في أقصى صحراء الربع الخالي تقع شيبة، بقيت هذه المنطقة مندثرة من غابر العصور وحتى منتصف القرن الماضي، وكان المرور فيها محوراً على عدد قليل من البدو.
وسط شيبة كانت أرامكو تغير التاريخ، وتقلب الجغرافيا، وتثبت أن ثروتها لا تقتصر على امتياز التنقيب عن الخام وإنتاجه في السعودية فقط، بل يتعداه إلى جرأتها للوصول إلى أي مكان لتنقب باطنه، وتغير ظاهره.
تبعد هذه المنطقة حوالي 750 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من مدينة الظهران (المركز الرئيسي لشركة أرامكو السعودية) ويمتد الحقل بشكل طولي من الشمال إلى الجنوب بطول 63 كيلومترا وبعرض 13 كيلومترا، لتصل المساحة الإجمالية المسطحة لحقل شيبة إلى 800 كيلومتر مربع.
وقصة العثور على النفط في شيبة تعود إلى عام 1968. زحفت أرامكو حينها عبر مسالك الصحراء الصعبة إلى الربع الخالي، بعد رحلات سابقة قامت بها فرق استكشاف أجنبية في الربع الخالي.
وأثناء حفر البئر الاستكشافية (الشيبة 1) تدفق البترول، وأعلنت أرامكو عن وجود كميات كبيرة من الخام في هذه المنطقة، إلا أن عملية الإنتاج تأخرت، بسبب تحديات في الجدوى الاقتصادية للإنتاج بطريقة الحفر العمودية، وهو الأمر الذي أخر الإنتاج لثلاثين عاماً حتى تم تطوير طريقة الحفر الأفقية.
إلا أن تطوير عملية الحفر الأفقية لم تعنِ نهاية التحديات التي واجهتها أرامكو لبدء الإنتاج من شيبة، فالمنطقة معزولة تماماً، والوصول لها كان يستغرق أسبوعاً قبل تعبيد الطرق، إضافة لدرجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين درجة مئوية في فصل الصيف.
أطلقت أرامكو ورشة عمل ضخمة، نقلت 55 ألف طن من المؤن والمعدات إلى شيبة، بالإضافة لملايين الغالونات من المياه والوقود. وعلى مدى ثلاث سنوات كانت ورشة العمل تمضي بخطى متسارعة، تم حفر الآبار اللازمة للإنتاج، وإنجاز مشروع المنشآت، الذي يتكون من ثلاثة معامل لفرز الزيت من الغاز، إضافة للمنطقة السكنية والإدارية. وربطت أرامكو شيبة بأنابيب يصل طولها إلى 638 كيلومتر لنقل البترول إلى منطقة بقيق على الساحل الشرقي.
وتقول أرامكو إن عمليات الإنشاء في حقل شيبة استلزمت استحداث تقنيات معينة، تقلل من التكاليف لتأمين الخدمات اللوجستية، النقل والتوزيع، التنقيب وإدارة المشاريع، بالإضافة لاستخدام أجهزة حفر معينة.
وعند افتتاح الحقل أواخر التسعينيات، بلغ إنتاجه 500 ألف برميل يومياً من الزيت العربي الخفيف جداً. وبلغت احتياطيات حقل شيبة نحو بنحو 15 مليار برميل، ما يعني أن هذا الحقل قادر على ضخ البترول لنحو 70 عاماً بمستويات إنتاجه الحالية. وعلى الرغم من أن شيبة يعد حقلاً متوسط الحجم مقارنة بحقول سعودية أخرى، إلا أن إنتاجه اليومي يعادل خمس أضعاف إنتاج دولة الغابون، أصغر أعضاء أوبك.
وفي عام 2008، قررت أرامكو إطلاق أعمال توسعة جديدة في الحقل لترفع الإنتاج إلى مليون برميل يومياً، ولتزيد من كميات الغاز التي يتم معالجتها في الحقل.
اليوم يسكن شيبة آلاف السعوديين، يعملون على مدار الساعة، ويمدون سوق النفط العالمية بمئات الملايين من براميل البترول سنوياً. وربطت أرامكو هذه المنطقة مع باقي المدن السعودية عبر مطار خاص لموظفيها.
