تتجه الاستثمارات الكبرى في العالم الى قطاع التكنولوجيا الذي أصبح أكثر إغراءاً وجذباً من غيره بفضل النمو الكبير الذي يسجله، والأرباح الذي يدرها على العاملين فيه، مع استمرار الارتفاع في الطلب على منتجات التكنولوجيا وتقنية المعلومات في العالم.ومن المتوقع أن يدخل عدد من كبار المستثمرين وأثرى الأثرياء على مستوى العالم في استثمارات تكنولوجية جديدة ليشهد القطاع بذلك دفعة انتعاش جديدة ويتضخم على حساب القطاعات الأخرى التي تتراجع أهميتها أمامه، حيث تتداول تقارير إخبارية أنباءاً عن مؤشرات تدل على أن عدداً من المستثمرين الكبار والأثرياء في الولايات المتحدة يدرسون الدخول في مشروعات تكنولوجية جديدة.وكشفت جريدة "فايننشال تايمز" البريطانية أن "دويتشة بنك" نظم رحلة لمدة يومين لستة عائلات أمريكية الى "وادي السيليكون" بالقرب من سان فرانسيسكو، حيث أن هذه العائلات التي تجولت بين المنشآت هناك طوال يومين بترتيب وتنظيم من البنك هي من أثرى الأثرياء في العالم والولايات المتحدة من التي يدير البنك أصولها وثرواتها المالية.وتشير الصحيفة الى أن العائلات الستة اطلعت على عدد من المشاريع العملاقة، وتعرفت على كبريات شركات التكنولوجيا الموجودة في منطقة "وادي السيليكون"، في مؤشر واضح على أن الزيارة ليست سوى ترويج للاستثمار في هذا القطاع.كما تشير الصحيفة الى أن هذه الزيارة ليست سوى واحدة من بين مجموعة من الزيارات التي نظمها "دويتشة بنك"، وعدد آخر من الشركات المنافسة له والعاملة في مجال إدارة الثروات.وبحسب "فايننشال تايمز" فانه يوجد "طفرة في اهتمام المستثمرين بتمويل الطروحات الأولية والاكتتابات المتعلقة بشركات التكنولوجيا".لكن الكثير من المستثمرين تحولوا الى إبداء القلق والحذر من الاستثمار في قطاع التكنولوجيا، خاصة بعد اكتتاب شركة "فيسبوك" الكبير الذي رفع تقييم الشركة الى ما يزيد عن 100 مليار دولار ليعاود السهم الهبوط بعد إدراجه في السوق الأمريكية للتداول.وقال ريان جاكوب، رئيس شركة "جاكوب فاند" وهي شركة استثمارات تكنولوجية في لوس أنجلوس إن "اكتتاب فيسبوك كان نداءاً حقيقياً للنهوض"، مشيراً الى أنه "جعل الناس أكثر حذراً من التسجيل دوماً وبشكل أوتوماتيكي في أي اكتتاب عام".يشار الى أن عدداً كبيراً من المستثمرين وصناديق الاستثمار العالمية وصناديق التحوط والصناديق السيادية توسعت مؤخراً في الاستثمارات بقطاع التكنولوجيا، حيث ضخت هذه الصناديق عشرات المليارات في شركات مختلفة من أجل الاستفادة من الطفرة التي يشهدها قطاع التكنولوجيا في العالم.وفي الوقت الذي كانت فيه غالبية الشركات وبمختلف القطاعات تعاني أوضاعاً صعبة خلال الأزمة المالية العالمية، فان شركات التكنولوجيا كانت الأفضل حالاً والأقل تضرراً بالأزمة الاقتصادية.