* الوكالة الأممية تقرر إيقاف عقود عمل الموظفين في المكتبتين
غزة - عز الدين أبوعيشة
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إغلاق مكتبتي مملكة البحرين في قطاع غزة، وإيقاف عقود عمل الموظفين العاملين في المكتبتين، في إجراء اتخذته الوكالة الأممية نتيجة تداعيات القرار الأمريكي بتجميد المساعدات المخصصة للوكالة.
وقررت الولايات المتحدة منتصف الشهر الماضي "تجميد" نصف الأموال المخصصة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أي نحو 65 مليون دولار، في رسالة تحد جديدة إزاء الأمم المتحدة وضربة قوية للفلسطينيين، الأمر الذي أثار تنديداً عربياً ودولياً.
ورغم إعلان مدير عمليات "الأونروا" في القطاع عن اتجاه الوكالة الأممية لتجنب تقليص الخدمات، وعدم وقف عقود العمل للاجئين، إلا أنها اضطرت إلى الاستغناء عن الموظفين العاملين في مكتبتي البحرين في غزة.
وفي وقت سابق، أصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" قرار إغلاق مكتبة البحرين في مخيم جباليا شمال القطاع ومكتبة البحرين العامة في مدينة رفح جنوب القطاع على ضوء تخفيض ميزانيتها، فيما أعرب الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية د.مصطفى السيد عن قلقه من القرار. وأجرى السيد العديد من الاتصالات مع المسؤولين في الجهات المعنية بما في ذلك الأمم المتحدة للعمل على إعادة تشغيل مكتبات البحرين في غزة لما لها من قيمة علمية وثقافية كبيرة للأشقاء الفلسطينيين.
وأعرب عن تقديره للدول التي سارعت بتمويل "الأونروا"، حيث قالت المفوضية العليا إن روسيا والكويت و9 دول أوروبية اتفقت على زيادة نسبة مساهمتها في دعم وكالة "الأونروا" للمساعدة في حل الأزمة.
وكانت البحرين قد مولت المكتبتين لدعم الثقافة الفلسطينية، وتطوير مباني مدارس الوكالة، من أجل حصول أطفال غزة على حقهم في التعليم خاصة العلوم المختلفة.
وأنشأت مملكة البحرين مكتبتين في قطاع غزّة، الأولى شمال القطاع بمخيم جباليا قبل نحو 7 سنوات، واختارت مدرسة الفاخورة لإنشاء المكتبة فيها، وقع الاختيار ذلك لإحياء المنطقة التي تعاني من تهميش كبير وإهمال في كافة جوانب الحياة.
والمكتبة الثاني في جنوب القطاع، بمدينة رفح قبل نحو عام، وجاء الاختيار للمكان ليتسنى لسكان المناطق الجنوبية الوصول للمعلومة المعرفية وتسهيل عملية البحث لطلاب درجة الماجستير، حيث تعاني رفح أيضاً من تهميش في معظم الخدمات المقدمة للاجئين والمواطنين الفلسطينيين على حدٍ سواء.
وجاء تمويل مملكة البحرين للمكتبتين بشكل كامل، من الإنشاء والتعمير، والتأثيث الداخلي، وتوريد مئات الكتب، وأجهزة الكمبيوتر والإنترنت، وسلسلة قاعات للأنشطة الثقافية والميدانية، وتهيئة المكان للقارئ حسب أعلى المواصفات العالمية للمكتبات.
وتحتوي كلّ مكتبة على 3 طوابق يعمل في كلّ واحدة 5 أشخاص، من الكوادر البشرية المختصة، منهم 2 دائمين، و3 عقود عمل تجدد سنويا حسب موازنة التعليم في "الأونروا"، ويعمل كلّ شخص منهم في طابق معين ومجال مختلف عن الأمر كسلسلة بشرية متكاملة للقيام بخدمة رواد المكتبة، التي تحتوي كلّ مكتبة منهما على نحو 10 آلاف كتاب، من مختلف العلوم الثقافية.
وشهدت المكتبتان إقبالاً كبيراً من الرواد من مختلف الفئات، ويقدر عدد رواد كل مكتبة في العام نحو 10 الآف زائر، جلهم طلاب المدارس، والمثقفين والأدباء من المنطقة، وأصحاب الشهادات العليا الماجستير والدكتوراه، إضافة للمتسابقين في العلوم المعرفية، والباحثين العلميين، وغيرهم المزيد.
