«جان بول غيتي» أول منتج مستقل للنفط والملياردير الأول في العالم الذي جمع مليونه الأول في عمر 23 عاماً، عرف ببخله الشديد، لكن من المفارقة أن ذلك البخل لم يكن يمنعه من ممارسة هوايته في جمع التحف التي ينفق في شرائها مبالغ طائلة جداً، والتي أسست فيما بعد لمتحف «غيتي»..!! أما ما منعه عنه البخل فكان تحرير رهينة «آل غيتي»، حفيده المقرّب..!! الذي سمح لاستمرار اختطافه وتعذيبه وقطع أجزاء من جسده متعنتاً لكي لا يدفع دولاراً واحداً فديةً له..!! ما يجعل امتلاك «كل أموال العالم» ليست ذات قيمة تذكر، بل إنها أغرقت «غيتي» في عبوديتها حتى أخرجته من إنسانيته وأبويته..!!
كان فيلم «All The money in The world» استثنائياً في قصته ومعالجته، بل وفي طبيعة الشعور الذي يخلقه في أعماقك وقت المشاهدة. يلعب على عامل المفاجأة وإثارة الغيرة الإنسانية الفطرية، ويقدم كيف أن أموال العالم كله لا تعني شيئاً أمام عواطف إنسانية عميقة. عمل الفيلم على جر المشاهد إلى حالة من الذهول المتصاعد دون هوادة، بتصاعد الأحداث وخروجها عن المألوف بطريقة صادمة مجردة من العواطف رغم حساسية الظرف الذي تمر به العائلة..!! وليس أكثر استفزازاً من استمرار «غيتي» في شرائه للوحات الفنية والتحف بمبالغ تتجاوز قيمة فدية حفيده الذي كان لا يزال في قبضة الخاطفين الوحشيين، ما يعني أن رأس تمثال كان أغلى من رأس حفيده أو بقائه حياً سالماً..!!
جال فكري إن كان الفقر يتقمص الدول كما يتقمص الأفراد، وإن كان ترتيب الأولويات متاهة تضيع فيها الدول كما ضاع «غيتي»، فبعد أيام من المشاهدة اكتشفت رسوخ الفيلم في ذهني متوصلاً لمقاربة الأفكار بشأن حقوق الإنسان الإيراني المنتهكة على الدوام، وكيف يعاني المجتمع الإيراني من فقر معيب مقارنةً بحجم ما تملكه الدولة من ثروات طائلة، قررت إنفاقها على ميليشياتها الخارجية وسباقات التسلح المحموم، وكان من الأجدى إنفاقها في تنمية الداخل والعيش بسلام مع العالم..!! لكن إيران اختارت –كما فعل غيتي– أن تنفق على أصنامها وعلى الرؤوس المفرغة أكثر مما تنفق على شعبها لانتزاعه من فقرٍ عاش طويلاً رهينة له..!!
* اختلاج النبض:
انتهى الفيلم بأن يموت غيتي ويرثه أحفاده ومنهم الرهينة التي حررت من الخاطفين بأذن مبتورة، وكذلك الشعب الإيراني سينال حقه يوماً لا محالة، غير أن ما سيرثه من بلاده سيكون لعنات الشعب على جبروت نظامه. ما نخشاه حقاً أن ما بتر من روح الشعب الإيراني طيلة فترة الطغيان لن يمنحه الفرصة لاحقاً للانخراط في العالم الجديد بما يكفي ويحيله لشعب مهزوم على الدوام.
كان فيلم «All The money in The world» استثنائياً في قصته ومعالجته، بل وفي طبيعة الشعور الذي يخلقه في أعماقك وقت المشاهدة. يلعب على عامل المفاجأة وإثارة الغيرة الإنسانية الفطرية، ويقدم كيف أن أموال العالم كله لا تعني شيئاً أمام عواطف إنسانية عميقة. عمل الفيلم على جر المشاهد إلى حالة من الذهول المتصاعد دون هوادة، بتصاعد الأحداث وخروجها عن المألوف بطريقة صادمة مجردة من العواطف رغم حساسية الظرف الذي تمر به العائلة..!! وليس أكثر استفزازاً من استمرار «غيتي» في شرائه للوحات الفنية والتحف بمبالغ تتجاوز قيمة فدية حفيده الذي كان لا يزال في قبضة الخاطفين الوحشيين، ما يعني أن رأس تمثال كان أغلى من رأس حفيده أو بقائه حياً سالماً..!!
جال فكري إن كان الفقر يتقمص الدول كما يتقمص الأفراد، وإن كان ترتيب الأولويات متاهة تضيع فيها الدول كما ضاع «غيتي»، فبعد أيام من المشاهدة اكتشفت رسوخ الفيلم في ذهني متوصلاً لمقاربة الأفكار بشأن حقوق الإنسان الإيراني المنتهكة على الدوام، وكيف يعاني المجتمع الإيراني من فقر معيب مقارنةً بحجم ما تملكه الدولة من ثروات طائلة، قررت إنفاقها على ميليشياتها الخارجية وسباقات التسلح المحموم، وكان من الأجدى إنفاقها في تنمية الداخل والعيش بسلام مع العالم..!! لكن إيران اختارت –كما فعل غيتي– أن تنفق على أصنامها وعلى الرؤوس المفرغة أكثر مما تنفق على شعبها لانتزاعه من فقرٍ عاش طويلاً رهينة له..!!
* اختلاج النبض:
انتهى الفيلم بأن يموت غيتي ويرثه أحفاده ومنهم الرهينة التي حررت من الخاطفين بأذن مبتورة، وكذلك الشعب الإيراني سينال حقه يوماً لا محالة، غير أن ما سيرثه من بلاده سيكون لعنات الشعب على جبروت نظامه. ما نخشاه حقاً أن ما بتر من روح الشعب الإيراني طيلة فترة الطغيان لن يمنحه الفرصة لاحقاً للانخراط في العالم الجديد بما يكفي ويحيله لشعب مهزوم على الدوام.