ومعنا هذه المهارات التي تعلمناها هنا".ونقلت جريدة "التايمز" عن أحمد مثنى، وهو والد كل من ناصر وأصيل قوله: "أشعر أنهما لن يعودا مجدداً، ماذا أستطيع أن أفعل أنا من جانبي؟ لقد تم غسل دماغيهما بشكل كامل حتى أصبحا هكذا".أما الفتى أصيل فكتب على الإنترنت: "شقيقي ناصر هاجر قبلي، بعد ذلك رأيت كم بكت الأسرة، وكم تألمت واضطربت، فقلت بنفسي ربما ذهاب واحد فقط من الأسرة للجهاد يكفي، لكنني صليت الاستخارة وطلبت من الله أن أحلم، وبعدها ذهبت مثل أخي".وكتب أحد المعلقين على كلام أصيل بأنه يتمنى له العودة سالماً إلى والديه، لكن أصيل أجاب: "إلى بريطانيا؟ لن أعود أبداً، إذا لم يلتحقوا بنا ويهاجروا فلن نلتقي حتى يوم الحساب".وعندما سئل أصيل عبر الإنترنت أيضاً عن شعوره تجاه بريطانيا أجاب: "إنها أرض الكفر، أنا لا أحبها، لكنها لا تعنيني، لأننا نعمل على توسيع دولة الخلافة في أرض العرب".وتمكن صحافي بريطاني من الوصول إلى أصيل عبر الإنترنت أيضاً فسأله: "كم من البريطانيين يقاتل معكم الآن في سوريا والعراق؟"، أجاب (Loadssssssssss lol)، وهو ما يعني "كثير جداً".يشار إلى أن الشرطة البريطانية تقدر أعداد المقاتلين البريطانيين حالياً في صفوف "داعش" بأنهم نحو 500 شخص، فضلاً عن نحو 300 شخص عادوا إلى بريطانيا بعد أن أمضوا فترة في صفوف المقاتلين بسوريا.