وينهل رواد مكتبتي البحرين من علوم الشعر والعروض، مروراً بالأبحاث العلمية، حتى الأدب الروسي والإنجليزي، وليس آخرها كتب الجغرافيا والتاريخ والروايات الأدبية، والعلوم المعرفية عن مملكة البحرين وعدد من الأقسام المختلفة.
إلا أنه بعد الأزمة المالية التي عصفت بـ "الأونروا"، لم تتوانَ للحظة بتصعيد خطوات التقليص المتبعة لمحاولة تجنب مزيد من الأزمات فكان أول قرار إغلاق مكتبتي البحرين والاستغناء عن الكادر العامل فيها.
مدير منطقة جنوب القطاع في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أحمد الشيخ قال إن "عمر المكتبة في جباليا يقدر بنحو 7 سنوات، أمّا في رفح حوالي سنتين، وشهدتا خلال مرحلة عملهما إقبالاً كبيراً من رواد الثقافة والفنون والآداب العامة، ومن الظلم إغلاق المكتبة إلى الأبد".
وأضاف في حديثه لـ"الوطن" أن "تشغيل المكتبة لم يكن ضمن مشروع الإنشاء، فاقترحنا على وكالة الغوث توظيف كوادر متخصصة ضمن موازنة التعليم، وتحويل مدرسين للإشراف على المكاتب ورعايتها، حتى يتسنى عملها على أكمل وجه وتقديم أفضل خدمة للجمهور".
وبيّن أنّ ""الأونروا" استغنت عن الموظفين الذين يعملون بعقود في المكتبة"، مرجعًا ذلك لأنّ "الوكالة تعاني من سياسة التقشف، وتعيد النظر في موظفي عقود العمل السنوية، وتحاول تقليص أكبر عدد منهم لتجنب الوقوع في أزمة مالية كبيرة يكون لها أثر إنساني".
ولفت إلى أن "ذلك القرار سيحول المكتبة إلى بناية فقط لا فائدة منها"، مطالباً "بالإسراع في إعادة تشغيلها لما تقدمه من خدمات مميزة للمنطقة، حيث تظهر دور البحرين الحضاري في إعادة بناء الثقافة عند الشعب الفلسطيني".
غزة - عز الدين أبوعيشة
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إغلاق مكتبتي مملكة البحرين في قطاع غزة، وإيقاف عقود عمل الموظفين العاملين في المكتبتين، في إجراء اتخذته الوكالة الأممية نتيجة تداعيات القرار الأمريكي بتجميد المساعدات المخصصة للوكالة.
وقررت الولايات المتحدة منتصف الشهر الماضي "تجميد" نصف الأموال المخصصة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أي نحو 65 مليون دولار، في رسالة تحد جديدة إزاء الأمم المتحدة وضربة قوية للفلسطينيين، الأمر الذي أثار تنديداً عربياً ودولياً.
ورغم إعلان مدير عمليات "الأونروا" في القطاع عن اتجاه الوكالة الأممية لتجنب تقليص الخدمات، وعدم وقف عقود العمل للاجئين، إلا أنها اضطرت إلى الاستغناء عن الموظفين العاملين في مكتبتي البحرين في غزة.
وفي وقت سابق، أصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" قرار إغلاق مكتبة البحرين في مخيم جباليا شمال القطاع ومكتبة البحرين العامة في مدينة رفح جنوب القطاع على ضوء تخفيض ميزانيتها، فيما أعرب الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية د.مصطفى السيد عن قلقه من القرار. وأجرى السيد العديد من الاتصالات مع المسؤولين في الجهات المعنية بما في ذلك الأمم المتحدة للعمل على إعادة تشغيل مكتبات البحرين في غزة لما لها من قيمة علمية وثقافية كبيرة للأشقاء الفلسطينيين.
وأعرب عن تقديره للدول التي سارعت بتمويل "الأونروا"، حيث قالت المفوضية العليا إن روسيا والكويت و9 دول أوروبية اتفقت على زيادة نسبة مساهمتها في دعم وكالة "الأونروا" للمساعدة في حل الأزمة.
وكانت البحرين قد مولت المكتبتين لدعم الثقافة الفلسطينية، وتطوير مباني مدارس الوكالة، من أجل حصول أطفال غزة على حقهم في التعليم خاصة العلوم المختلفة.
