كتب - حذيفة إبراهيم: استطاع عمر وأحمد ويوسف الوصول إلى المرتبة الأولى على مستوى البحرين في اللعبة العالمية الشهيرة «clash of clans»، من خلال تحالفهم في اللعبة تحت مسمى «ملوك البحرين»، إلا أن تلك المسيرة مرت بمحطات غريبة غيرت تفكيرهم ونمط مشاركتهم في اللعبة.وأشاروا خلال لقائهم مع «الوطن» إلى أن اللعبة تعتمد على العديد من الأمور الواقعية سواء، وتحفز اللاعبين فيها إلى الانصياع التام للأوامر العليا، مع محاولة إبراز التكتيكات العسكرية والهجومية خلال «الحروب الافتراضية» التي تجري داخل اللعبة لتحقيق الانتصار.وبيّنوا أنهم صُعِقوا حينما وجدوا العديد من «التحالفات» داخل اللعبة بأسماء مسيئة للبحرين، ليتبين لاحقاً أن تلك «التحالفات» تابعة لأشخاص «راديكاليين» في المملكة هدفهم اصطياد «الشباب» ذوي التكتيكات الحربية الذكية للمشاركة في المسيرات وفي أعمال الشغب والتخريب التي تجري في مختلف مناطق المملكة.وأكدوا أن بعض الأطراف من «المخربين في البحرين» مستمرين في تشويه صورة المملكة خارجياً من خلال اللعبة الجديدة التي توفر «محادثة عالمية» مع أكثر من 68 مليون مشترك حتى الآن فيها، وهو ما يعتبر مجتمعاً إلكترونياً متنامياً.وقالوا إن اللعبة انطلقت منذ حوالي عامين، ويمارسونها بشكل اعتيادي، حيث تحتوي على العديد من الأمور الواقعية، كضرورة الالتزام بالخطط والتكتيكات، وليس ضرورياً أن يكون الشخص قوياً، وإنما لديه خطة صحيحة.وأشار إلى أن اللعبة تطورت لاحقاً، وأصبحت هناك إمكانية لعقد تحالفات بين اللاعبين، فضلاً عن المحادثة باللغة العربية.وتابعوا أن التفاعل من البحرين كبير، ولكن هناك العديد من «الراديكاليين، يحاولون الهيمنة على اللعبة لإيصال رسائلهم وتشويه صورة البحرين، فضلاً عن التعرف على أفضل اللاعبين من المملكة واستدراجهم لتنفيذ خطط الهجمات ضد الشرطة أو المشاركة في المسيرات وغيرها من الأعمال الإرهابية.وأكدوا أن اللعبة يمكن الخروج منها بقيادات، فالقائد الفعلي فيها يمكنه القيادة في الخارج، فضلاً عن أنها تدرب الشباب على كيفية أن يكون الشخص مرؤوساً والعمل بروح الفريق الواحد.وتابعوا «نحن لم نكن نعرف أحداً، ولكننا اليوم أكثر من 45 شخصاً في التحالف، ونتلاقى يومياً أو أسبوعياً من أجل الخطط».وقالوا إن «التنسيق» عالٍ في الحروب الافتراضية في اللعبة، كونها استحدثت حرب التحالفات، مؤكدين أن اللعبة أثرت عليهم بشكل شخصي، وكيف يتم التنسيق فيما بين المجموعة الواحدة، واحترام القوانين، والتعرف على شخصية الآخرين في التحالف، ومعرفة من يستطيع الالتزام بالعمل الجماعي والأوامر من عدمه.وأشار عمر وهو قائد تحالف «ملوك البحرين» إلى أن اللعبة تعتمد على المجهود الجماعي، وهناك «عزيز لوف» هو الأول في اللعبة على مستوى البحرين والسادس على مستوى الخليج، ولكنه ارتأى أن يلعب تحت قيادة المجموعة، بعيداً عن أجواء التعصب والأنانية، نظراً لأهمية المصلحة الجماعية.وحول اسم التحالف «ملوك البحرين» أكد أن الاسم انطلق من كون البحرينيين ملوكاً، وولائهم للعائلة الحاكمة في المملكة، مشيراً إلى أنه يحاول الدفاع عن البحرين في وسط جميع «التحالفات» التي تحاول تشويه سمعتها.وقال إن هناك أسماء كـ «أحرار البحرين» و أخرى تسقيطية مسيئة، مبيناً أن اللعبة تعتبر مركزاً هاماً للتواصل الاجتماعي الجديد، فضلاً عن كونها تنتج قادة، وفرق عمل مفيدة لديها قائد ينفذ الجميع كلامه، حيث يتم استغلال تلك المجموعات من قبل «الراديكاليين» في البحرين.وشدد أن ارتفاع اسم «ملوك البحرين» يعطي مجالاً للتحالفات العالمية الأخرى بالتواصل معهم، والحديث حول حقيقة مجريات الأحداث في البحرين بدلاً من ارتفاع الجماعات الأخرى التي تسعى لتشويه سمعتها.وبين أن من بين «التحالفات» التي تمت هزيمتها «نحن نكفر بالإسلام»، غيرها من المسيئة للدين أو المذهب، فضلاً عن أنه تم التواصل مع إدارة اللعبة ومطوريها لإزالة تلك التحالفات نظراً للكراهية التي تحملها تجاه الدين الإسلامي.من جانبه قال عضو الفريق يوسف ان للعبة أبعاداً سياسية وطائفية واجتماعية في الوقت نفسه، مبينا أن 90? من الموجودين في التحالفات موظفين ومن فئة الشباب المميز في عمله، فهي تساعد على تنظيم الوقت ومعرفة أهميته، وضرورة العمل بروح الجماعة والانصياع لأوامر القادة.