وسط شيبة كانت أرامكو تغير التاريخ، وتقلب الجغرافيا، وتثبت أن ثروتها لا تقتصر على امتياز التنقيب عن الخام وإنتاجه في السعودية فقط، بل يتعداه إلى جرأتها للوصول إلى أي مكان لتنقب باطنه، وتغير ظاهره.
تبعد هذه المنطقة حوالي 750 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من مدينة الظهران (المركز الرئيسي لشركة أرامكو السعودية) ويمتد الحقل بشكل طولي من الشمال إلى الجنوب بطول 63 كيلومترا وبعرض 13 كيلومترا، لتصل المساحة الإجمالية المسطحة لحقل شيبة إلى 800 كيلومتر مربع.
وقصة العثور على النفط في شيبة تعود إلى عام 1968. زحفت أرامكو حينها عبر مسالك الصحراء الصعبة إلى الربع الخالي، بعد رحلات سابقة قامت بها فرق استكشاف أجنبية في الربع الخالي.
وأثناء حفر البئر الاستكشافية (الشيبة 1) تدفق البترول، وأعلنت أرامكو عن وجود كميات كبيرة من الخام في هذه المنطقة، إلا أن عملية الإنتاج تأخرت، بسبب تحديات في الجدوى الاقتصادية للإنتاج بطريقة الحفر العمودية، وهو الأمر الذي أخر الإنتاج لثلاثين عاماً حتى تم تطوير طريقة الحفر الأفقية.
إلا أن تطوير عملية الحفر الأفقية لم تعنِ نهاية التحديات التي واجهتها أرامكو لبدء الإنتاج من شيبة، فالمنطقة معزولة تماماً، والوصول لها كان يستغرق أسبوعاً قبل تعبيد الطرق، إضافة لدرجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين درجة مئوية في فصل الصيف.
أطلقت أرامكو ورشة عمل ضخمة، نقلت 55 ألف طن من المؤن والمعدات إلى شيبة، بالإضافة لملايين الغالونات من المياه والوقود. وعلى مدى ثلاث سنوات كانت ورشة العمل تمضي بخطى متسارعة، تم حفر الآبار اللازمة للإنتاج، وإنجاز مشروع المنشآت، الذي يتكون من ثلاثة معامل لفرز الزيت من الغاز، إضافة للمنطقة السكنية والإدارية. وربطت أرامكو شيبة بأنابيب يصل طولها إلى 638 كيلومتر لنقل البترول إلى منطقة بقيق على الساحل الشرقي.
وتقول أرامكو إن عمليات الإنشاء في حقل شيبة استلزمت استحداث تقنيات معينة، تقلل من التكاليف لتأمين الخدمات اللوجستية، النقل والتوزيع، التنقيب وإدارة المشاريع، بالإضافة لاستخدام أجهزة حفر معينة.
وعند افتتاح الحقل أواخر التسعينيات، بلغ إنتاجه 500 ألف برميل يومياً من الزيت العربي الخفيف جداً. وبلغت احتياطيات حقل شيبة نحو بنحو 15 مليار برميل، ما يعني أن هذا الحقل قادر على ضخ البترول لنحو 70 عاماً بمستويات إنتاجه الحالية. وعلى الرغم من أن شيبة يعد حقلاً متوسط الحجم مقارنة بحقول سعودية أخرى، إلا أن إنتاجه اليومي يعادل خمس أضعاف إنتاج دولة الغابون، أصغر أعضاء أوبك.
وفي عام 2008، قررت أرامكو إطلاق أعمال توسعة جديدة في الحقل لترفع الإنتاج إلى مليون برميل يومياً، ولتزيد من كميات الغاز التي يتم معالجتها في الحقل.
اليوم يسكن شيبة آلاف السعوديين، يعملون على مدار الساعة، ويمدون سوق النفط العالمية بمئات الملايين من براميل البترول سنوياً. وربطت أرامكو هذه المنطقة مع باقي المدن السعودية عبر مطار خاص لموظفيها.