وأنشأت مملكة البحرين مكتبتين في قطاع غزّة، الأولى شمال القطاع بمخيم جباليا قبل نحو 7 سنوات، واختارت مدرسة الفاخورة لإنشاء المكتبة فيها، وقع الاختيار ذلك لإحياء المنطقة التي تعاني من تهميش كبير وإهمال في كافة جوانب الحياة.
والمكتبة الثاني في جنوب القطاع، بمدينة رفح قبل نحو عام، وجاء الاختيار للمكان ليتسنى لسكان المناطق الجنوبية الوصول للمعلومة المعرفية وتسهيل عملية البحث لطلاب درجة الماجستير، حيث تعاني رفح أيضاً من تهميش في معظم الخدمات المقدمة للاجئين والمواطنين الفلسطينيين على حدٍ سواء.
وجاء تمويل مملكة البحرين للمكتبتين بشكل كامل، من الإنشاء والتعمير، والتأثيث الداخلي، وتوريد مئات الكتب، وأجهزة الكمبيوتر والإنترنت، وسلسلة قاعات للأنشطة الثقافية والميدانية، وتهيئة المكان للقارئ حسب أعلى المواصفات العالمية للمكتبات.
وتحتوي كلّ مكتبة على 3 طوابق يعمل في كلّ واحدة 5 أشخاص، من الكوادر البشرية المختصة، منهم 2 دائمين، و3 عقود عمل تجدد سنويا حسب موازنة التعليم في "الأونروا"، ويعمل كلّ شخص منهم في طابق معين ومجال مختلف عن الأمر كسلسلة بشرية متكاملة للقيام بخدمة رواد المكتبة، التي تحتوي كلّ مكتبة منهما على نحو 10 آلاف كتاب، من مختلف العلوم الثقافية.
وشهدت المكتبتان إقبالاً كبيراً من الرواد من مختلف الفئات، ويقدر عدد رواد كل مكتبة في العام نحو 10 الآف زائر، جلهم طلاب المدارس، والمثقفين والأدباء من المنطقة، وأصحاب الشهادات العليا الماجستير والدكتوراه، إضافة للمتسابقين في العلوم المعرفية، والباحثين العلميين، وغيرهم المزيد.
وينهل رواد مكتبتي البحرين من علوم الشعر والعروض، مروراً بالأبحاث العلمية، حتى الأدب الروسي والإنجليزي، وليس آخرها كتب الجغرافيا والتاريخ والروايات الأدبية، والعلوم المعرفية عن مملكة البحرين وعدد من الأقسام المختلفة.
إلا أنه بعد الأزمة المالية التي عصفت بـ "الأونروا"، لم تتوانَ للحظة بتصعيد خطوات التقليص المتبعة لمحاولة تجنب مزيد من الأزمات فكان أول قرار إغلاق مكتبتي البحرين والاستغناء عن الكادر العامل فيها.
مدير منطقة جنوب القطاع في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أحمد الشيخ قال إن "عمر المكتبة في جباليا يقدر بنحو 7 سنوات، أمّا في رفح حوالي سنتين، وشهدتا خلال مرحلة عملهما إقبالاً كبيراً من رواد الثقافة والفنون والآداب العامة، ومن الظلم إغلاق المكتبة إلى الأبد".
وأضاف في حديثه لـ"الوطن" أن "تشغيل المكتبة لم يكن ضمن مشروع الإنشاء، فاقترحنا على وكالة الغوث توظيف كوادر متخصصة ضمن موازنة التعليم، وتحويل مدرسين للإشراف على المكاتب ورعايتها، حتى يتسنى عملها على أكمل وجه وتقديم أفضل خدمة للجمهور".
وبيّن أنّ ""الأونروا" استغنت عن الموظفين الذين يعملون بعقود في المكتبة"، مرجعًا ذلك لأنّ "الوكالة تعاني من سياسة التقشف، وتعيد النظر في موظفي عقود العمل السنوية، وتحاول تقليص أكبر عدد منهم لتجنب الوقوع في أزمة مالية كبيرة يكون لها أثر إنساني".
ولفت إلى أن "ذلك القرار سيحول المكتبة إلى بناية فقط لا فائدة منها"، مطالباً "بالإسراع في إعادة تشغيلها لما تقدمه من خدمات مميزة للمنطقة، حيث تظهر دور البحرين الحضاري في إعادة بناء الثقافة عند الشعب الفلسطيني".