وأشار إلى أن اللعبة تظهر الشخصيات لمن يمارسها، حيث يظهر مدى التزام الشخص بالأوامر ومدى ذكائه في التكتيكات وقدرته على المواجهة.وأكد أن «تحالف» ملوك البحرين كسب أكثر من 95% من الجولات التي خاضها مع التحالفات الأخرى والتي من بينها خليجية وأخرى عالمية.وبيّن أن اللعبة ليست ذات أهداف ترفيهية فقط، وإنما سياسية ودينية وأخلاقية، وغيرها من الأهداف المخفية، بالإضافة إلى خلق قادة ومجموعات عمل متميزة.وروى يوسف أن من بين الأمور الغريبة التي واجهته هي محاولة بعض أصحاب «التحالفات» كـ»14 فبراير» و»أحرار سترة» استقطابه نظراً لتميزه، وكان أول سؤآلهم له «هل أنت سني أم شيعي»، وبعد دخوله معهم، اتضحت محاولتهم للتنسيق إلى مسيرة غير مرخصة، والتحشيد لها، دون طلب الاسم أو حتى رقم الهاتف وغيرها من المعلومات الأساسية، حيث الهدف هو التحشيد فقط، فطلبوا منه التواجد في المكان المحدد فقط.وأوضح أن اللعبة «خطيرة» ويمكن أن تستغل بطريقة سيئة من قبل تلك الجماعات، نظراً للخصوصية التي تتمتع بها في المحادثات بين المتحالفين.وأشار إلى أن الجماعات الراديكالية الموجودة داخل اللعبة من البحرين تروج لما تريده من خلال الملف الشخصي لكل لاعب، حيث يكتبون بأسماء تسيء للبحرين، ثم أهدافهم باللغتين العربية والإنجليزية، ووصولهم إلى مراتب متقدمة يعطيهم الفرص للترويج لها.وروى يوسف أن أحد اللاعبين من دولة عربية اقتنع بما تروج له تلك الجماعات، قبل أن يعرف الحقيقة في الحديث معه.وقال إن تلك الجمعات تستغل أيضاً اللعبة للترويج لحساباتها في «الفيس بوك» و»تويتر» وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للراديكاليين.وأكد أن اللعبة «غير مراقبة» ويمكن توجيه الأعضاء فيها من خلال «الواقع الافتراضي» للعمليات الإرهابية، خصوصاً في ظل الخوف من الانكشاف، حيث يؤدون ما عليهم من مهمات دون معرفة الأسماء أو الأشخاص.وشدد على أنه يمكن تجنيد فئات معينة من خلال معرفة الأشخاص الذين لديهم القدرة على التكتيك والتصرف بذكاء في مختلف المواقف والحروب، وهو ما يعني استغلالهم لإنجاح العمليات التي يسعون للوصول لها.وأكد أنه حتى مؤسسي اللعبة يمكنهم استغلال الأفضل في العالم للوصول إلى فريق قادر على تحقيق المهمات من خلال اعلمل الجماعي والانصياع لأوامر القادة.وتابع «لو امتلك فريق عمل لاخترت الأشخاص الموجودين ضمن التحالف معي، نظراً لكونهم منظمين ومحددي الأهداف، وينفذون الأوامر التي تأتي من القائد، وسيكون بالطبع أفضل فريق»، مشيراً إلى أن نقل الأفكار وارد في اللعبة سواء الهدّامة أو الجيدة منها.بدوره قال عضو الفريق أحمد «تمت دعوتي من قبل إحدى الفتيات للدخول في التحالف معها، واكتشفت أنها شبكة دعارة منظمة، ويسعون للحصول على من يمارس تلك الرذيلة في البحرين، واستقطاب فتيات من الداخل للانضمام لتلك الشبكة، ثم تبادل الأرقام والمواعيد وغيرها عن طريق المحادثات التي تعتبر سرية بشكل تام».وتابع «ربما هو النمط الجديد من التغيير الذي يسعى البعض للحصول عليه في البلدان، كما أنه بلا شك أحد أكبر وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة في العالم».ورأى أن «التخطيط العالمي يستهدف الشباب من خلال تلك الألعاب، والتي هي بعيدة تمام البعد عن الشبهات، فيستطعون معرفة القادة، والمؤثرين، وطريقة تفكير بعض الشعوب، وغيرها من الاستراتيجيات، فضلاً عن كون من يمارسونها هم من أفضل الناس في التفكير». وقال أحمد «من يعتبر بخيل في الواقع، هو فعلاً بخيل في اللعبة، ومن لديه شخصية طيبة في اللعبة تلك هي شخصيته في الواقع»، مضيفاً «بدأت اللعبة تطورني شخصياً، فقد تعلمت منها الكثير، وتعلمت من عمر الكثير أيضاً». وأضاف أنه تلقى عروضاً للمشاركة في مسيرات أو غيرها من الفعاليات غير المرخصة في البحرين، مؤكداً أن طرحه والفريق للموضوع جاء لحبهم للبحرين ولمحاولتهم الدفاع عنها بشتى الطرق والوسائل.وذكر بوجود تحالف تحت مسمى «أكاديمية التغيير» ولا يمكن لأي شخص الدخول فيه إلا بعض القيادات المميزة، مما يؤكد نظرية اختيار القيادات التي تستطيع التأثير على الآخرين.وشدد أنه يمكن من خلال اللعبة إيصال رسالة البحرين بسهولة وسرية تامة، كما هو الحال لغيرها من الأخبار والرسالات سواء أكانت سيئة أم جيدة، مشيراً إلى أن التحديثات الأخيرة للعبة أضافت اللغة الروسية لها، بالإضافة لباقي اللغات، مما يعني استهدافها للمزيد من الدول.